السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / دراسة جديدة تؤكد أن مستهلكيها معرضون للإصابة بأعراض تنفسية خطيرة:
أخصائيون يحذرون.. السجائر الإلكترونية والعادية “وجهان لعملة واحدة” 

دراسة جديدة تؤكد أن مستهلكيها معرضون للإصابة بأعراض تنفسية خطيرة:
أخصائيون يحذرون.. السجائر الإلكترونية والعادية “وجهان لعملة واحدة” 

عرفت السجائر الإلكترونية انتشارا وسط بعض الشباب بالجزائر في الآونة الأخيرة، لما لها من موديلات وألوان ونكهات وتصاميم تشد إليها، جاهلين الأضرار الصحية الخطيرة التي يمكن أن تصيبهم جراء استهلاكها والإدمان عليها. 

ويعرِّف أخصائيون السيجارة الإلكترونية على أنها أسطوانة في شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ بها خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة، ومع أنها تتخذ شكل السيجارة العادية إلا أنها تحتوي على بطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان، إذ تحتوي المادة المتبخرة على النيكوتين، بالإضافة إلى المواد الضارة الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلباً على الجهاز التنفسي، إلى جانب المواد التي تعتبر مسببة لمرض السرطان.

وظهرت السيجارة الالكترونية عام 2004 في الصين حيث تم إنتاجها، ثم تحوّلت للتسويق في عديد الدول بما في ذلك البلدان الغربية خصوصا عبر شبكة الإنترنت، ودخلت إلى الجزائر بشكل محدود سنة 2008، حيث تم الترويج لها من طرف بعض المخابر على أنها خير بديل للتدخين، ما جعل الإقبال عليها يزيد يوما بعد يوم.

منظمة الصحة العالمية “تتبرأ” 

وبينما يحتدم الجدل حول فاعلية السيجارة الإلكترونية من عدمها في التخلص من عادة التدخين، استنكرت منظمة الصحة العالمية بشدّة ما تروّج له بعض الجهات المسوّقة لهذا المنتوج في إعلاناتها، فهي لا تعتبرها بتاتا وسيلة للإقلاع عن التدخين، لذا ترى أنه لا جدوى من تسويق السجائر الإلكترونية لعدم ثبوت نجاعتها العلاجية.

كما أظهرت دراسة جديدة أن الشباب معرضون لخطر الإصابة بأعراض تنفسية خطيرة، بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية وضيق التنفس بعد 30 يوما فقط من استخدام السجائر الإلكترونية.

ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية أن باحثين من مركز أبحاث التبغ في المركز الشامل للسرطان بجامعة ولاية أوهايو وكلية الطب بجنوب كاليفورنيا قد أجروا لأربع سنوات دراسة شملت بيانات مستمدة من الاستطلاعات عبر الإنترنت لفحص الأثر الصحي للسجائر الإلكترونية التي تخلق بخاراً يحتوي على النيكوتين وغيره من المواد الضارة.

وأفادت الدراسة التي تم تمويلها جزئيا من قبل المعاهد الوطنية للصحة، بأن استخدام السجائر الإلكترونية مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأعراض الجهاز التنفسي، بينما أضاف الباحثون أن منظمي الأدوية يجب أن يأخذوا في الاعتبار النتائج ويعملون على تقليل الأثر الصحي السلبي لاستخدام السجائر الإلكترونية على الشباب.

وأشارت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن السجائر الإلكترونية قد أفرزت جيلا جديدا من المدمنين على النيكوتين في أقل من عقد من الزمن، مما عرض صحة ملايين الأطفال والمراهقين والشباب للخطر في الوقت الذي يهدد فيه هذا الأمر سنوات من التقدم في الحد من استخدام الشباب للتبغ.

مواطنون يجهلون آثارها السلبية 

وبخصوص السيجارة الالكترونية، هناك اختلاف بين المواطنين بين من يرى أنها تؤدي إلى تشجيع غير المدخنين وخاصة الشباب على التدخين، حيث أكد بعضهم لـ”الجزائر” أن “السيجارة الإلكترونية قد ساعدتهم على التخلص من العادية، خصوصا وأنهم يستطيعون التحكم في كمية النيكوتين التي يحتويها السائل، فضلا عن توفير القليل من المال”.

