أكد مختصون في الصناعات الصيدلانية أن حل أزمة ندرة الأدوية، وتجنيب الجزائر سيناريوهات “فقدان أدوية” بسبب صعوبة الحصول على المواد الأولية التي تدخل في صناعتها محليا، هي التوجه لإنتاج هذه المواد الأولية محليا، وهو ما يسعى إليه مجمع صيدال بالبحث عن شركاء أجانب لإنتاج هذه المواد، وشدد مختصون على ضرورة مساهمة الجامعة ومعاهد البحث الصيدلانية مع المستثمرين في هذا المجال للاستفادة من الخبرات، كما دعوا إلى تفعيل أكثر للوكالة الوطنية للدواء.
المديرة العامة لمجمع “صيدال”، فطوم أقاسم:
“المجمع يبحث عن مستثمرين وشركاء مناسبين لتطوير العديد من الأدوية”
قالت المديرة العامة لمجمع “صيدال” فطوم أقاسم، في تصريحات لبرنامج “محاور واتجاهات” سهرة أول أمس على التلفزيون العمومي، الذي ناقش واقع الإنتاج الصيدلاني في الجزائر، إن “أزمة كورونا وما نتج عنها من غلق الدول للحدود وتوقف الحركة التجارية، أسفر عن تأخر استيراد المواد الأولية التي تدخل في تصنيع المواد الصيدلانية محليا، والتي غاليا ما تستورد من الصين والهند، جعل المجمع يفكر في إنتاج هذه المواد محليا، من خلال جلب الصينيين أو الهنود للجزائر لصناعة هذه المواد الأولية”، وأضافت أن “المجمع يبحث عن منتجين عالميين للاستثمار في هذا المجال، لأن في الجزائر تنقصنا التقنية، فالتقنية الموجودة قديمة، ويجب أن نجد الشريك المناسب والآن هي فرصة مناسبة، وهذه هي الخطة التي تدرسها صيدال”.
من جانب آخر، أكدت أقاسم، أن “المجمع لديه 40 سنة في تاريخ الصناعة الصيدلانية وكوادر المخابر الموجودة حاليا أغلبهم تكونوا بصيدال، ولديه الخبرة لتطوير الصناعة الصيدلانية، وهو دائم التواصل مع الجامعات، للإستفادة أكثر وتصنيع أدوية عالية الجودة”، وأضافت أن المجمع يمتلك كوادر وتكنولوجيا عالية و بنية تحتية، إضافة إلى دعم الدولة، ما يؤهله للذهاب إلى الأمام في الصناعة الصيدلانية”، وأشارت في هذا الصدد إلى خطط المجمع لإنتاج الانسولين وأدوية السرطان، قائلة: “قمنا بعقد اتفاقيات مع معاهد الصيدلة، إذا هناك تكامل بين الصناعة والمعلومة سوف تظهر نتائج هذه الاستراتيجية على مدى ثلاث سنوات، ونحن مستعدون للشراكات ولمنح تسهيلات في هذا الشأن”.
المدير العام للوكالة الوطنية للدواء، كمال منصوري:
“من الضروري أن تكون هناك مرافقة للجامعة في البحوث الخاصة بتطوير الدواء”
من جانبه، قال المدير العام للوكالة الوطنية للدواء، كمال منصوري، إن “الجزائر إذا توجهت لإنتاج المادة الأولية، فيجب أن تكون من الناحية التقنية مطابقة للمعايير الدولية للإنتاج ولديها دفتر شروط خاصة اذا كانت بيولوجية، وإذا كان هذا المشروع في الجزائر يجب دراسة إمكانية تسويق المنتوج في الخارج ليكون مشروع مربح، ولا بد من وضع الاستراتيجية لتحيين القوانين والتشريعات الضابطة له، فاليوم وجب تنظيم السوق أكثر لأنه حاليا هناك قوانين ومجهودات لكن فيه نقائص، إذ يجب أن ترافق هذه القوانين الاستراتيجية لتجنب النقائض والنهوض بهذه الصناعة كما يجب ان تكون مرافقة فعلية من الجامعة، بتنظيم قانون يسمح للمنتج بالالتقاء بالجامعة للاستفادة، إضافة الى ضرورة السماح لمخابر الجامعات بالقيام بالبحوث وتطويرها”.
رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري:
“الارتقاء بالصناعة الكيميائية أحد أهم ركائز تطوير الصناعة الصيدلانية”
من جهته، يرى رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري، أنه يجب على الدولة منح الإمكانيات اللازمة للوكالة الوطنية للدواء من أجل تفعيلها أكثر وجعلها تلعب دورها بالشكل المطلوب، والجزائر لها قاعدة صناعية قوية، بـ 100 وحدة إنتاج و140 مشروع، وقال إنه “إذا اردنا حقيقة ترقية الصناعة الصيدلانية وجب أن نرقي الصناعة الكيميائية التي تدخل في صناعة الأودية”، وأضاف أن “الجزائر حققت 50 بالمائة من الاكتفاء الذاتي من الأدوية، لكن استراتيجية الحكومة هي الوصول الى نسبة 70 بالمائة، وهذا حاليا قد يكون صعبا”، ولتحقيقه وجب “منح تحفيزات لقطاع الصناعة الصيدلانية لتطوير هذه الصناعة، ومرافقة الاستثمارات، ودراسة احتياجات السوق، وهذا سيمكن من تعويض الاستيراد بالتصنيع المحلي”.
رئيس الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة، عبد الوحيد كرار:
“يجب تشجيع المنتجين الخواص للنهوض أكثر بالصناعة الصيدلانية”
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة، عبد الوحيد كرار، امتلاك الجزائر للخبرة والإمكانيات البشرية والكفاءات للنهوض بالصناعة الصيدلانية، سواء بالمخابر، بالجامعات، وأشار هنا إلى شباب جامعيين قاموا بتطوير الأدوية من المواد الموجودة محليا، غير أنه اعترف أن الاشكال قد يتعلق بالتكنولوجيات المتطورة، كما أشار إلى عائق “الوقت” قائلا: “يوجد 700 دواء محليا ينتظر التسجيل منذ سنتين، فلماذا كل هذه المعيقات؟” وأضاف: “يجب تشجيع المنتجين الخواص”.
وأشار الى أن المصنعين المحليين قلصوا من العبء على صناديق الضمان الاجتماعين، بتصنيع الأدوية وتقليص الأسعار وتقليص فاتورة الاستيراد، وأوضح أن السعر الدواء المحلي بقى تقريبا منذ 5 سنوات نفسه لم يتغير، رغم تراجع الدينار في حين أسعار الأدوية المستوردة تتزايد باستمرار.
عالم الجينات، أحمد شنة:
“بإمكان الجزائر أن تتحول الى مصدر قوي للأدوية”
فيما قال عالم البروتينات والجينات بالولايات المتحدة الامريكية، البروفيسور أحمد شنة، إن الجزائر بإمكانها أن تأخد تجربة من الهند التي هي من دول العالم الثالث لكنها تحولت إلى مصدر للأدوية لمختلف دول العالم، وجب وضع استراتيجية بالاستعانة بالجامعيين، وصياغة استراتيجية كتلك التي وضعتها سنغافورة التي أصبحت في 30 سنة تصدر الأدوية لكل آسيا، وأضاف أن “التمويل يجب أن يكون مختلطا بين الحكومة والمستثمرين من القطاع الخاص، إضافة الى تشجيع المؤسسات الناشئة، لأن الأدوية أصبحت معقدة أكثر وبالتالي وجب إدخال تكنولوجيا جديدة”.
أزيد من 80 بالمائة من الجزائريين يثقون في الأدوية الجنيسة
وبخصوص الأدوية الجنيسة، ومدى إقبال المرضى عليها بدلا من المستوردة الأصلية، أكد كل من أقسام وكرار أن “هناك ثقة كبيرة من قبل الجزائريين في المنتوج الوطني”، وأوضحوا أن “هناك عمليات لسبر الآراء أكدت أن أزيد من 80 بالمائة لديهم ثقة ويستعملون الدواء الجنيس المصنع محليا”، كما أكدوا أنه لم يتم تسجيل أي حادث بسبب استعمال الأدوية المصنعة محليان تبقى بعض الملاحظات حول تغليف الأدوية والتي أكدت مديرة صيدال في هذا الصدد أن المجمع وضع خطة بهذا الشأن.
رزيقة.خ