جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أخرجت المممارسات التي طفت مؤخرا على الساحة التربوية والمتعلقة بالقرص المضغوط الذي احتوى مادة تكوينية موجهة لأساتذة التعليم الابتدائي تحوي على فيديو ورموز ماسونية وصور لعبدة الشيطان، التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية عن صمتها بالتحضير لرفع دعوى قضائية ضد الوزارة بسبب ما احتواه القرص من مخالفات لقوانين الجمهورية، مناشدة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وضع حد لكل التصرفات المسيئة للثوابت الوطنية.
عقد المكتب الوطني لتنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية أمس تحت إشراف أمينها العام بوجمعة شيهوب اجتماعا استعجاليا إثر المستجدات الأخيرة على مستوى قطاع التربية والمتمثلة في الدوس المستمر على عناصر الهوية الوطنية وموروثها الحضاري، حيث كان محتوى القرص المضغوط الأخير لوزارة التربية الموجه لتكوين معلمي الطور الابتدائي الذي يحتوي على فيديو ورموز ماسونية وصور لعبدة الشيطان حاضرا بقوة خلال الاجتماع.
واستغربت التنسيقية اعتماد وزيرة التربية نورية بن غبريط مثل هذه المواد الأغذية الفكرية في تكوين أساتذة الطور الابتدائي والتي تمس بقيم وثوابت الشعب الجزائري عامة وبالمنظومة التربوية خاصة، معبرين عن غضبهم الشديد أيضا من الاعتماد على مادة علمية بعنوان المملكة المغربية مديرية المناهج والحياة المدرسية في الوقت الذي لطالما نادت بجزأرة المنظومة التربوية والتي اعتبرتها إهانة لمستوى الباحثين والمفكرين و للمناهج الجزائرية في حد ذاتها.
ولم تكن قضية القرص المضغوط الذي يحوي الماسونية الوحيد محل استنكار تنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية، خلال اجتماعها الطارئ الذي تم التطرق خلاله إلى أيضا إلى وضعية العلوم الإسلامية في المناهج سيما ماتعلق بحذف مادة العلوم الإسلامية من البكالوريا، كاشفة في هذا الصدد عن تخوفها الشديد من أن يعاد نفس المشروع الذي عُرض السنة الماضية على مجلس الحكومة والذي احتوى حذف مواد الهوية الجزائرية من البكالوريا سيما بعد أن أعادت وزيرة التربية التلميح لذات الطرح خلال تصريحاتها الأخيرة قبيل انطلاق البكالوريا والتي قالت فيها بان “بكالوريا السنة المقبلة ستكون في ثلاثة أيام وأن بعض المواد ستحذف من أيام اختبار البكالوريا”، مؤكدة رفضها تقليص مواد الهوية من البكالوريا تحت أي ذريعة أو مبرر، كما أشار الأمين العام بوجمعة شيهوب للتنسيقية إلى أنهم في انتظار الاطلاع على الكتب المدرسية للعام الدراسي المقبل للتنديد، سيما بعد الأخبار المتداولة حول التعليمة الشفوية التي وردت منذ شهرين من طرف وزارة التربية، و التي تضمنت حذف البسملة من كافة الكتب المدرسية والآيات القرآنية من كتاب التاريخ والتي كذبتها فيما بعد الوصاية.
وأعلنت التنسيقية رفضها أيضا لفرنسة المنظومة التربوية والتي بدأت بالتدرج من خلال الرموز العلمية، ورفضها أيضا إسناد تصحيح مادة العلوم الإسلامية لغير أهل الاختصاص، مطالبة السلطات العليا وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل لوضع حد لمثل هذه السلوكات و كذا رئيس المجلس الشعبي الوطني لتشكيل لجنة تحقيق في مثل الممراسات التي تمس بمرجعية الدولة الجزائرية و الثوابت الوطنية، مهددة في السياق ذاته بتنظيم وقفة احتجاجية في حال إصرار الوزيرة على تمرير المشروع.
وفاء مرشدي