الرئيس بوتفليقة يتدخل ويدعو الحكومة وشركاءها للعمل معا من أجل التنمية
سيجتمع الوزير الأول أحمد أويحيى بأطراف الثلاثية الخميس القادم، في جلسة تحضيرية للثلاثية المزمع تنظيمها في 23 سبتمبر المقبل في غرداية كما خططت له الحكومة السابقة برئاسة الوزير الأول المقال عبد المجيد تبون، ومن المنتظر أن يضع أحمد أويحيى النقاط على الحروف مع شركاءه تمهيدا لمخطط عمل جديد بالمقارنة مع ما كان يطرحه عبد المجيد تبون الذي دخل في أزمة حادة معهم مما دفع الرئيس لإقالته.
وحسب ما تسرب من معلومات للصحافة فإن اللقاء سيشهد حضور عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية وعلي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، إضافة إلى رؤساء منظمات أرباب العمل، ويسعى اللقاء الأول الذي يجمع أويحيى كوزير أول مع شركاء الحكومة ضبط جدول أعمال القمة الثلاثية المقررة في 23 سبتمبر المقبل بمدينة غرداية، ولكن بعض المصادر تتحدث على أنه من المنتظر أن يتم تغيير مكان عقد الثلاثية من غرداية إلى ولاية أخرى لم يتم تحديدها بعد، حيث يحتمل نقل حوار الحكومة مع الشركاء الاجتماعيين إلى مكان آخر سيتم تحديده في اللقاء المرتقب. في ذات السياق أفاد بوعلام مراكشي إن الوزارة الأولى اتصلت بهم من أجل لقاء أحمد أويحيى، وأضاف إنه ” لا يوجد أي برنامج عمل وإنما سيكون لقاء لتحليل الوضعية الحالية وتقديم اقتراحات، إضافة إلى الوقوف على مدى التحضير لاجتماع الثلاثية المقبل “.
وتمثل دعوة الوزير الأول الجديد أحمد أويحيى أرباب العمل إلى الطاولة مجددا بعد أيام من دعوتهم من طرف الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون لإذابة الجليد بعد أزمته مع علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، ومن المنتظر أن تضع الحكومة الجديدة قضايا رجال المال والأعمال ضمن أولوياتها القصوى بعد كل الذي حدث، وبعد محاولة عبد المجيد تبون فصل المال عن السياسية في الجزائر مما أدخل رجال الأعمال على رأسهم علي حداد وعبد المجيد سيدي السعيد في مواجهة مفتوحة مع عبد المجيد تبون.
وسيدرس اجتماع الخميس المقبل جدول أعمال الثلاثية المقبلة المقررة يوم 23 سبتمبر بغرداية، كما سيعمل أحمد أويحيي خلاله على إنهاء الخلاف بين الحكومة وطرفي الثلاثية الممثلين في أرباب العمل الذين يقودهم علي حداد والمركزية النقابية ممثلة في عبد المجيد سيدي السعيد، وأفادت بعض المصادر أن الإجتماع المذكور قد يخرج بقرار تغيير مكان وزمان اجتماع الثلاثية المقبلة، غير أن هذا الموضوع يبقى لحد الآن مجرد خيار مقترح على المجتمعين. وفي ذات السياق حث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم أمس، الحكومة وشركاءها الاجتماعيين والاقتصاديين إلى ” التضامن والتجند ورص الصفوف” بهدف ” كسب معركة التنمية والحفاظ على استقلال الجزائر ماليا وعلى سيادتها في المجال الاقتصادي “، وهذا في رسالة قرأها بالنيابة وزير المجاهدين الطيب زيتوني بمناسبة يوم المجاهد.
من جهته، دعا عبد الرحمن عية الخبير الإقتصادي الوزير الأول أحمد أويحيى للإبتعاد عن معالجة المشاكل الإقتصادية وفق النظرة السياسية الضيقة أو وفق الأطروحات السياسية، واعتبر أستاذ الإقتصاد بجامعة الجزائر عبد الرحمن عية في تصريح لـ ” الجزائر ” أن اللقاء المزمع عقده نهاية الأسبوع بين الوزير الأول أحمد أويحيى وشركاءه الإجتماعيين سيحمل ” طابع سياسي ” بعد كل الذي حدث مع الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، واصفا الإجتماع بأنه ” لقاء تهدئة “.
وانتقد الأستاذ عبد الرحمن عية طريقة تعامل الحكومة وأرباب العمل مع العقد الإقتصادي والاجتماعي، مؤكدا على أنه ” لا يوجد بند واحد من بنوده طبق على أرض الواقع، وعلق المتحدث على رسالة الرئيس بوتفليقة التي دعت الحكومة وأرباب العمل والمركزية النقابية للعمل في وفاق تام، على أنها رسالة تعبر على إرادة من بوتفليقة لتجاوز المرحلة خاصة هذا الوضع الإقتصادي المتأزم.
إسلام كعبش