غويني لـ “الجزائر”: “العثماني.. تناقض كبير في المواقف والمبادئ”
عبد الرزاق مقري: “العثماني خان مبادئه”
أجمعت بعض الأحزاب الإسلامية في الجزائر على أن المنطقة عامة والجزائر خاصة مستهدفة من وراء التطبيع الإسرائيلي- المغربي، سيما بعد ترسيم التطبيع، موجهة انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة المغربية ورئيس حزب “العدالة والتنمية”، سعد الدين العثماني، الذي أمضى عليه ممثلا لنظام المغرب في اجتماع إعلان التطبيع.
رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني لـ”الجزائر”:
“التطبيع المغربي له انعكاسات خطيرة”
يرى رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، أن التطبيع المغربي له انعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة ككل، واصفا التطبيع بـ”خنجر غرز في العمق” وقي قلب القضية الفلسطينية، وأكد بالمناسبة على ضرورة الحيطة والحذر من كل الدسائس بشكل كبير.
وأوضح غويني في تصريح لـ “الجزائر” بخصوص اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني بالقول: “هو ترسيم لتطبيع مرفوض بشكل قاطع لكونه يضرب القضية الفلسطينية في الصميم، ويضرب حقوق الفلسطينيين.. هو ترسيم لمسار قديم جديد كان يقتصر في السابق على علاقات سرية والآن بعد الإعلان الأولي .. وخطوة الأمس – التوقيع على اتفاق التطبيع – تبين جليا أن نظام المخزن بعيد عن الإرادة الشعبية للشعب المغربي”، ويرى أنه ضرب المبادرة العربية وأنه لا يمكن الحديث عن مبادرة عربية ولا يمكن الحديث عن موقف عربي موحد”.
“التطبيع خنجر غرز في قلب القضية الفلسطينية”
وأكد رئيس حركة الإصلاح أن التطبيع المغربي له انعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية، واصفا الأمر بـ”خنجر غرز في العمق” وقي قلب القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأخير له انعكاسات في المنطقة في قوله: “علينا نحن في الجزائر خاصة لأن العدو الكيان الصهويني على حدودنا الغربية” وهذا ما يهدد – حسبه- استقرار المنطقة والإنسجام الكبير الذي عرفته لعقود”، ويعتقد غويني أن تواجد الكيان الصهيوني في المغرب يشكل مصدر قلق وشرور ومصدر للكثير من محاولات الفتن والدعايات واستهداف الأمن القومي في دول المنطقة والتخابر بالمنطقة ككل، وأضاف: “هذا ما يضر بمصالح الجزائرية ضررا بالغا ..وقد عبرت الجزائر رسميا وشعبيا وحزبيا وحركة الإصلاح الوطني كانت من أولى الأحزاب التي عبرت عن رفضها للتطبيع المخزي الآثم والمغرض الذي أرادت من خلاله المغرب أن تستقوي بالكيان الصهويني لضرب وسحق حقوق الشعب الصحراوي الشقيق المناضل من أجل تقرير مصيره”.
وقال محدثنا:” في الجزائر نضع الكثير من الإحترازات والحذر.. نزداد حيطة من الدسائس والمؤامرات المستقلبلة التي سيكون مصدرها ممثلية أو سفارة الكيان الصهويني في المغرب” ، لافتا أنه معروف أن الكيان الصهيوني حيث ما حل في أي بقعة وفي أي جزء من العالم إلا ونشر فتنه ونشر سمومه وتآمر على تلك الدول، وأكد على ضرورة الحيطة والحذر من كل الدسائس بشكل كبير.
“تناقض كبير في المواقف والمبادئ”
وفي تعليقه على توقيع سعد الدين العثماني قال غويني: “العثماني ما هو إلا جزء من كل ..هو انخرط منذ وقت طويل في منظومة المخزن”، وتحدث عن وجود تناقض كبير في المواقف والمبادئ التي كانوا يتكلمون عنها من قبل، وعن مواقفهم التي كانت تنتصر لفلسطين من قبل، مشيرا إلى وجود تراجع عن المواقف السابقة بما يجعلهم امتداد للنظام المغربي، لافتا أن الشعبين الجزائري والمغربي قريبين من بعضهما، وجدد الحديث عن الموقف الوطني الداعم للقضية الفلسطينية التي لا غبار عليها.
