*تركيا استغلت الجزائر اقتصاديا لنشر توجهها السياسي الجديد بإفريقيا
انهي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الأربعاء، الزيارة التي قادته الى الجزائر متجها إلى موريتانيا، ضمن جولة أفريقية تستمر لخمسة أيام.
وقد أقيمت مراسم توديع رسمية لأردوغان في مطار هواري بومدين الدولي، حضرها رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح، والوزير الاول احمد اويحيى، ووزير الخارجية عبد القادر مساهل، ووزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، والسفير التركي في الجزائر محمد بوروي.
وفي حديثهم ‘لى ” الجزائر ” ثمن الخبراء الاقتصاديون زيارة اردوغان إلى الجزائر واصفين إياها بالاقتصادية المحضة والواعدة، فيما فسر المحللون السياسيون سبب تغييبه للجانب السياسي وهو المواقف الواضحة لتركيا.
نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة عبد الرحمان هادف:
زيارة أردوغان ذات أهمية بالغة توجت بالعديد من الاتفاقيات الواعدة
وصف نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة عبد الرحمان هادف زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى الجزائر بالايجابية وذات الأهمية البالغة، والتي توجت بإبرام العديد من الاتفاقيات الواعدة في العديد من القطاعات ذكر منها ما يخص الطاقات المتجددة والميكانيك.
وأفصح هادف عن إنشاء 796 شركة تركية بالجزائر بطاقة عمال تقدر بأكثر من 28 ألف شخص، مشيرا إلى أن الجزائر تمثل الشريك الأول لتركيا في إفريقيا، بحجم مبادلات تجارية يتراوح ما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا، وحجم استثمارات 3 مليارات دولار، كما ثمن رغبة هذه الأخيرة في رفع حجم استثماراتها الى 05 ملايير في المدى القريب، و10 ملايير على المدى البعيد، داعيا في هذا الصدد المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين الى اغتنام هذه السانحة والتفاوض مع هذه المؤسسات عن طريق فرض القطاعات التي تريد الجزائر العمل فيها وتوسيعها كالصناعات الغذائية والسياحة والطاقات المتجددة والمناولة.
الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي:
تركيا تحتاج إلى الجزائر باعتبارها بوابة إفريقيا
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي ان الاستثمارات التركية في الجزائر ستشكل سمة لمرحلة تتصدرها التنمية.
وقال سراي، ان الايجابي في فتح شركات تركية في الجزائر هو فتح العديد من مناصب الشغل للشباب، ذاكرا على سبيل المثال “طيال” أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، بغليزان، باستثمار يقدر بـ1.5 مليار دولار، على مساحة تقدر بـ 250 هكتارا، حيث من المتوقع أن يخلق 25 ألف منصب عمل اعتبارا من 2020.
كما اشار ان الجزائر تريد أن يكون لتركيا حضور عميق وشامل في قطاعات عديدة ضرورية لترقية الاقتصاد، وتحقيق التنمية، كما اعتبر الزيارة تكملة لمسار تم التأسيس له فيما يتعلق بإقامة صداقة وشراكة وتعاون بين البلدين، قائمة على معادلة رابح ـ رابح.
وتابع سراي ” تركيا اليوم تحتاج إلى الجزائر، باعتبارها بوابة إفريقيا، وهناك توجه جديد في السياسة الخارجية التركية نحو القارة الإفريقية، كما أن الجزائر تحتاج إلى الدعم التركي”.
الخبير الأمني أحمد ميزاب:
غاب الحديث عن سوريا وفلسطين بسبب السجالات والمفاهيم غير المضبوطة
يرى الخبير الامني احمد ميزاب، سبب تغييب الرئيس التركي رجب طيب الحديث عن القضايا الاقليمية والدولية الشائكة وما يحدث في الشرق الاوسط هو السجالات الكثيرة والمفاهيم الغير مضبوطة لهذه المسائل.
وقال ان الرئيس التركي فضل ان تكون جولته الافريقية اقتصادية محضة لتعزيز التعاون مع دول غرب افريقيا بهدف بلوغ سوق القارة السمراء والاستحواذ عليها .
وقال انه بالنسبة الى تركيا فانه لا يمكن اعتبار أن نظام الأسد يمثل دولةً يمكن الوثوق بها على أرض الواقع، كما ان اتفاق تركيا مع نظام الأسد بالنسبة لاردوغان يعني فقدانها لإمكانية التعاون مع الجيش السوري الحر نظرا إلى أن الأسد يعتبر أن الجيش السوري الحر هو تنظيم إرهابي، وبذلك ستكون في موضع المحتل للأراضي السورية.
المحلل السياسي عبد العالي رزاقي:
أردوغان لا يثق فيمن يحاول خلط أوراقه في قضية فصل موقفه فيها
قال المحلل السياسي عبد العالي رزاقي ان اردوغان استعرض في الجزائر ما أنجز في عهدتيه حتى يثق فيه المستثمر الجزائري وتفتح الحكومة ابوابها على مصراعيها للاقتصاد التركي والمستثمر التركي، مشيرا ان الطابع الاقتصادي والاستثماري الذي خيم على الزيارة هو سبب تغييبه لاهم ما يحدث في الشرق الاوسط.
وأشار ذات المحلل السياسي الى ان مواقف تركيا جد واضحة في الشق السياسي خاصة فيما تعلق بالازمة السورية، كما ان اردوغان بطبعه لا يثق فيمن يحاول خلط اوراقه او تغيير رايه في قضية فصل موقفه فيها.
واردف بالقول ” تواصل تركيا مع نظام الأسد أمر غير وارد، كما ان الرئيس التركي اردوغان شدد بدوره على ان الأسد لا يمكنه أن يكون جزءا من الحل السياسي في سوريا.”
فتركيا –يضيف- اترى ان الأسد هو السبب الرئيس في المشاكل المتفرعة عن الأزمة السورية، ولا تزال تؤكد أن بقاءه لن يساعد على الوصول الى الحل النهائي فضلا عن استدامته.
للاشارة، فقد رافق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى الجزائر كل من عقيلته امينة اردوغان، بالاضافة الى كل من وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والزراعة والثروة الحيوانية أحمد أشرف فاقي بابا، والجمارك والتجارة بولنت توفنكجي، والطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيرق، إضافة إلى عدد من البرلمانيين ورجال الأعمال والمسؤولين الأتراك.
نسرين محفوف