كشفت، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عن وصول المساعدات الجزائرية إلى قطاع غزة أمس، بعد موافقة السلطات المصرية على إدخال هذه المساعدات الخيرية التي ظلت لأكثر من شهر ونصف على مستوى معبر رفح الحدودي بعد منعها من السلطات المصرية.
أكد مسؤولون من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن السلطات المصرية أعطت موافقتها النهائية لعبور الأدوية الموجهة نحو قطاع غزة بحر الأسبوع الجاري، وحسب مصادر من الجمعية، فإن السلطات المصرية استثنت الأدوية فقط من العتاد والأجهزة الطبية التي كان من المرتقب إرسالها إلى غزة. وبشأن المساعدات الجزائرية لمسلمي ميانمار، أشارت ذات المصادر إلى أن الجمعية ” طلبت من شركة خاصة التكفل بنقل باقي المساعدات إلى بنغلادش أين ستتوجه إلى لاجئي بورما ببنغلاديش، بالإضافة إلى شراء بعض المستلزمات الأخرى التي ستتكفل الجمعية نقلها إلى هناك “.
ومعروف أن المساعدات الشعبية الجزائرية لم تتوقف من الإمداد نحو قطاع غزة طيلة السنوات الأخيرة، حيث أرسلت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثلاث قوافل وبنت مستشفى في قطاع غزة ولكن في الواقع أن كل هذه القوافل وفي كل مرة تجد أمامها صعوبات ومماطلة من الجانب المصري حيث تستغرق الإجراءات والاتصالات أسابيع عديدة قبل أن يُسمح لها بالدخول لكن ما حصل مع قافلة الرابعة كان مفاجئا، حيث رفضت مصر دخولها بحجة أنها ضمت مواد لم يتم الاتفاق بشأنها، في حين تنفي جمعية العلماء ذلك، وتؤكد أن كل محتويات القافلة مدرجة بلائحة سلمت للجانب المصري قبل خروج الشحنة من الجزائر. وسبق أن أوضح رئيس لجنة الإغاثة بالجمعية الجزائرية عبد القادر طالبي أن القافلة تحمل 14حاوية بقيمة خمسة ملايين دولار، وتضم أدوية وتجهيزات متطورة جدا موجهة لمرضى السرطان في مستشفى الجزائر بقطاع غزة والذي تم افتتاحه رسميا عام 2010.
وسبق أن دعا عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بيان نشر على الموقع الرسمي للجمعية على الإنترنت، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتوسط لدى السلطات المصرية، حتى ترخص الأخيرة للقافلة بدخول غزة، بعد أن كانت عالقة في معبر رفح لخامس يوم تواليا، ولم يصدر عن السلطات الجزائرية أي إشعار بدعم هذه القافلة والضغط على السلطات المصرية بالرغم من الموقف الرسمي الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية.
إسلام كعبش
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم:
“السلطات المصرية رفضت دخول سبعين بالمائة من المساعدات إلى غزة”
أكد الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن السلطات المصرية سمحت أخيرا لقافلة الإغاثة بالدخول إلى قطاع غزة بعد أسابيع طويلة من التوقيف على مستوى المعبر الحدودي بين مصر وقطاع غزة لأسباب أمنية، قال أن السلطات المصرية لوحدها من لديها ” الإجابة الكاملة عليها “.
وأفاد عبد الرزاق قسوم في اتصال مع “الجزائر” أمس، أن السلطات المصرية استثنت تقريبا من 60 إلى 70 بالمئة من المساعدات الحاضرة في قافلة الإغاثة من بينها سيارة الإسعاف التي اشترطت أن تكون مرسلة من المصنع مباشرة إلى القطاع وهذا شرط تعجيزي كما استثنت أيضا الكراسي الخاصة بالمعاقين، والتمور وسمحت إلا بالأغذية والأدوية “، وحول الأسباب التي تحتمي وراءها السلطات المصرية من وراء هذا المنع للمساعدات الجزائرية لقطاع غزة المحاصر، قال عبد الرزاق قسوم ” أنها قضية أمنية لا تجيب عليها إلا السلطات المصرية ولسنا نحن من يملك الإجابة عليها “.
في المقابل، نفى عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن تكون المستجدات الحاصلة في ملف القضية الفلسطينية والمتعلقة بالمصالحة بين فتح وحماس برعاية مصرية تأثير حول تسهيل إرسال القوافل الإنسانية مستقبلا نحو غزة، قائلا أن ” جمعية العلماء المسلمين لطالما أرسلت إلى الفلسطينيين في عز الخلاف الفلسطيني مع الحكومة المصرية، وتم إدخال ثلاثة قوافل في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك “، ومستطردا في النهاية ” ربما ستساعد قضية المصالحة الفلسطينية ودور مصر فيها في تلطيف الأجواء مستقبلا “.
إسلام كعبش