مقري: “العثماني خان مبادئه”
أكد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، خان مبادئه وخطه السابق المعادي للتطبيع بأي شكل من الأشكال وفق ما كان يصرح به هو نفسه، وحذر مقري في الوقت ذاته من الخطر على المنطقة برمتها.
وأوضح مقري في منشور له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك بالقول:”أكبر من يناله هذا الخزي والعار هو رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، باعتبار خيانته لمبادئه وخطه السابق المعادي للتطبيع بأي شكل من الأشكال وفق ما كان يصرح به هو نفسه”، وأضاف رئيس أكبر حزب إسلامي في الجزائر بالقول:”نحن نعلم أن في هذا الحزب أصلاء ومناضلين صادقين في مناصرة الفلسطينيين ضد المحتل الصهيوني، غير أنه إن وافقت مؤسسات هذا الحزب هذه الخيانة فهو حزب قد دخل رسميا في دائرة التصهين، وكل أدعاء بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية تدليس ممجوج وادعاء باطل، ولن يكون له أي أثر”.
“الخطر يمتد إلى الجزائر والمغرب العربي كله”
ويرى عبد الرزاق مقري أن “تمثيل وفد الكيان بمستشار الأمن القومي دليل واضح على سقوط هذا الزعم وأن المقصد الأول من هذه الخطوة التطبيعية هو التنسيق الأمني، مما يجعل الخطر على الفلسطينيين مؤكد” وأضاف: “هذا الخطر يمتد إلى الجزائر والمغرب العربي كله”، لافتا في السياق ذاته: “إن موقفنا هذا من حزب العدالة والتنمية المغربي واجب علينا، وهو واجب على كل حر في العالم العربي والإسلامي، إحقاقا للحق أولا، ثم حتى يبقى الأمل قائما في الأمة ولا يتعاظم الانهيار المعنوي الذي تسببه مثل هذه الخيانات، ثم حتى نبرئ أنفسنا – لذات الأسباب- مما نتهم به باطلا وزورا بأننا نكيل بمكيالين، ندين التطبيع بشدة وصرامة إلا إذا كان المطبع إسلاميا بزعمهم .. اللهم إنك تعلم أننا لسنا هكذا”، مسترسلا: “أننا لا نصدر إلا عما تمليه علينا ضمائرنا، وإدانتنا لهذا الموقف عبر بيان رسمي كان من اليوم الأول”.
ومن جانبه، علق القيادي في حركة مجتمع السلم، بوعبد الله بن عجمية ، على التطبيع المغربي مع الكيان الصهويني، حيث كتب على حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي”الفايسبوك” أنه “فرق أن تأتي للحكم وبلدك مطبع مثل العدالة والتنمية التركي.. وبين أن تؤسس للتطبيع في عهدتك”، وأضاف: “مازلت أذكر لقاءاتي معك ونقاشاتك وكيف صدعت رؤوسنا بالمبادئ والقيم وعدم جواز التنازل عليها مهما كانت الظروف.. بقيت من عهدتك سنتين فقط.. وبعدها ستحل عليك لعنة التاريخ”.
القيادي في “حمس”: ناصر حمدادوش:
“ما قام به العثماني إهانة في الأعراف الدبلوماسية وانقلاب في المواقف”
وبدوره، أكد القيادي في حركة مجتمع السلم، والنائب، ناصر حمدادوش، أن ما قام به رئيس الحكومة المغربية ورئيس حزب العدالة والتنمية العثماني “إهانة في الأشكال والأعراف الدبلوماسية”، وأنه “انقلاب في المبادئ والمواقف”.
وأوضح حمدادوش في منشور بالقول: “هذا ما كان ينظّر له الدكتور سعد الدّين العثماني رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية PJD MAROC ..هذا الانقلاب في المبادئ والمواقف يفتح شرخًا كبيرًا في المصداقية والرمزية والشرعية “، وأضاف: ” هو الآن مَن يوقّع على اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني..والغريب أنه يوقّعه مع مستشار الأمن القومي للكيان الصهيوني”، ويرى أنها “إهانة حتى في الأشكال والأعراف الديبلوماسية.
خديجة قدوار