يواصل الطيران الحربي المصري القيام بطلعات جوية ضد معاقل جماعات متطرفة في منطقة درنة وهذا منذ الاعتداء الإرهابي على مجموعة من الأقباط نهاية شهر ماي الفارط، ويؤكد التدخل المصري العسكري المتواصل في ليبيا على تصور القيادة المصرية بقيادة الرئيس السيسي للحل في ليبيا حيث أنه لن يكون –حسبها- إلا عبر التدخل العسكري المباشر ودعم ما يسمى الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
عبرت بعض الفعاليات السياسية الليبية على استنكارها للتدخل المصري العسكري المستمر داخل التراب الليبي بحجة محاربة الجماعات الإرهابية التي تتخذ من ليبيا قاعة لها لمهاجمة مصر خاصة في الآونة الأخيرة التي تتعرض فيها القاهرة لهجمة إرهابية غير مسبوقة مست بالأخص المواطنين المسيحيين ” الأقباط ” ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب رسمي لإعلان حرب ضد الجماعات الإرهابية داخل وخارج البلاد، لكن البعض اعتبر خطوات السيسي محاولة من السلطة المصرية دعم حليفها الإستراتيجي المشير خليفة حفتر في معادلة الصراع على الحكم مع خصومه الإسلاميين وحكومة الوفاق في ليبيا.
ودعا محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء في ليبيا، الجزائر إلى ” لعب دور أقوى في رفض ومنع التدخل العسكري المصري والأجنبي في ليبيا “. واعتبر صوان، في تصريحات نقلتها وكالة “قدس برس”، أن استمرار القصف المصري لليبيا ” هو انتهاك للسيادة الوطنية، ومخالفة للقوانين الدولية وتصدير للمشاكل المصرية إلى ليبيا من خلال استغلال الظروف الاستثنائية التي تعيشها ليبيا “، وأشار صوان إلى أن ” موقف رفض التدخل العسكري المصري في ليبيا يوحد كافة الليبيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم”. وأضاف “لقد تواصلنا كحزب مع المجلس الرئاسي، وطلبنا منه التواصل مع دول الجوار الليبي وعلى رأسها الجزائر، وقد سمعنا أن هناك رفضا جزائريا للتدخل الخارجي في ليبيا، وهذا ما نتوقعه من الجزائر إزاء التدخل المصري الحالي في شؤون بلادنا “.”
وأشار رئيس حزب العدالة والبناء المنتمي لتيار الإخوان المسلمين إلى أن “هذا الموقف ينطبق حتى على الشرق الليبي الذي يسيطر عليه اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، حيث بدأت أصوات رافضة للتدخل المصري في ليبيا تتعالى في الآونة الأخيرة “. ونوه صوان إلى أن تبرير السلطات المصرية لتدخلها في الشأن الليبي بمحاربة جماعات إرهابية ” غير مبرر “، وقال ” الشعب الليبي هو أكثر الشعوب رفضا للإرهاب ومحاربة لها، وقد أثبت ذلك في حربه على المجموعات المتطرفة في سرت وغيرها من المدن الليبية، وإذا كانت هناك مجموعات إرهابية ضيقة كما تتدعي السلطات المصرية، فإن القوانين الجدولية تقتضي أن يتم التنسيق مع الجهات الرسمية في ليبية، ممثلة في المجلس الرئاسي لمتابعة هذا الملف “.
وحول موقف المجتمع الدولي إزاء القصف المصري لليبيا، قال صوان ” للأسف المجتمع الدولي مصطلح مضلّل، وهو مجرّد تقاطع مصالح وولاءات، ولا يوجد مجتمع دولي، لذلك حتى الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه أواخر العام 2015 في الصخيرات المغربية لاحظنا أنه لا توجد إرادة دولية لتنفيذه “.
ويذكر دبلوماسيون حسب مصادر إعلامية ” إن خلافات عميقة لا تزال قائمة بين الدول الثلاث المجاورة لليبيا بشأن التعامل مع الأزمة وأن العنصر الرئيس يتمثل في مستوى الدعم الواجب أو الممكن تقديمه لهذا الطرف الليبي أو ذاك إلى جانب مسألة إشراك التيار الإسلامي في أي حكومة ليبية مقبلة، وهو ما تدفع إليه الجزائر وتونس وتعارضه مصر “.
ومن المنتظر أن يناقش اجتماع دول جوار ليبيا الذي سينعقد اليوم بالجزائر العاصمة، الضربات العسكرية التي وجهها الجيش المصري لمعسكرات التدريب الخاصة بالمجموعات الإرهابية في مدينة درنة شرقي ليبيا دون التشاور مع باقي الدول المعنية بالأزمة الليبية، من جانبها ذكرت الصحيفة الفرنسية ” موند أفريك ” أن الضربات التي قادتها القوات الجوية المصرية الموجهة ضد مناطق في ليبيا ” أثارت قلق الجزائر، التي لا زالت تنتهج مبدأ عدم التدخل العسكري في ليبيا رغم استنفار جيشها على طول الحدود المتاخمة للجارة المضطربة “، وأكدت الصحيفة حسب مصدر دبلوماسي جزائري أن الجزائر ” رفضت في السابق تدخل فرنسا عسكريا في مالي سنة 2013، كما أنها ترفض أيضا أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا وأن السلطات الجزائرية تفكر مليا في الخسائر التي يمكن أن تتكبدها فيما بعد نتيجة لأي تدخل عسكري سريع وغير عقلاني في دولة متوترة “.
إسلام كعبش
الرئيسية / العالم / القاهرة تواصل طلعاتها الجوية في ليبيا:
أحزاب ليبية تطالب الجزائر بوقف التدخل العسكري المصري
أحزاب ليبية تطالب الجزائر بوقف التدخل العسكري المصري