جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يبدو أن أزمة الغرفة السفلى للبرلمان و التي تجاوزت أسبوعها الثاني دون حل يذكر، كان لها اثر سلبي كبير ليس على عمل البرلمان فقط، أو على اتساع الشرخ بين الموالاة و المعارضة فقط، بل امتدت الأزمة لداخل الكتل البرلمانية، و داخل الكتلة الواحدة التي تفرق نوابها بين مؤيد ومعارض لاستقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، كحال كتلة الاتحاد من اجل النهضة و العدالة و البناء.
ففي الوقت الذي تحاول فيه أطراف البحث عن حلول لراب الصدع و إيجاد مخرج لازمة المجلس الشعبي الوطني، و التي على ما يبدو أن ملامحها لم تتضح بعض وستطول، ظهرت على السطح خلافات أخرى ، فبغض النظر عن الخلافات المعهودة داخل البرلمان بين نواب المعارضة و نواب الموالاة، على اعتبار الاختلافات في الرؤى و التوجه، و التي ازدادت حدة مع أزمة بوحجة، طفت على السطح الخلافات داخل الكتلة البرلمانية الواحدة، فالاتحاد من اجل النهضة و العدالة و البناء و الذي يترأس كتلته البرلمانية النائب إسماعيل شنين، فهذا الأخير لا يبدوا منسجما مع نواب كتلته، خصوصا بمسالة استقالة بوحجة، إذ انه أعلن صراحة على إحدى القنوات الخاصة انه مع رحيل بوحجة، في حين أن الكتلة البرلمانية للاتحاد كان موقفها واضحا وهو عدم التدخل في المسالة، و اعتبار أن مطالبة بوحجة بالاستقالة “خرق دستوري”، و قد جعل هذا الشرخ الجديد داخل كتلة الاتحاد، الخلافات تتصاعد، و اتهم البعض رئيس الكتلة بالتهرب من مسؤوليته، خصوصا وانه كان من المفروض أن يدعو لاجتماع للكتلة للنظر في المسالة، غير انه لم يفعل ذلك، و اعتبر بعض نواب الاتحاد، أن رئيس الكتلة أحيانا يقوم بالتصريح تحت غطاء حزبه ” حركة البناء الوطني”، غير أن هذا الأمر غير دستوري على اعتبار انه تم انتخابه كنائب باسم الاتحاد و ليس البناء الوطني، معتبرين أن الأمر هو بمثابة “تلاعب”، كما انتقدوا “التوجه الجديد” لرئيس الكتلة، و اجتماعاته المتكررة مع نواب الموالاة في الوقت الذي كان عليه عقد اجتماعات مع نواب كتلته لمناقشة العديد من القضايا المهمة.
للإشارة يتواجد النائب شنين حاليا بالعاصمة التركية اسطنبول للمشاركة في المؤتمر السنوي الثالث لملتقى العدالة والديمقراطية ما تعذر التواصل معه لمعرفة موقفه.
رزيقة.خ