تنتهي منتصف ليلة اليوم الخميس، الآجال المحددة لإيداع ملفات الترشح لتشريعيات 12 جوان، وفق ما تقتضيه المادة 203 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، وكانت قد سبقتها خرجات ماراطونية لجمع التوقيعات للراغبين في دخول الغرفة السفلى للبرلمان القادم والتي انطلقت منذ 11 مارس الماضي.
الإذاعة الجزائرية.. يوم مفتوح حول الاستعدادات للتشريعيات القادمة
تخصص الإذاعة الجزائرية منابرها للحديث عن أهم حدث سياسي بالبلاد والمتمثل في التحضيرات للاستحقاقات النيابية القادمة والمقررة يوم 12 جوان المقبل، حيث تنظم الإذاعة الجزائرية بكل قنواتها الوطنية والموضوعاتية والجهوية “يوما مفتوحا” حول استعدادات المجتمع والهيئات الرسمية والطبقة السياسية للإنتخابات التشريعية للثاني عشر جوان.
وسيعرف اليوم المفتوح بلاطوهات نقاش واستطلاعات وفقرات إذاعية متنوعة تحاول ملامسة مدى تفاعل المجتمع وفعالياته مع هذا الاستحقاق الوطني الهام ومستوى جاهزية الفاعلين السياسيين من أحزاب سياسية وقوائم حرة لدخول هذا المعترك الانتخابي، ومكانة الشباب والمرأة والكفاءات العلمية في قوائم الترشيحات، كما ستفتح نوافذ أمام الخبراء السياسيين والاقتصاديين والمواطنين لإبداء أرائهم حول ما هو منتظر ومأمول من البرلمان القادم من أعمال ومبادرات من شأنها إعطاء مصداقية أكبر للغرفة السفلى للبرلمان، وتغيير الصورة النمطية المعهودة عن المؤسسة.
انطلاق عملية الطعون في الترشيحات غدا
وحسب الرزنامة التي كشفت عنها السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات الخاصة بالعملية الإنتخابية فإنه وبعد انتهاء آجال إيداع قوائم الترشيحات منتصف ليلة اليوم إلى رئيس اللجنة الإنتخابية للدائرة الإنتخابية المختصة إقليميا أي القاضي رئيس اللجنة الإنتخابية الولائية سيكون بالإمكان تقديم الطعون في الترشيحات بداية من 23 أفريل وهي العملية التي ستستمر إلى غاية 14 ماي 2021 وهي المرحلة التي سيليها فتح المجال أمام تجديد الترشيحات على أن يتم الانتهاء من ذلك قبل 18 من نفس الشهر. كما سيتم بين 23 أفريل و7 ماي نشر قوائم مؤطري مكاتب التصويت مع إمكانية تقديم الطعون في القائمة المذكورة في الفترة ما بين 24 أفريل و 12 ماي.
استيفاء الشروط وتوقيعات تجاوزت المطلوب قانونا
وعلى الرغم من الصعوبة وبعض العراقيل التي عرفتها عملية جمع التوقيعات التي انطلقت شهر مارس الماضي غير أن الأحزاب السياسية وفي تصريحات لـ”الجزائر” أكدت على أنها تمكنت من إستيفاء العدد المطلوب قانونا من “الأفالان” الذي أكد المكلف بالإعلام محمد عماري على أن حزبه تمكن من جمع 3 أضعاف العدد المحدد في القانون فيما تمكن “الأرندي” من تجاوز العدد بكثير توقيع “تاج” وحسب تصريح القيادي في الحزب، كمال ميدة فقد جمع حزبه 40 ألف توقيع أما “جيل جديد” فقد قدرت توقيعاته بـ 30 ألف توقيع. فيما اكتفت تشكيلات سياسية أخرى بالإكتفاء بالحديث عن استيفاء الشروط وترك لغة الأرقام لما بعد عملية إيداع الملفات للكشف عنها.
“فجر التغيير” و”تريد التغيير ابصم”.. شعار للتشريعيات القادمة
أماطت السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات والتي يٍرأسها، محمد شرفي، اللثام عن شعاراتها تحسبا لتشريعيات 12 جوان القادم، والذي تزين بالراية الوطنية، وكشفت سلطة الإنتخابات عن الشعارين الرسميين للانتخابات واللذين تضمنا عبارتي “فجر التغيير” و”تريد التغيير، أبصم” باللغتين العربية والأمازيغية، ما يؤكد النية الحسنة في التجسيد التغيير المنشود، وينتظر أن يتم استخدام هذين الشعارين في كل الملصقات ذات العلاقة بموعد 12 جوان لاسيما في الحملة الانتخابية المقررة في الفترة الممتدة من 17 ماي إلى غاية 8 جوان 2021.
