• صديق شهاب “الحكومة تحركت بعشوائية وتسرع وبوتفليقة أعاد الأمور إلى نصابها “
يواصل أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ” الأرندي ” ممارسة سياسة الصمت المطبق اتجاه قضية من أهم القضايا التي يذكر فيها اسمه وهي الأزمة المفترضة بين الرئاسة والوزير الأول عبد المجيد تبون خاصة أن الرجل يحمل منصبين مهمين داخل السلطة، الأول الأكثر رسميا والمتعلق بمدير ديوان الرئاسة والثاني رئاسته لحزب من أحزاب السلطة، الداعم للرئيس بوتفليقة والمهيمن في دواليب الإدارة وبمجرد تدخله يمكنه إذابة عديد الجليد المتراكم، لكن أويحيى يفضل الصمت .
تعود آخر ندوة صحفية عقدها أحمد أويحيى التقى من خلالها أسرة الإعلام إلى شهر جوان الفارط، ومنذ ذلك التاريخ يغيب أحمد أويحيى عن الخوض في معظم وأهم النقاشات الطارئة على الساحة الوطنية منذ تعيين حكومة الوزير الأول عبد المجيد تبون من دون أبرز رجال ” الأرندي ” على رأسهم وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب والأزمة الأخيرة بينه وبين الرئيس بوتفليقة كما تزعم تعليمات تقول بعض الصحف والقنوات التلفزيونية أن الرئيس بوتفليقة “وبخ” من خلالها وزيره الأول عبد المجيد تبون المستمتع بعطلته على شواطئ فرنسا، ودعاه إلى الكف عن ما أسماه بـ ” التحرشات ” ضد رجال الأعمال في إشارة إلى علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الذي أعلن عليه تبون “الحرب” منذ أول يوم لعرض سياسة الحكومة أمام نواب الشعب بشعار فضفاض ” فصل المال عن السياسة ” ودعاه إلى استكمال مشاريعه غير المكتملة وكشف أرقاما خيالية غرفها رجال المال من البنوك العمومية ولم يردوا إلا 10 بالمئة مما أخذوه من غنيمة ” البايلك “، لكن أحمد أويحيى الذي يفضل الصمت المطبق على التعاطي مع شأن مهم تم توريطه فيه بشكل كبير ظهر قبل أسابيع على قناة ” النهار ” لمهاجمة اللاجئين الأفارقة بالجزائر، متهما إياهم بنقل الأمراض والمخدرات إلى المجتمع الجزائري، وهنا يجدر بنا التساؤل من هي الأهم : المستجدات المتعلقة بمستقبل البلاد كالذي يحدث في أعلى هرم السلطة ؟ أم مأساة اللاجئين الذين تتحمل الحكومة لوحدها مسؤولية معالجة وضعيتهم ؟.
ويطرح غياب أحمد أويحيى عن الخوض في مسألة وطنية تسيل الكثير من الحبر والتساؤلات خاصة أن اسمه مطروح في هذه القضية بقوة، حيث نشرت صحيفة ” الفجر ” معلومات نقلا عن مصادرها تفيد أن أحمد أويحيى مدير ديوان الرئيس هو من قام بتسريب التعليمات باسم الرئيس المتعلقة بدعوة الوزير الأول عبد المجيد تبون للكف عن مهاجمة المتعاملين الاقتصاديين ولا علم لرئيس الجمهورية بها ، فلماذا لا يخرج أويحيى للرد على هذه ” المعلومات ” المشاعة بقوة في هذه الآونة ؟، حتى حزبه ” الأرندي ” لم يتكلف عناء إصدار بيان رسمي لتصحيح ما يتم تصحيحه أو نفي ما ينشر ضد أمينه العام الذي يعرف الجميع أنه رجل دولة يطبق ما يملى عليه ويلتزم بأوامر ثكنة السلطة، لكن ما تنشره بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ضد أويحيى خطير ويكشف مدى الضبابية التي يتواجد عليها المشهد السياسي في الجزائر، حيث أن موقع ” الجزائر اليوم ” نشر مقالا قبل بتاريخ 8 أوت بعنوان ” أويحيى هو من يقف وراء التسريبات ” قال فيه ” جاءت رسالة أحمد أويحي، تأكيدا لانخراطه في الحرب ضد الوزير الأول عبد المجيد تبون الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة من أجل تطبيق توجيهات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمنع الجزائر من العودة إلى الاستدانة الخارجية والعمل على تعزيز الاستثمار الحقيقي وتقوية الإنتاج الوطني بالحد من إستراتيجية التصحير التي تنتهجها لوبيات الاستيراد التي تهرب احتياطات الصرف إلى الخارج “، وأضاف الموقع الإخباري ” وأكدت التسريبات عبر قناة النهار أن أحمد أويحي، اختار فعلا معسكر أصدقائه الذين ظل يدافع عنهم في السر والعلن، وأنه لم يتوانى حتى في استخدام منصبه لضرب استقرار الحكومة التي عينها رئيس الجمهورية ووضع ثقته فيها قبل شهرين وكلفها بتصويب الانحرافات التي بلغت مستويات خطيرة أصبحت تهدد الاستقرار والأمن الوطنيين من جراء تغول المال الفاسد وتدخل أصحاب المال الوسخ في السياسة ولجوء بعضهم صراحة للاستقواء بالخارج ضد الجزائر وقراراتها السيادية سواء تعلق الأمر بضبط التجارة الخارجية أو تطهيرها من بعض المغامرين بمستقبل الاستقرار في الجزائر وعبرت رسالة أويحيي عن رغبة أصدقائه رجال الأعمال الذين يعتمد عليهم في إنعاش حظوظه في الترشح لخلافة بوتفليقة في 2019 “.
وبالرغم من أن بعض المعلومات التي لا يرقى إليها الشك تؤكد أن التيار لا يمر ببن أويحيى والوزير الأول عبد المجيد تبون منذ تعيينه على رأس الجهاز التنفيذي إلا أن أويحيى لم يهاجمه ويظل يتعامل مع الواقع المفروض بدبلوماسية مفرطة، لأنه مهما يكن تبون معين من طرف الرئيس وباسمه لكن الأحداث الأخيرة التي فتحت النار على تبون تشكل فرصة ذهبية لأويحيى للإنقضاض على الوزير الأول وتصفية حساباته معه، لكن ” الأرندي ” فضل إرسال الناطق باسم الحزب شهاب صديق لإطلاق النار على عبد المجيد تبون، حيث نقلت ” الحياة ” اللندنية على لسانه قوله ” إن الحكومة تحركت باتجاه فيه الكثير من العشوائية والتسرع وبوتفليقة أعاد الأمور إلى نصابها، نحو البرنامج الاقتصادي الجديد هذا من صلاحيات رئيس الدولة ولا مزايدة فيه “.
وفي الوقت الذي يغرق فيه أحمد أويحيى في صمته الرهيب خرج الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس لمرتين متتاليتين يبدوا أنه في المرة الثانية صحح أخطائه التي كانت في الخرجة الأولى، المرة الأولى التي قال فيها ” لا كلام فوق ما قاله الرئيس للوزير الأول” تعقيبا من المسؤول الأول في الحزب العتيد على التعليمات ” المفترضة ” التي وجهها الرئيس بوتفليقة للحكومة بإيقاف ما سماه “التحرش الحقيقي بالمتعاملين الإقتصاديين “، في حين أن خرجته أمس، كانت مغايرة تماما معلنا دعم ” الأفالان ” لحكومة الوزير الأول عبد المجيد تبون، ما يفيد أن تبون باقي على رأس الجهاز التنفيذي لمدة معينة، وأن المعلومات التي تقول أنه ليس مستعد لرمي المنشفة بعد عودته من العطلة صحيحة، وأن كل ما يحدث ربما ليس إلا ” زوبعة في فنجان ” على حد وصف ولد عباس،، لكن بقاء أحمد أويحيى محافظا على صمته الرهيب يطرح عدة تساؤلات، وإلى متى يبقى رجل ” المهمات القذرة ” كما وصف نفسه ذات مرة يتحمل كل هذه التهجمات من نيران صديقة وهو الذي ينتظره قدر الرئاسة ربما ؟؟.
إسلام كعبش