بالرغم من الرفض الشعبي لها على خلفية مواقفها السابقة والسباقة للتزكية وتعبيد الطريق للعهدة الخامسة وإعلانها الدعم لكل له علاقة بهذه الأخيرة غير أن أحزاب الموالاة أو ما كانت تمسى بأحزاب التحالف الرئاسي لم تلق بالا للموقف الشعبي منها و شرعت في لملمة صفوفها و ترتيب بيتها بواجهات جديدة في محاولة لإستعادة مصداقيتها على الساحة السياسية و لعب دور في المرحلة المقبلة .
البداية كانت بحزب جبهة التحرير الوطني التي كانت أولى أحزاب التحالف الرئاسي التي شرعت في ترتيب بيتها بعد مخاض عسير جاء بعد دورتين للجنة المركزية لإنتخاب أمين عام جديد هو محمد جميعي لقيادة الحزب و الذي دشن خطابه بطلب الإعتذارمن الشعب الجزائري وهو الأمر الذي ظل يكرره في كل خرجة إعلامية في محاولة منه لإستعطاف الشعب و محاولة كسب ثقته و إيصال رسالة له على أن حزب جبهة التحرير الوطني طوى صفحاته السابقة وبدأ نهجا جديدا داعم للشعب و مطالبه غير أن الشعب لايزال رافضا له و لكل ما له علاقة بهذه التشكيلة السياسية ووصل حد المطالبة من قياداته السابقة بوضعه في المتحف لأن مهامه إنتهت.
المأمورية لم تكن سهلة بالنسبة للغريم الأرندي الذي دخل هو الآخر أزمة داخلية بعد دخول أمينه العام احمد أويحيى السجن المؤقت يوم 12 جوان الفارط لتطرح بعد العديد من علامات الإستفهام عن مصير هذا الحزب الذي طبعه الإنقسام وغذته التصحيحيات الرافضة لتقلد “الأوفياء” للسياسات والممارسات السابقة ليحدد تاريخ 6 جويلية الفارط موعدا لعقد الدورة الإستثنائية لتعيين خليفة أويحيى غير أن التأجيل فرض منطقه وحدد المكتب الوطني تاريخ20 جويلية لتحسم الأمور ويعين الوزير الأسبق عز الدين ميهوبي خليفة بالنيابة هذا الأخير الذي قال في أول خرجة بعد تزكيته أن الأرندي دخل عهدا جديدا و سيجعل من هذا الحزب قطبا سياسيا وأعلن دعمه للحراك الشعبي و مطالبه
الأمور كانت مختلفة في حزب تجمع أمل الجزائر بالمقارنة مع “الأفالان” و “الأرندي ” و التي سارعت لترتيب بيتها مبكرا و سد كافة الثغرات التي من شأنها إدخال الحزب في أزمة أو بروز تصحيحيات فبعد خمسة أيام من إيداع عمار الحبس المؤقت يوم 18 جويلية الفارط عقد المكتب السياسي للحزب إجتماعا طارئا قرر خلاله عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني يوم 2 أوت المقبل تخصص لانتخاب رئيس للحزب بالنيابة وذلك نظرا للمانع القانوني لرئيس الحزب عمار غول المتواجد رهن الحبس المؤقت لاتهامه في قضايا فساد و أوكلت مهمة تسيير الحزب بصفة مؤقتة للقيادي بن رابح بن ميرة و بعدها إنتخاب أمين عام بالنيابة لتسيير الحزب لغاية المؤتمر الإستثنائي.
وفي الوقت الذي سارع حزب تجمع أمل الجزائر للبحث عن خليفة لرئيسه السبق عمار غول الذي أودع الحبس المؤقت لايزال المصير المجهول و المستقبل الغامض يخيم على بيت الحركة الشعبية الجزائرية و التي لا تزال لحد الساعة دون خليفة عمارة بن يونس منذ إيداع الحبس المؤقت بالحراش يوم 13 جوان الفارط ليدخل بعدها في مرحلة سبات عميقة تتخللها بين الفينة والأخرى بيانات دعم للمؤسسة العسكرية وخطابات نائب وزير الدفاع لتعاود الدخول في المرحلة ذاته لغاية إنتخاب رئيس المجلس الشعبي الوطني و خروج الكتلة البرلمانية لحزب عن صمتها بإعلانها عن دعم مرشح المعارضة سليمان شنين لتولي منصب رئاسة المجلس الشعبي الوطني غير أنها التزمت الصمت بخصوص مصير الحزب بعد عمارة بن يونس و حتى طرح مسألة خليفته لتسيير الحزب كما راح له حزب التجمع الوطني الديمقراطي بتعيين عز الدين ميهوبي وحزب تجمع الجزائر و الذي ستحدد هوية خليفة غول يوم الجمعة المقبل .
المحلل السياسي سفيان صخري لـ “الجزائر”:
لا بد من مراجعة المنظومة الحزبية لتتلاءم مع الجزائر الجديدة التي سيبنيها الشعب
وعبر المحلل السياسي سفيان صخري عن إستغرابه مما أسماه بالمحاولات البائسة و المناورات التي تقوم بها أحزاب التحالف الرئاسي في لملمة صفوفها و ترتيب بيتها و الرغبة في العودة للواجهة السياسية من جديد بوجوه جديدة آملة من وراء ذلك أن تحض بثقة الشعب بعد أن تم إيداع كافة قاداتها السابقين الحبس المؤقت في الحراش مشيرا إلى أن سياسة تغيير الجلود لن تنفع هذه التشكيلات السياسية المعروفة خطها السياسي بالولاء الدائم و إدارة ظهرها للشعب الجزائري الأمر أبان عنه دعوتهم للعهدة الخامسة والإصرار عليها سابقا في الوقت الذي خرج الشعب رافضا لها .
وقال صخري في تصريح لـ “الجزائر” أمس :”على هذه الأحزاب المسماة ” التحالف الرئاسي سابقا” أو “الموالاة ” أن تع أن الجزائر اليوم ليست نفسها الجزائر قبل 22 فيفري و أن الشعب هو من سيرسم معالم المرحلة المقبلة ولن يقبل برموز النظام السابق ” عبدة ” الكادر” أن يكون لهم دورفي المرحلة المقبلة لكونهم المتسببين في الأزمة وحالة و الإنسداد التي وصلت لها البلاد بالتهليل والتصفيف للعهدة الخامسة في وقت سابق” و تابع :” هي محاولة بائسة من هذه الأحزاب السياسية التي تسارع لترتيب بيتها في الوقت أنها مرفوضة شعبيا الحراك منذ اليوم طالب بحل أحزاب التحالف الرئاسي سابقا و المرحلة الحالية تقتض مراجعة المنظومة الحزبية في الجزائر و إعادة إنتاج خارطة سياسية جديدة بوجوه جديدة بعيدا عن الرسكلة التي تقوم بها بعض التشكيلات السياسية والتي لن ينفعها تغيير الواجهة بواجهة أخرى كانو هو الآخرين من ” عبد الكادر ” و لا يمكن بناء الجديد بالقديم الذي أثبت فشله”
زينب بن عزوز
رغم الرفض الشعبي :
الوسومmain_post