وحمل الشعار الأول الراية الوطنية وسط زرقة تنطلق من ضوء الفجر في رمزية تعبر عن أفق جديد لجزائر جديدة، تصدرته العبارة الرئيسية “فجر التغيير” تعلوها “تشريعيات 12 جوان 2021 ” و فوقها “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”. أما الشعار الثاني، فقد تضمن عبارة “تريد التغيير (باللون الأخضر)، أبصم (باللون الأحمر)”، وكذا تجسيد للهلال والنجمة في شكل بصمة الإصبع، إلى جانب عبارتي “تشريعيات 12 جوان 2021 ” و “الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية” وفي أسفل المساحة “السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات” باللون الأخضر.
موقع إلكتروني للرد على تساؤلات المترشحين
في خطوة جديدة هي الأولى من نوعها قامت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بفتح المجال للإجابة على تساؤلات المترشحين لتشريعات 12 جوان عبر موقعها الإلكتروني، حيث وضعت خانة خاصة لهذا الغرض، وتؤكد سلطة الإنتخابات أنه “لا يوجد أي فرق” بين المترشحين، كما تمت الإجابة على العديد من التساؤلات التي تم طرحها بموقع سلطة الإنتخابات.
هذه الشروط المطلوبة في المترشحين للبرلمان
حددت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، مؤخرا الشروط المطلوبة في المترشحين وتشكيل ملف الترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني، وأكدت أنه “لقد نصت المادة 200 من الأمر المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات على أنه يشترط في المترشح للمجلس الشعبي الوطني أن يستوفي الشروط المنصوص عليها في المادة 50 من هذا القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات ويكون مسجلا في الدائرة الانتخابية التي يترشح فيها، وأن يكون بالغا سن خمسا وعشرين (25) سنة على الأقل يوم الاقتراع، وأن يكون ذا جنسية جزائرية، وأن يثبت أداءه للخدمة الوطنية أو إعفاءه منها، وألا يكون محكوما عليه نهائيا بعقوبة سالبة للحرية لارتكاب جناية أو جنحة ولم يرد اعتباره باستثناء الجنح غير العمدية ، وألا يكون معروفا لدى العامة بصلته مع أوساط المال والأعمال المشبوهة وتأثيره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الاختيار الحر للناخبين و حسن سير العملية الانتخابية، وألا يكون قد مارس عهدتين برلمانيتين متتاليتين أو منفصلتين، ووفقا لأحكام المادتين 201 و 202 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات يجب أن يلحق باستمارة التصريح بالترشيح (الحافظة) ي ملف لكل مترشحي مذكور في القائمة يتكون من ” شهادة أداء الخدمة الوطنية أو الإعفاء منها ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر ذات صلاحية جارية وصورة (1) شمسية ومستخرج من شهادة الميلاد بالنسبة للمترشحين المولودين في الخارج وغير المقيدين في السجل الوطني الآلي للحالة المدنية ونسخة من المحضر المتعلق باكتتاب التوقيعات الفردية للناخبين الذي أعده رئيس اللجنة الانتخابية للدائرة الانتخابية ونسخة من بطاقة الناخب أو شهادة التسجيل في القائمة الانتخابية ونسخة من شهادة تثبت المستوى التعليمي ووثيقة تثبت تزكية الحزب السياسي للقوائم المقدمة تحت رعاية حزب أو عدة أحزاب سياسية ووثيقة تثبت الوضعية اتجاه الإدارة الضريبية”.
ويؤكد المصدر: “يلحق بقائمة مترشحي الأحزاب وقائمة المترشحين الأحرار نسخة من البرنامج الخاص بالحملة الانتخابية وتفاديا لرفض القائمة، يجب أن يكون هذا البرنامج مطابقا لأحكام المنصوص عليها في الدستور والقانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية .
