جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
توج الصحفي السابق بالتلفزيون الجزائري، مساره المهني، بكتاب جديد موسوم “أحداث من الذاكرة”، يستحضر فيه أهم الذكريات التي عاشها وهو يصول ويجول عبر العالم في إطار المهمات الصحفية الميدانية، أو حتى من خلال علاقاته بعدد من المسؤولين الذين احتك بهم.
محمد ملايكة وهو من مواليد 23 أكتوبر 1946 بوادي العلايق بولاية البليدة، درس بالجزائر ثم المغرب وانتقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تحصل على شهادة البكالوريا، ثم ولى وجهته صوب إلى جامعة القاهرة كلية الآداب قسم الصحافة، حيث درس لمدة سنتين قبل أن يعود إلى الجزائر ويلتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، عمل لسنوات طويلة كصحفي بالتلفزيون الجزائري إلى أن أحيل على التقاعد سنة 2015.
هؤلاء انتفضوا على اللغة الفرنسية وتعلموا اللغة العربية بعد إرادة كبيرة:
“أحداث من الذاكرة”، الصادر مؤخرا عن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار “أناب”، تناول فيه الكاتب وفي أربعين صفحة، جملة من التحديات التي واجهته وهو في عمق مهنة المتاعب، حيث ذكر الصحفي محمد ملايكة في مستهل كتابه، الإرادة الكبيرة والمجهودات التي بذلتها بعض الشخصيات الجزائرية في تعلم اللغة العربية، بعد أن كانوا يجهلونها تماما ولا يتعاملون بها على الإطلاق، بحكم تعودهم على اللغة الفرنسية، وضرب مثالا بوزير التجارة الأسبق العياشي ياكر، الذي تعلمها في أشهر معدودات، والصحفي بن يوسف واعدية الذي تعلمها بعد تعريب البرامج والمختص في السينما أحمد بجاوي الذي كان يقدم حصة تلفزيونية يومها اسمها “نادي السينما”.
وهذا ما أثار استغرابي في مكة المكرمة:
ولم يخف ملايكة استغرابه وهو في مكة المكرمة بمعية صديقه المقرب مصطفى سالمي، أين ذهبا لأداء العمرة وهي العمرة الأولى له، من إحاطة الكعبة بالأضواء الكاشفة والصور العملاقة لترويج العطور، في حين كان ينتظر أن تكون الكعبة محاطة بالمساجد والمراكز الثقافية والتاريخية القديمة، لا بمظاهر الحياة المزيفة كما قاله الصحفي في الكتاب.
من أجل كبار الفنانين العرب استعملت الحيلة لحضور حفل بمصر:
ملايكة الذي تحايل لدخول المعهد العربي للموسيقى بمصر، وهو المعهد الذي درس فيه كبار الفنانين والموسيقيين العرب، لسبب واحد وهو لقاء أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، والمطربة الكبيرة فيروز، حيث وعندما كان طالبا بجامعة القاهرة، أراد الدخول لكن الحراس رفضوا دخوله، ولم يوفق في الدخول وحضور الحفل الا بعدما لبس لباسا جديدا بربطة عنق ومحفظة من النوع الرفيع.
شتان بين أحياء الجزائر وأحياء نيويورك:
في سنة 1974 كُلّف ملايكة بتغطية الدورة 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ترأستها الجزائر في شخص الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، والتي دامت ثلاثة أشهر، حيث سنحت له الفرصة لزيارة عدة مدن في الولايات المتحدة الأمريكية، ومرة لفت انتباهه، لوحة كبيرة كتب عليها “من فضلكم، لا تبصقوا، أتركوا وجه أمريكا نظيفا”، فتذكر أحياء الجزائر “النظافة من الايمان”.
خذوا العبرة من شعب المليار:
سافر ملايكة إلى الصين سنتي 1982 و1986، وقد كان ضمن الوفد الصحفي الذي رافق الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وتساءل عن خلو العاصمة من الناس، رغم أن الصين يسكنها أكثر من مليار نسمة، فقيل له إن بكين لا يدخلها كل من هب ودب، فهناك قوانين صارمة تمنع الذين لا شغل لهم ولا مصالح ضرورية من دخول العاصمة بكين فتحس أن سكانها لايتعدون مليون نسمة.
بسبب لحيتي رفع هواري بومدين منحة الطلبة الجزائريين في مصر:
استذكر ملايكة كيف رفع الرئيس الراحل هواري بومدين المنحة الدراسية للطلبة الجزائريين في مصر، حين زار مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة لاستقبال الجالية الجزائرية، خاصة الطلبة الجزائريين، فالتقى ملايكة ببومدين، وكان ملتحيا، فتساءل الرئيس عن سبب عدم حلاقتهللحيته، وهل يرجع ذلك إلى أن المنحة لا تكفي، فأجابه محمد أن المنحة فعلا لا تكفي، فما كان من الرئيس إلا أن أصدر قرارا برفع المنحة الدراسية وتخصيص مبلغ مالي معتبر يقسم على الطلبة كهبة من الرئاسة.
لا افهم لماذا مازال التلفزيون الجزائري محصورا في شارع الشهداء:
تساءل محمد ملايكة عن سبب عدم بناء الدولة الجزائرية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، مقرا جديدا للتلفزيون الجزائري، وبقاء الأخير محصورا في مقر شارع الشهداء، رغم أن مختلف القنوات الرسمية للدول العربية التي زارها، استفادت من مقرات جديدة، معتبرا أن الجزائر تحتاج إلى مقر يليق بمقامها ويواكب متطلبات العصر.
صبرينة كركوبة