الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الرئاسة الفرنسية، تعلن::
ماكرون يعترف بأن علي بومنجل “قد عُذب وقُتل” على أيدي الجيش الفرنسي

الرئاسة الفرنسية، تعلن::
ماكرون يعترف بأن علي بومنجل “قد عُذب وقُتل” على أيدي الجيش الفرنسي

أعلنت الرئاسة الفرنسية أول أمس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اعترف “باسم فرنسا” أن المحامي والقيادي في الحركة الوطنية الجزائرية، علي بومنجل قد “تعرّض للتعذيب والقتل” على أيدي الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية، حسبما أعلنت عنه مساء الثلاثاء الرئاسة الفرنسية.
وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيانها إلى أن “رئيس الجمهورية قد استقبل في قصر الاليزيه أربع أحفاد لعلي بومنجل ليقول لهم باسم فرنسا ما تمنت مليكة بومنجل -أرملة بومنجل- سماعه: علي بومنجل لم ينتحر؟ فقد عُذب وقُتل”.
وجاء اعتراف فرنسا بقتل علي بومنجل طبقا لتوصيات المؤرخ بنيامين ستورا في تقريره حول الذاكرة وحرب التحرير الوطنية، وحسب بيان الاليزيه، “فإن بادرة الاعتراف هذه (…) ليست فعلا منعزلا”.
وأعرب الرئيس الفرنسي لأحفاد الشهيد علي بومنجل عن “ارادته في مواصلة العمل الذي شرع فيه منذ عديد السنوات لجمع الشهادات وتشجيع عمل المؤرخين من خلال فتح الأرشيف (…)”، ووعد ماكرون في البيان بقوله إن “هذا العمل سيتوسع ويتعمق خلال الأشهر المقبلة، حتى نتمكن من المضي قدماً نحو التهدئة والمصالحة”.واعتبر في هذا الصدد أن “النظر إلى التاريخ بشكل مباشر والاعتراف بحقيقة الوقائع لن يسمحا بغلق الجراح المفتوحة دائما، لكنهما سيساعدان على تمهيد الطريق للمستقبل”.
واعترف الاليزيه في بيانه بأن علي بومنجل قد أوقفه الجيش الفرنسي خلال معركة الجزائر وأخفاه ثم عذبه وقتله في 23 مارس 1957، وأكد أن “بول أوساريس قد اعترف انه أمر أحد مرؤوسيه بقتله وإخفاء الجريمة على أنها انتحار”.

الأستاذ والباحث في التاريخ بجامعة الجزائر، لزهر بديدة:
“الإعتراف يجب أن يشمل كل جرائم الإستعمار الفرنسي بالجزائر”

من جانبه، اعتبر الأستاذ و الباحث في التاريخ بجامعة الجزائر لزهر بديدة، أن الخطوات التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إمنويل ماكرون في مسعى معالجة ملف الذاكرة بين بلاده والجزائر وآخرها اعترافه أول أمس باغتيال الشهيد علي بومنجل على يد الجيش الفرنسي إبان ثورة التحرير “قد تعد خطوات مقبولة إذا ما تم تعزيزها بخطوات أخرى وأهمها الاعتراف بكل الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق أرض وشعب الجزائر وتقديم اعتذارها والتعويض المادي عنها، وأما غير ذلك فيعتبر ذرا للرماد في العيون، وقد يكون لها دوافع مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة”.
وقال بديدة، أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، إن اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الشهيد علي بومنجل، قد “تعرض للتعذيب والقتل” على أيدي الجيش الفرنسي أثناء ثورة التحرير ولم ينتحر، لها عدة قراءات، فإذا كانت في إطار التدرج من أجل اعترافات أخرى سوف تكون مستقبلا عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية فهي “خطوة مقبولة”، لكن إذا جاءت تنفيذا فقط لما جاء به تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا المكلف من قبل ماكرون بملف الذاكرة مع الجزائر، والذي كان من بين النقاط التي جاء بها أن الشهيد بومنجل قتل على أيدي الجيش الفرنسي، فذلك لا يعد حسب الباحث سوى “ذرا للرماد في العيون” وفي مثل هذه الحالة لا يمكن الأخذ بمثل هذه الاعترافات لتسوية ملف الذاكرة-يقول الباحث في التاريخ الذي أضاف أن مثل هذه القضايا لا تعالج بهذه الطريقة، فإذا كان الاعتراف بالشهيد علي بومنجل، و قبله موريس اودان..فقط فأين نضع الآلاف والملايين الذين استشهدوا قتلا وحرقا، وعن طريق حرق أراضيهم، وعن طريق التجارب النووية، فالاعتراف –يوضح الباحث-يجب أن يكون عن كل الجرائم والفظاعة التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الأرض والإنسان في الجزائر، وأضاف أن الشهداء والمجاهدين وكل الشعب الجزائري إبان الثورة المجيدة حارب من أجل استرجاع الأرض والإنسان.
ويؤكد بديدة أن “فرنسا ارتكبت جرائم كبيرة و فضيعة لا تسقط بالتقادم، وعليها الاعتراف بها وتقديم الاعتذار عنها والتعويض عنها”، وأشار إلى أن من بين الجرائم أيضا ليس فقط القتل والحرق والمجازر، بل أيضا ما ارتكب في حق جزائريين من تهجريهم ونفيهم، وطالب هنا الباحث إلى ضرورة أن تسعى فرنسا إلى البحث عن حل لمعضلة المهجرين الجزائريين إلى كاليدونيا وغيرها والذين لا يزالون إلى اليوم من دون حقوق.
واعتبر أن هذا الملف لوحده يعد إشكالا كبيرا وعائقا أمام تسوية ملف الذاكرة وعلى فرنسا أن تجد حلا له، إضافة إلى ملف المفقودين الذي لم بفتح بعد والذي يعد إشكالا آخرا يعيق أيضا تسوية ملف الذاكرة إذا لم تسعى فرنسا لمعالجته المعالجة الصحيحة.
وبخصوص تقرير بنجامين ستورا، قال الباحث في التاريخ إنه تقرير “لا يعنينا كجزائريين”، وهو تقرير يخدم المصالح الفرنسية، وأضاف: “ما يهمنا هو التقرير الذي يعده الطرف الجزائري والذي يجب أن يشمل كل الجرائم الفرنسية على الأرض وعلى الإنسان وحتى على الحيوان، و يجب أن يكون موثقا ودسما ويضم إدانة صريحة لفرنسا ومطالبة بالاعتراف وتقديم الاعتذار والتعويض” .
واعتبر بديدة أن هناك قراءة أخرى لخطوات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول ملف الذاكرة، حيث قال إن ماكرون لم يتبق على عهدته الرئاسية سوى عام فقط، وقد تراجعت شعبيته كثيرا، وهو اليوم يحاول اللعب على وتر “الذاكرة مع الجزائر” لكسب أصوات الجالية الجزائرية التي تعد قوة إضافية.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super