و بالنسبة لقوائم المترشحين المودعة على مستوى مندوبيات السلطة المستقلة لدى الممثليات الدبلوماسية أو القنصلية وزيادة عن الوثائق المذكورة أعلاه يرفق بملف الترشح ” مستخرج من صحيفة السوابق القضائية مسلمة من سلطات بلد الإقامة ونسخة من بطاقة التسجيل القنصلي”، ويشار أنه “طبقا للمادة 201 يقدم التصريح الجماعي بالترشح من طرف مترشح موكل من طرف الحزب (أي من الجهاز المركزي للحزب) بالنسبة للقائمة المستقلة من طرف مترشحي القائمة المستقلة”.
بعد تحضير القوائم .. التفكير في الحملة الإنتخابية
تنتظر الأحزاب السياسية والقوائم الحرة الضوء الأخضر للدخول في الحملة الإنتخابية المقررة في الفترة الممتدة من 17 ماي إلى غاية 8 جوان 2021، ويرى مراقبون أن تشريعيات 12 امتحان حقيقي للطبقة السياسية وفرصة لإحداث التغيير، وستخطو الأحزاب السياسية أول خطوة في مسار الاستحقاقات النيابية من خلال إيداعها لملفاتها والتي سيتم النظر فيها لتتضح بعدها معالم ” سباق التشريعيات ” حيث سيتنافس المترشحون بالبرامج والأفكار بعيدا عن كل ممارسات الماضي ليكونوا في مستوى التطلعات، في حين ستكون تشريعيات 12 جوان استثنائية كونها ستشهد سباقا محموما بين الأحزاب السياسية والقوائم الحرة للتمكن من الحصول على مقاعد بمبنى زيغود يوسف بالغرفة السفلى للبرلمان.
ومن المنتظر أن تنطلق الحملة الإنتخابية لتشريعيات 12 جوان المقبل يوم 17 ماي و ذلك على مدار ثلاثة أسابيع وتختتم يوم 8 جوان وينص القانون العضوي الجديد المتعلق بنظام الانتخابات في مادته 73 على أنه و “باستثناء الحالة المنصوص عليها في المادة 95 (الفقرة 3) من الدستور تكون الحملة الانتخابية مفتوحة قبل 23 يوما من تاريخ الاقتراع و تنتهي قبل ثلاثة أيام من تاريخ الاقتراع”.
ومن بين المستجدات التي ستعرفها الحملة الانتخابية المقبلة، حسب مضمون قانون الإنتخابات فقد تم منع استخدام المترشحين أو الأشخاص المشاركين في الحملة لخطاب الكراهية وكل أشكال التمييز تماشيا مع ما تضمنه دستور 2020 الذي شدد في ديباجته على نبذ الفتنة والعنف والتطرف وخطابات الكراهية وكل أشكال التمييز.
وستجرى هذه الحملة الانتخابية في ظل لجنة مستقلة لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات مكونة من ممثلين عن الهيئات التي من شأنها مراقبة الاخلاق العامة والتسيير الشرعي للدولة أي مجلس الدولة ومجلس المحاسبة وكذا المحكمة العليا والتي تم إستحداثها في قانون الإنتخابات المعدل مؤخرا والتي أوكلت لها مهمة التدقيق وتسليط الضوء على عملية تمويل الحملة الانتخابية بكاملها.
سحب 7 ملايين استمارة اكتتاب توقيعات إلى غاية 7 أفريل
وفي آخر ندوة صحفية عقدها رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي كشف على أن هيئته أحصت 1755 قائمة تابعة لأحزاب سياسية و 2898 قائمة حرة بمجموع “4653 قائمة أبدت رغبتها في الترشح إلى الانتخابات التشريعية ليوم 12 جوان المقبل.
وأضاف ذات المسؤول أن السلطة سلمت “7.655.809 استمارة اكتتاب فردي للتوقيعات” لفائدة المترشحين.
وبالنسبة لـ 58 ولاية فقد أكد أن عدد القوائم بلغ 1739 قائمة حزبية و2873 قائمة حرة أبدت رغبتها في الترشح بمجموع ” 4612 قائمة” فيما تم تسليم ” 7.635.309 استمارة اكتتاب فردي للتوقيعات”.
أما على مستوى الدوائر الانتخابية في الخارج, فإن “16 قائمة حزبية و25 قائمة حرة أبدت رغبتها في الترشح, بمجموع 41 قائمة. وبلغة الأرقام دائما أكد أنه ولغاية 7 أفريل فقد بلغ العدد الإجمالي للناخبين داخل و خارج الوطن 24.490.457 ناخب.