قضى آلاف الإيرانيين ليلة ثانية في العراء في ظروف قاسية ودرجات حرارة شديدة البرودة، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب غربي البلاد.
ويقول الهلال الأحمر الإيراني إن زالزال الأحد قتل فيه أكثر من 400 شخص، وأصيب 7000، ودمر أيضا 12000 مبنى سكني. وتسعى الحكومة إلى توصيل المساعدات المطلوبة إلى المناطق المتضررة في إقليم كيرمان شاه الجبلي. وتتسابق فرق الإنقاذ للعثور على ناجين محتملين بعد هذا الزلزال المدمر الذي يعد الأكثر تدميرا في العالم هذا العام. وسُجل أكبر عدد للقتلى في إيران بمدينة سربل ذهاب، على بعد 15 كيلومترا من الحدود مع العراق، وفي مناطق أخرى من الإقليم. وقال التلفزيون الإيراني إن “مستشفى البلدة تضرر من الزلزال ويواجه صعوبة في معالجة مئات المصابين”.
وأضاف أن “فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال امرأة ورضيعها حيين من تحت الأنقاض في المدينة”. وقالت منصورة باغيري، المسؤولة في منظمة الهلال الأحمر لبي بي سي إن إمدادات الإغاثة لا تزال توزع، مضيفة أن إيران لم تطلب مساعدة أجنبية. ولجأ آلاف السكان الذين دمرت منازلهم إلى مخيمات مؤقتة، وخشي كثير من السكان الذين لم تتضرر منازلهم من العودة إليها بسبب توابع الزلزال الكثيرة. وأعلنت البلاد الثلاثاء حدادا على أرواح الضحايا. ومن المقرر أن يزور الرئيس حسن روحاني المنطقة التي ضربها الزلزال في وقت لاحق اليوم. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إرنا إن 430 شخصا قتلوا بسبب الزلزال، الذي ضرب مناطق ذات نسبة سكان منخفضة تقع عند الحدود مع العراق.
وفي العراق، أدى الزلزال إلى مقتل 9 أشخاص بحسب تصريح الناطق باسم الهلال الأحمر العراقي لبي بي سي. وقال مكتب الأمم المتحدة في البلاد إن “500 شخص أصيبوا جراء الزلزال الذي شعر به سكان اربيل والسليمانية وكركوك والبصرة والعاصمة بغداد”. وضرب الزلزال بقوة 7.3 درجات العراق على مسافة 103 كيلومترات جنوب شرق مدينة السليمانية، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وتقول إحدى سكان المنطقة التي قتل فيها معظم الضحايا “إنها ليلة قارسة البرد … نحن بحاجة إلى المساعدة. نحتاج كل شيء. ويجب أن تسارع السلطات في توصيل المساعدة”. وقالت إحدى هيئات الإغاثة إن نحو 70000 إيراني بحاجة إلى ملاجئ، وقالت الأمم المتحدة إنها “مستعدة للمساعدة إذا طلب منها”.
وقال قائد في الحرس الثوري الإيراني في تصريح لوكالة إيرنا الرسمية الإيرانية إن “بعض الجنود وحرس الحدود من ضمن القتلى”.