أطلقت، أمس الأحد، وزارة الصحة الرزنامة الوطنية للتلقيح لسنة 2023، بعد تحيينها وفق الوضع الوبائي والتطورات الحاصلة في الميدان.
تم تحيين هذه الرزنامة من خلال إدخال لقاح مدمج سيسمح مع اللقاحات الأخرى بالحماية ضد 11 مرض يمكن الوقاية منه عن طريق التلقيح.
وفي هذا السياق، سيتلقى الأطفال لقاحا يحتوي على 6 مضادات مدمجة للأمراض الخطيرة التي تصيب الأطفال ويمكن القضاء عليها عن طريق التلقيح “في حقنة واحدة” تأخذ خلال الأشهر الثاني والرابع والثاني عشر وذلك بدل من ثلاث حقن أين كان الأطفال يتلقون حقنتان ويتم تأجيل الحقنة الثالثة إلى تاريخ لاحق مما يجعل الأمهات تتخلى عن هذه الأخيرة.
وتم أيضا، التخفيض من نسبة اللقاح المضاد للحصبة الذي يقدم في الحقنة خلال الشهر الثالث من عمر الطفل باعتبار أن هذا الأخير سيتلقى لقاحه بالكامل خلال الأشهر الثاني والرابع والثاني عشر ضمن الرزنامة الجديدة .
وسيتلقى الطفل كذلك لقاحات أخرى مضادة للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وذلك خلال الشهر 11 و18 من عمره حسب ما كان مبرمج في الرزنامة السابقة.
وتولي وزارة الصحة اهتماما كبيرا للبرنامج الموسع للتلقيح من خلال ضمان نجاعة وسلامة اللقاحات، بهدف القضاء على أمراض عديدة معدية كالديفتيريا والحصبة والشلل والحصبة.
وفي هذا الإطار، شدد أطباء أطفال على ضرورة التلقيح وذلك لحماية الأجيال الصاعدة من تعقيدات الإصابة بالفيروسات.
ضرورة توعية الأولياء وإقناعهم بأهمية التلقيح
أفاد الطبيب المنسق بالقطاع الصحي بالقصبة، لخضر أمقران، أن “عملية التلقيح انطلقت أمس، عبر كامل العيادات التابعة لدائرة لباب الوادي في ظروف حسنة مع توفير اللقاحات”.
وأوضح أمقران لـ”الجزائر” أن “عملية التلقيح لهذه السنة تم تحيينها وقف الرزنامة الجديدة لوزارة الصحة، حيث تم إدخال لقاح مدمج سيسمح مع اللقاحات الأخرى بالحماية ضد 11 مرضا يمكن الوقاية منه عن طريق التلقيح”.
وأشار المتحدث إلى أن “وزارة الصحة تولي أهمية كبيرة للتلقيح من خلال عمليات تحسيسية عبر كل الفضاءات المتاحة”، داعيا في السياق ذاته، الأولياء إلى “عدم تضييع الفرصة والتوجه إلى مؤسسات الصحة الجوارية لحمايتهم من مخاطر الفيروسات ومن بعض الأمراض التي تصيبهم”.
التلقيح هو الضمانة الأساسية لوقاية الأطفال
من جهته، أكد أخصائي طب الأطفال، الدكتور ساحي أمحمد، أن “البرنامج الموسع للقاحات الأطفال الذي خضع لعدة تعديلات سيساهم بصفة معتبرة في الوقاية من الأمراض”.
وأكد الدكتور ساحي في تصريح لـ”الجزائر” أنه “بفضل المجهودات التي بذلتها الدولة في تطوير الرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال ساهمت في القضاء على شلل الأطفال نهائيا بالجزائر، وعليه فالتلقيح هو الضمان لوقاية الأطفال من بعض الأمراض الفيروسية الفتاكة طوال حياتهم”.
ودعا إلى إجراء تطعيم الأطفال الصغار على نطاق واسع، وهذا ما يمّكن من التقليل من انتشار الأمراض المعدية التي يكون الشفاء منها سهلا في سن مبكرة، لكن بإمكانها أن تكون قاتلة في سن الشيخوخة.
برامج التلقيح ساهمت في القضاء على العديد من الأمراض
كما أبرز رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة، البروفسور مصطفى خياطي، أن “برامج التطعيم ساهمت لسنوات طويلة في القضاء على العديد من الأمراض المعدية وحماية صحة الأطفال في بلادنا، كما عملت على تقليص عدد الوفيات”.
وأكد خياطي في تصريح لـ”الجزائر” أن “التطعيمات واللقاحات من بين أعظم الاختراعات الطبية التي توّصل إليها العلم حيث أسهمت منذ ظهورها في إنقاذ مئات الملايين من الأرواح، إضافة إلى الوقاية من بعض الأمراض الشائعة الفتاكة التي كانت تقضي على حياة الأفراد والجماعات في مرحلة الطفولة”.
للإشارة، بفضل البرنامج الموسع للتلقيح والقضاء على عدة أمراض معدية كديفتيريا والحصبة والشلل والحصبة الألمانية تحصلت الجزائر على شهادات من المنظمة العالمية للصحة.
فلة. س