جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
شدد باحثون وأخصائيون في الصحة على ضرورة الرفع من نسبة التلقيح والتقيد الصارم بجملة التدابير والإجراءات الوقائية لمحاربة فيروس كورونا المستجد، مؤكدين أنهما السلاحان الوحيدان المتوفران في الوقت الحالي فيما دعوا لعدم التهويل بخصوص المتحور “أوميكرون” لكونه أقل خطورة وذلك حسب منظمة الصحة العالمية.
طبيب مختص في الصحة العمومية، محمد كواش:
“الجزائر تعيش اليوم الإستقرار الوبائي المقلق“
أكد الطبيب المختص في الصحة العمومية، محمد كواش أن “الجزائر تعيش اليوم الإستقرار المقلق فيما يتعلق بفيروس كورونا في ظل الإرتفاع المسجل في عدد الإصابات خلال الفترة الماضية”، داعيا إلى ضرورة التلقيح ورفع من وتيرته الضعيفة حاليا، وعلق على المتحور “أوميكرون”، قائلا “بالنسبة للمتحور “أوميكرون” في الوقت الحالي غير مقلق وذلك حسب المنظمة العالمية للصحة”.
وقال الأخصائي محمد كواش في حديث مع “الجزائر” “ربما نحن في الجزائر نعيش الإستقرار المقلق في ظل الإستهتار السائد في المجتمع وضعف نسبة التلقيح وهذه مؤشرات خطيرة جدا لدخولنا في الموجة الرابعة والتي ممكن أن تكون أكثر شراسة وخطورة”.
وأضاف أن “الموجة الرابعة في الوقت الحالي ستكون خطيرة جدا بفعل عوامل كثيرة منها نسبة التلقيح الضعيفة والأمور المتعلقة بضعف المناعة الناتجة عن مدة التلقيح ومدة الإصابة وأكيد أن المناعة تضعف بعد 6 أشهر بعد التلقيح أو الإصابة في السابق وبالتالي هذه فرصة لعودة الإصابات بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا في السابق أو الذين لم يصابوا أو الذين لم يتم تلقيحهم أو من تلقوا اللقاحات أكثر من 6 أشهر الأكيد أن المناعة تنخفض وهم في حاجة الآن للجرعة المعززة او ما يعرف بالجرعة الثالثة”.
وتابع في السياق ذاته أن “الوضعية الوبائية مستقرة ولكن في بعض الأحيان نسجل بعض الارتفاع في عدد حالات الإصابة وهي مقلقة تدخل في منحنى دخولنا في الموجة الرابعة أكيد أن الوضعية الآن مقلقة بفعل كثرة الإصابات في العديد من دول العالم وخاصة الدول المجاورة على ضفة البحر الأبيض المتوسط”.
وذكر أيضا أن “أوروبا تعيش الآن الموجة الخامسة وليس الموجة الرابعة ورغم أن المتحور السائد في العالم هو المتحور “دالتا” والذي ما يزال يتسبب في الوفيات والإصابات ودخول المستشفى والحاجة إلى الأوكسجين وهو سائد بنسبة 99.8 بالمائة في العالم”.
وعن المتحور “أوميكرون”، قال كواش “بالنسبة للمتحور أوميكرون في الوقت الحالي غير مقلق حسب المنظمة العالمية للصحة وهناك أكثر من 77 دولة في العالم صرحت بوجود هذا المتحور في بلدهم والمرجح أن المتحور هو سريع الإنتشار”.
وأضاف في السياق ذاته “لحسن الحظ أنه غير خطير في الوقت الحالي ولكن في ظل موجة البرد الشديد التي تعيشها أوروبا وبعض المناطق في العالم فقد يصبح أكثر شراسة وللتذكير فإن المتحور دالتا فهو سريع الإنتشار بما يعادل 130 مرّة بالمقارنة مع سلالة الأم السلالة الأصلية”.
وتابع: “سرعة انتشار المتحور اوميكرون مضاعفة لدالتا وبالتالي فإن سرعة انتشاره تقدر بـ 260 مرّة مقارنة بالسلالة الأم ودالتا ظهر في جنوب افريقيا وبوتسوانا وسمي بمتحور بواتسوانا ولكن منظمة الصحة العالمية تتجنب تسمية المتحورات بدولة فأعطيت له حرف اويكرون وهو الحرف الخامس عشر في اللغة اللاتينية”.
وعرج على انتشار المتحور “أوميكرون” في العالم، ضاربا المثال ببريطانيا وذكر: “والآن ربما الكثير من دول العالم التي انتشر فيها المتحور “اوميكرون” بصفة كبيرة جدا مثل بريطانيا التي وصلت فيها نسبة الإصابة لأكثر من 88 الف إصابة بشكل يومي وهيئة الصحة في بريطانيا تعتمد على نسبة التلقيح المرتفعة خاصة الجرعة المعززة وتؤكد بأن 50 بالمائة من الوقاية من المتحور اوميكرون مرتبطة بالإجراءات الوقائية كالتباعد الجسدي وارتداء الكمامة و50 بالمائة المتبقية على اللقاح ووصلت نسبة التلقيح في بريطانيا لـ 90 بالمائة و60 بالمائة تلقوا اللقاحات بشكل كامل و67 بالمائة هو في الجرعة الثالثة”.
الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق:
“لا داعي للتهويل حول المتحور أوميكرون والخطورة اليوم مع دالتا“
بالمقابل، شدد الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحليلات الطبية، محمد ملهاق على ضرورة العمل على الرفع من نسبة التلقيح والتي وصفها بـ”الضعيفة حسب الأرقام التي تم الكشف عنها مؤخرا والتي هي في حدود 27 بالمائة”، مشيرا بأن اللقاحات آمنة ولا خوف منها، كما دعا بالموازاة مع ذلك لمحاربة الشائعات والأخبار المغلوطة والتي هي ضد التلقيح .
وذكر ملهاق في اتصال مع “الجزائر” بأن الوضعية الوبائية اليوم تسير بوتيرة متسارعة لا سيما في ظل المنحنى التصاعدي الذي تم تسجيله في الآونة الأخيرة، وهو ما اعتبره بـ”الأمر المتوقع” بالنظر لحالة التراخي المسجلة فيما يتعلق بالإلتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية ومعها نسبة التلقيح الضعيفة جدا.
وما تعلق بالمتحور “أوميكرون” والتي سجلت الجزائر حالة منه الأسبوع الماضي، أكد ملهاق بأن هذا المتحور هو جديد وهناك معلومات أولية فقط عليه ولا تزال الدراسات حواله جارية، وأنه ما ثبت عنه هو سرعة انتشاره بالمقارنة مع ” دالتا ” وأقل خطورة منه إضافة لوجود هروب مناعي فيما يخص التلقيح.
وقال في هذا الصدد: “لدينا فقط معلومات أولية حول المتحور “أوميكرون” لا نعرف مدى خطورته، فلا داعي للتهويل والخطورة في الوقت الحالي هو لـ”دالتا” والذي تسبب في عدد كبير من الوفيات بالمقارنة مع أوميكرون”.
وتابع في السياق ذاته: “التلقيح والوقاية يظلان السلاحان الوحيدان لمحاربة هذا الوباء العالمي ولابد من اليقظة والتقيد الصارم بالتدابير والإجراءات الوقائية ويجب أيضا الإبتعاد عن التهويل فيما يخص المتحور”أوميكرون” بالمقارنة مع دالتا والعمل في الوقت نفسه على محاربة الشائعات التي تصب في خانة حملات ضد التلقيح”.
زينب. ب