أودعت 37 شخصية، طلبا رسميا للترشح للانتخابات الرئاسية المنتظرة شهر أفريل المقبل، بعد أيام قليلة من فتح الباب لقبول الترشيحات. ويتوقع أن تتوسع قائمة الراغبين في خوض المنافسة على منصب الرئيس القادم للجزائر، قبل الموعد النهائي لتقديم مطالب الترشح، المحدّد ليوم 4 مارس المقبل.
وأعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في بيان لها عشية أول أمس عن استقبال 32 رسالة رغبة في الترشح على مستوى الوزارة منها 9 رسائل لرؤساء أحزاب سياسية و 23 رسالة لمترشحين أحرار، وتواصلت أمس 5 رسائل إضافية لمترشحين آخرين ليصل عدد رغبات الترشح إلى 37 رسالة .
وأوضح المصدر ذاته أن المعنيون تحصلوا على حصتهم من استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية تطبيقا للأحكام القانونية سارية المفعول حيث تتواصل العملية بالموازاة مع الطلبات المقدمة، مؤكدة أن العملية تسير في ظروف حسنة.
وحملت القائمة التي نشرتها وزارة الداخلية اسمين ثقيلين ضمن المترشحين احدهما يحمل صفة جنرال متقاعد وهو على غديري والآخر رئيس وزراء سابق هو علي بن فليس المترشح باسم حزب طلائع الحريات المغارض،أما بقية الأسماء فتكاد تكون لأحزاب مجهرية وأسماء غير معروفة .
ولا تزال أسماء مثل رئيس حركة حمس الحالي عبد الرزاق مقري والرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني ورئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان ولويزة حنون لم تحسم في أمر ترشحها بعد .
وعلق مراقبون عن الوضع أن السباق الذي انطلق محموما منذ إعلان الرئيس استدعاء الهيئة الناخبة سببه استعجال المترشحين الذين لا يملكون قاعدة شعبية لجمع التوقيعات المطلوبة المقدرة 60 الف توقيع عبر الولايات في الآجال المحددة قانونا، للتنافس في الرواق النهائي المؤدي إلى القصر الرئاسي.
وتهكم الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أسماء لا يعرفها أحد وعن أسماء مرشحين يوصفون “بالموسميين ” مثل “الطاهر بن بعيبش” رئيس حزب “الفجر الجديد” وفوزي رباعين رئيس حزب “عهد 54″، في خطوة كانت متوقعة من المعلقين الجزائريين، الذي استبقوا ذلك بتعليقات غلبت عليها الدعابة، على اعتبار أن المترشح، الذي لا يظهر هو وحزبه إلا في المواعيد الانتخابية، يُوصف بأنه “أرنب سباق” شعاره المهم المشاركة في سباق الرئاسة.
ويعتبر هذا الترشح الرابع لفوزي رباعين بعد دخوله رئاسيات 2004، و2009، 2014 والتي فاز فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبترشحه الرابع هذا سيحمل رباعين الرقم القياسي في الترشح للانتخابات الرئاسية بالجزائر.
وحاز رئيس حزب “عهد 54” المرتبة الأخيرة في رئاسيات 2004 بحصوله على 0.63% من أصوات الناخبين، وحل الأخير في ترتيب المرشحين لرئاسيات 2014 أيضا بنسبة 0.99، بينما يبقى أفضل ترتيب حصل عليها سنة 2009 بحلوله في المرتبة ما قبل الأخيرة وحصوله على 0.93 من الأصوات.
كما أثارت أسماء أخرى كثيرا من الاستغراب كالنائب البرلماني السابق المثير للجدل “الطاهر ميسوم ” المعروف باسم “سبيسيفيك “و رشيد نكاز “.
وفي انتخابات 2014، وصل العدد النهائي للترشحات إلى 85 مترشحا منهم 18 رئيس حزب سياسي، لكن المجلس الدستوري الذي يخوّل له الدستور دراسة ملفات الترشح، لم يقبل منهم إلا 6 مرشحين لخوض الرئاسيات، التي فاز بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
و على الرغم من التسابق الذي تشهده شبابيك تسجيل الترشيحات، ينظر الجزائريون إلى ترشح الرئيس لعهدة خامسة قرارا مفصليا،سيحدد مستقبل المشهد السياسي في البلاد.
رفيقة معريش