بينما أكد البعض من مستهلكيها أنهم لم يكونوا مدخنين للسيجارة العادية في السابق، لكن بعد استهلاكها أصبحوا مدمنين ويدخنون حتى السجائر التقليدية، ما يعني أنها تحتوي على مواد تسبب الإدمان، مؤكدين أن لديها آثارا ثانوية، خاصة على مستوى الحنجرة جراء الزيت الذي تحتويه.

تحذير من أضرارها 

حذّر أطباء أخصائيون في الأمراض الصدرية والحساسية من مخاطر استعمال السيجارة الإلكترونية نظرا إلى الأضرار التي تسببها للجسم وخاصة شرايين الدم، مؤكدين أنها لا يمكن أن تعوض السيجارة العادية لأنها تسبب نفس الأمراض وربما أخطر.

وأبرز الطبيب المختص في الأمراض الصدرية، خليفي التهامي، أن “استعمال السيجارة الإلكترونية كبديل للسيجارة العادية لديها انعكاسات على صحة المستهلك”، مؤكدا أنه “من المستحيل أن تكون وسيلة للتوقف عن التدخين، لأنها تسبب نفس الأضرار التي تنتج عن التدخين العادي”.

وقال خليفي في تصريح لـ “الجزائر” أن “مخاطر السيجارة الإلكترونية التي باتت تستهلك في المنازل وبين أفراد العائلات وفي تجمعات الأصدقاء وسهرات السمر، أخطارها تزيد بأضعاف المرات عن السجائر، خاصة مع الأذواق والنكهات المختلفة التي يضيفها هؤلاء”.

وأكد المتحدث أن السيجارة بأنواعها تشكل خطرا كبيرا ومباشرا خاصة على الجهاز التنفسي،  فالسيجارة العادية موت بطيء والسيجارة الإلكترونية أو مفعولها جد سريع وإصابة مستخدميها بالمرض الخبيث في مدة جد وجيزة.

وأوضح أن هذا النوع من السجائر “قد يكون سببا في الإستمرار في التدخين لأنها سهلة الإعداد ويمكن تدخينها في أي مكان حتى في الأماكن المغلقة كما أن النكهات الكثيرة التي تحتويها ربما تكون سبباً في أن يقوم المدخن بتجربة أنواع أخرى منها”، ناصحا بضرورة التحلي بالإرادة وممارسة الرياضة لما لها من دور كبير في الإقلاع عن التدخين.

من جهته، أكد المختص في الصحة العمومية، امحمد كواش، أن استهلاك السيجارة الإلكترونية انتشر بشكل واسع في الآونة الأخيرة بين فئات عمرية مختلفة، إذ أصبحت “موضة” بين الكثير من المدخنين خاصة من فئة الشباب الذين يعتقدون أنها أقل ضرراً من التدخين العادي.

وبيَّن كواش في تصريح لـ”الجزائر” أن السيجارة العادية يمكن استهلاكها في دقائق فقط، بينما الإلكترونية يمكن استهلاكها لساعة أو أكثر من ذلك، وهذا ما يؤدي للإصابة بشتى أنواع الأمراض الخبيثة كسرطان الرئة.

وحذر المتحدث من بعض الأفكار الخاطئة التي تنتشر وسط الشباب والمتعلقة بتدخين السجائر الإلكترونية، إذ يعتمد عليها بعضهم للتخلص من الإدمان على التدخين، فأصبحت الآن سببا في الدخول إليه وستظهر آثارها الوخيمة بعد 15 عاما تقريبا.

وفي ذات السّياق، يرى البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي أن السيجارة الالكترونية دخلت البيوت وتحولت إلى “موضة” مما شجّع الكثير من استهلاكها حتى من العنصر النسوي، مشيرا إلى أن السيجارة العادية لديها نفس أخطار السيجارة الإلكترونية.

وأوضح خياطي في تصريح لـ “الجزائر” أن “مقولة السيجارة الالكترونية أقل ضررا من التقليدية هي من أجل الترويج لها على حساب السجائر العادية، هما وجهان لعملة واحدة اختلفتا في الشكل واجتمعتا في الأضرار”.

فلة. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super