يدخل العمال المنضوين تحت لواء 15 نقابة مستقلة لمختلف القطاعات المشكلة للتكتل النقابي صباح اليوم في إضراب وطني شامل من شأنه أن يشل أكبر القطاعات العمومية على غرار التربية والصحة والتعليم العالي والإدارة العمومية وسونلغاز والبريد، مؤكدين تمسكهم بلغة الاحتجاجات الى غاية استجابة الحكومة الى مطالبهم والمتعلقة أساسا بإلغاء قانون التقاعد الجديد، وإعادة النظر في سياسة الأجور بما يتماشى وتحسين القدرة الشرائية للعامل، ومراعاة مقترحات الشركاء الاجتماعيين الخاصة بالمشروع التمهيدي لقانون العمل.
من المرتقب أن يزحف اليوم آلاف العمال المنضوين تحت لواء النقابات المستقلة لقطاعات حساسة من كافة الولايات نحو العاصمة، تلبية لنداء التكتل النقابي المستقل إلى التجند والتحلي بروح المسؤولية للمشاركة وإنجاح الوقفة الاحتجاجية والاعتصام المقرر تنظيمه بـ”الرويسو” بالعاصمة، احتجاجا على الأوضاع المهنية والاجتماعية المزرية التي يعملون في ظلها وكذا تنديدا باستمرار الحكومة في رفض التراجع عن إلغاء التقاعد المبكر دون شرط السن، وقانون العمل وتهاوي القدرة الشرائية، وذلك بعد هدنة كانت قد دخلت فيها النقابات منذ فترةّ، وتقرير إرجاء مواجهتها مع الحكومة والتي ستكون عبر الشارع الى ما بعد الانتخابات المحلية التي نظمت أول أمس، مهددين بالعودة بقوة هذه المرة وعدم التراجع الى حين إفتكاك مطالبهم المرفوعة منذ أزيد من العامين، هذا وتم تسجيل تذمّر واستياء وسط النقابات على إصرار الحكومة الحالية على مواصلة تطبيق سياستها الرامية للمساس بمكاسب ومكتسبات العمال، وتجريدها من طابعها الاجتماعي، مجددة استنكارها للخيار الاقتصادي للحكومة المتمثل في اللجوء لطبع النقود والذي أكدت بأنه الخيار الذي سيؤدي حتما إلى تدنّ رهيب للقدرة الشرائية للمواطن، والذي سيدفع قسرا بالعمّال إلى تسديد فاتورة السياسات الاقتصادية من جيوبهم.
هذا ومن المنتظر أن يقوم المحتجون برفع شعارات استنكار وتنديد بالوضع الذي يعيشه العمال وكذا التضييق على الحريات النقابية هذه الأخيرة التي تعد مساسا خطيرا بأحكام العدالة وكذا حرية الممارسة النقابية التي يكفلها الدستور، والتي كانت من أهم الأسباب التي دفعت بالنقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز الى إعلان انضمامها الى التكتل النقابي، سيما بعد تسريح 48 مندوبا نقابيا دون أي تدخل من وزارة العمل وكذا الاستمرار في قمع عمال ومنخرطي النقابة المستقلة في جميع مديريات سونلغاز وتسريحهم، وهو الوضع الذي رفضه العمال مطالبين بضرورة فتح الحوار قبل التعفن، كما أكد معظم رؤساء النقابات المشكلة للتكتل على غرار نقابات التربية والصحة على الصمود في الوقفة على الرغم من التطويق الأمني الذي يٌنتظر أن يقف حائلا أمامهم على غرار عديد وقفاتهم الاحتجاجية الولائية و الوطنية، مشيرين الى أن عدد العمال الذي من المنتظر أن يشارك في هذه الوقفة سيفوق ماهو معتاد عليه بالنظر لنمو الوعي لدى مختلف طبقات العمال بخطورة القرارات المتخذة والمهددة لمستقبله.
هذا ويظهر أن المعركة بين النقابات والحكومة ماتزال مستمرة، أمام استمرار الحكومة في تنفيذ قراراتها ورفض النقابات التراجع، سيما و أنها ترى أن هذه المعركة مصيرية، وأنها إذا تراجعت فإنها ستفتح الباب أمام تراجعات أخرى، مؤمنة أن فقدان مكاسبها ما هو إلا البداية لأنه كلما اشتدت الأزمة المالية والاقتصادية، كلما لجأت الحكومة إلى قرارات أخرى أكثر تضييقا على الطبقة الشغيلة والمجتمع بشكل عام، في حين أن الحكومة ترى أنها لا تملك إمكانيات التراجع أو حتى تأخير هذا القرار، وهي إذا تراجعت فإنها ستضطر لذلك في كل مرة ستُتخذ فيها قرارات تقشفية، خاصة وأن الأزمة ما تزال في بدايتها.
وفاء مرشدي
تنديدا بقرارات الحكومة الماسة بمكاسبهم:
الوسومmain_post