السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / انحصار النقاش بين أنصار العهدة الخامسة ورافضيها :
أحزاب المعارضة تتهم السلطة بغلق قواعد اللعبة!

انحصار النقاش بين أنصار العهدة الخامسة ورافضيها :
أحزاب المعارضة تتهم السلطة بغلق قواعد اللعبة!

تنكمش مساحات النقاش وتداول الأفكار في الساحة السياسية مع أن الانتخابات الرئاسية لم يعد يفصلنا عنها إلا بضعة أشهر محسوبة على الأصابع، وفي حين أن هناك عشرات الأحزاب التي استفادت من الإصلاح السياسي الذي باشرته الدولة سنة 2011 لتنفيس الساحة إلا أن هذه التشكيلات تظل مختفية عن الأنظار في الرهانات الكبرى، تنتظر ربما الإيعاز أو تكتفي بالصمت خوفا من أن تحرق أوراقها قبل بداية انطلاق المنافسة. أحزاب السلطة تربط الاستمرارية بالميدان يجدر بنا التساؤل لمحاولة فهم الوضع الراهن: لماذا لم تعد الأحزاب السياسية في الجزائر قادرة على إنتاج الأفكار والبرامج على بعد خطوات من استحقاق انتخابي؟، هل الأمر راجع إلى وضعية هذه الأحزاب أم أن منظومة الحكم المنغلقة على ذاتها أغلقت بدورها مساحات المناورة أمام هذه التشكيلات السياسية؟؟.. أسئلة كثيرة طرحتها “الجزائر” على بعض الفاعلين السياسيين بمختلف توجهاتهم وإيديولوجياتهم ومواقعهم داخل أحزابهم للإجابة عنها، في ظل خمول فكري يملأ الساحة السياسية وكأنه لا يريد لها أن تفتح أبوابها لتناول قضايا الراهن والابتعاد عن واقع الاصطفاف الإيديولوجي والسياسي الضيق، هذا الخمول والسكوت لم تستطع هذه الأحزاب كسره إلا عبر مبادرة “الوفاق الوطني” لحركة مجتمع السلم التي سرعان ما تم إخمادها من طرف أحزاب السلطة وحتى من تلك التي في المعارضة بنيران صديقة. وإذا تجاوزنا موضوع مبادرة “حمس” بما لها وما عليها وفتحنا مضامين النقاش السياسي المطروح في البلاد فإننا لن نجده يحمل ثقلا وحملا سياسيا، فأحزاب الحكومة تريد العهدة الخامسة للرئيس بأي ثمن، وبعض أحزاب المعارضة ترفض هذه العهدة بأي ثمن، والطريق الثالث منعدم.. في الوقت ذاته يغرق المواطنون في مشاكل اجتماعية وأوبئة قدمت إليهم من دهاليز القرن الـ19 ليس أقلها داء الكوليرا الذي بث الرعب في نفوس الجزائريين. وفي هذا الصدد، رفض القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي محمد قيجي في اتصال مع “الجزائر” أمس، أن يكون هناك تدني للخطاب السياسي بالنسبة إليهم كثاني أحزاب السلطة، مفيدا في الوقت نفسه أن “الأرندي” “متواجد في الميدان حيث تم إسداء تعليمات لإطارات الحزب، للقاء مواطنين ومناضلي الحزب عبر مختلف الولايات في إطار دعم نهج الاستمرارية”، واعتبر النائب عن حزب “الأرندي” وهو الحزب الذي يقود الحكومة أن التشكيلة السياسية لأحمد أويحيى تتمسك بالاستمرارية وتعمل في الميدان من أجل دعم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة وعملها واضح في الميدان وليس على صفحات الجرائد الوطنية.

المعارضة ترمي الكرة في ملعب السلطة

ولدى أحزاب المعارضة، ترى فطة السادات النائب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن السلطة هي المسؤولة عن واقع الشأن السياسي في البلاد، معتبرة أن أساليبها في الحكم قائمة على “الإجحاف في حق أحزاب المعارضة”، رامية كرة تدهور شؤون العمل السياسي في ملعب السلطة. وتؤكد فطة السادات البرلمانية عن “الأرسيدي” أن “الإجحاف” الذي تمارسه السلطات تجاه أحزاب المعارضة وصل إلى مستوى “التعتيم” الإعلامي، حيث تشير المسؤولة السياسية في ذات الحزب المعارض أن الإعلام بطابعه العمومي والخاص “يقوم بغلق أبوابه على المعارضة”، معتبرة أن كل القنوات المتواجدة على الساحة الإعلامية “منحازة للنظام السياسي الحالي” على حدّ قولها. وتشير النائب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فطة السادات أن “منع التظاهرات ذات الطابع السياسي ورفض منح الرخص لأحزاب المعارضة للقيام بنشاطاتها داخل القاعات، وانتهاك الحريات الأساسية للمواطن هو السبب في تدني نشاط الأحزاب السياسية”. من جانب آخر، اعتبرت السادات أن النقاش الدائر حاليا في الساحة بين أنصار العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة ومعارضيها “جدال عقيم”، حيث توضح البرلمانية ذاتها أن “تغيير النظام السياسي وإرساء دولة القانون والديمقراطية المكرسة في الدستور هي من الأمور الملحة في المرحلة الراهنة عوض النقاش حول استمرارية عهدة من عدمها”، مشيرة في السياق ذاته، أن ترشح الرئيس بوتفليقة أو أي شخص آخر من النظام “لن ينقذ البلاد من المأزق” على حد تعبيرها. وفي السياق ذاته، يلوم سعيداني اسماعيل القيادي في حزب “جيل جديد” وسائل الإعلام موالاة أحزاب الحكم، التي تدعم الاستمرارية عبر العهدة الخامسة وترفض التغيير، مؤكدا وجود ركود سياسي حقيقي في الساحة الوطنية. ويرفض القيادي العضو في حركة “مواطنة” أن تكون الأحزاب التي ترفض العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة غير ناشطة في الميدان، مشيرا إلى ما وصفه بـ “التعتيم الذي تتعرض له الحركة من طرف الإعلام الوطني خلال عملها الميداني وآخرها وقفة ساحة الشهداء”. وأفاد سعيداني اسماعيل أن حركة “مواطنة” تحضر لـ”مشروع دستور إضافة إلى وضع خارطة طريق للبلاد ما بعد 2019 وكذلك تنظيم اجتماعات دورية، ونزول إلى مختلف الولايات حيث تمت برمجة زيارات بداية الشهر المقبل إلى ولاية قسنطينة وغيرها من المدن الكبرى في شرق وغرب ووسط البلاد”، مضيفا أنه “ستختتم اللقاءات بعقد ندوة وطنية تجمع كل القوى الرافضة للعهدة الخامسة التي تراها عهدة مخالفة للدستور”. من جهته، رمى القيادي في حركة مجتمع السلم فاروق طيفور الكرة في مرمى أحزاب الحكم، التي قال بشأنها أنها “تريد تسقيف العمل والخطاب السياسي إلى حدود دنيا بوضعها خطوط حمراء يحضر النقاش حولها” في إشارة إلى رفضها تناول مستقبل الرئيس ودور الجيش في مبادرة “التوافق الوطني” التي طرحها للنقاش رئيس الحركة عبد الرزاق مقري. ويعتقد فاروق طيفور أن أحزاب الموالاة ترفض فتح نقاش وطني جامع والمساهمة الحقيقية في حل الأزمة الحالية في البلاد، ويشدد طيفور في تحليله أن بروز قضايا من قبيل حجز كيلوغرامات الكوكايين وانتشار وباء الكوليرا في المدن الكبرى وغيرها من الإقالات التي تمس كبار مسؤولي الدولة “ليست إلا مظهر من مظاهر الأزمة”، مشيرا إلى وجود “إفلاس في الخطاب السياسي لدى أحزاب الموالاة التي تتشبث بمنطق الاستمرارية ونحن نتساءل عن أي استمرارية يتحدثون استمرارية الفساد أم استمرارية وباء الكوليرا أم استمرارية انهيار قيمة الدينار والعودة إلى المديونية؟؟”. ودعا القيادي في “حمس” فاروق طيفور الجزائريين إلى التفاعل بجدية مع مبادرة “التوافق الوطني” التي يطرحها الحزب منذ أسابيع، لأن البلاد –حسبه- في “أزمة خطيرة”، متهما أحزاب الحكم مجددا بـ “غلق مساحات الحوار السياسي”. من جانبه، وصف جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة، الخطاب الرائج في الساحة السياسية بأنه خطاب “العبث والرداءة والانحطاط”، وطالب بن عبد السلام الأحزاب بضرورة الخروج ممن وصفه بـ “الخطاب العبثي إلى مستوى خطاب محترم”، واستطرد قائلا “لكن لا بد من توفير مناخ سياسي وأجواء لانتعاش هذا النوع من الخطاب الجديد”. واعترف جمال بن عبد السلام بوجود ضبابية تعم الساحة السياسية، بحيث أن هذه الظروف “لا تساعد مختلف الأحزاب على طرح مبادرات جدية” على حد قوله، مؤكدا في السياق ذاته، فشل كل المبادرات المطروحة للتداول السياسي، أولها ما طرحته حركة مجتمع السلم ولم تجد له آذانا صاغية لدى الجميع من مبادرة “التوافق الوطني” التي لم يتوافق حولها أقرب المقربين من الحركة، واعتبر جمال بن عبد السلام رد الفريق قايد صالح قائد أركان الجيش على دعوات تدخل الجيش لحل الأزمة بأنه كان ردا “صارما ومانعا وحاسما”.

إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super