بدأت تنكشف للرأي العام الأسباب الحقيقية التي كانت وراء تنحية الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون من منصبه بعد 3 أشهر فقط من تعيينه في المهمة، وأن سبب الإقالة لم يكن واحدا وإنما متعدد، حيث اجتمعت عديد العوامل لتدفع الرئيس بوتفليقة لإقالة وزيره الأول واستبداله بالرجل الوفي للسلطة أحمد أويحيى.
أثبتت خرجة الصديق شهاب الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي في حواره مع موقع ” كل شيء عن الجزائر ” أن الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون أصبح من ” الغاضبين ” عليه من دوائر السلطة لأسباب عديدة فتحت عليه باب جهنم وقذفت به خارج الحكومة وربما من السلطة نهائيا بعدما تجرأ على القيام بأمور لم يرتكبها سابقوه الذين قادوا الجهاز التنفيذي بالرغم من أنه رجل خبر دواليب الدولة من الداخل عبر مختلف المسؤوليات التي تقلدها من الولاية إلى الوزارة إلى رئاسة الحكومة.
وأول هجوم من الناطق الرسمي لحزب الوزير الأول أحمد أويحيى، قوله عن تبون بأنه ” لم تكن لديه القدرة على تحمل المسؤولية ” في انتقاد حاد لتبون ولكفاءته وقدرته على التسيير بالرغم من أنه كان على رأس وزارتين هامتين السكن والتجارة، ويرى القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب من جانب آخر، أن اللقاء الذي جمع الوزير الأول السابق بنظيره الفرنسي، خلال عطلته الصيفية بفرنسا ” غير عادي” ويخرج عن العرف الدبلوماسي، حيث أرجع الصديق شهاب سبب تنحية عبد المجيد تبون من منصبه إلى اللقاء الذي جمعه بالوزير الأول الفرنسي خلال العطلة التي قضاها الوزير الأول السابق بفرنسا، مفيدا بأن هذا اللقاء كان “خطأ” حسب رئاسة الجمهورية، وعلى إثر ذلك تم اتخاذ قرار إقالته من منصبه.
وواصل الصديق الشهاب المعروف بقربه من أحمد أويحيى في عرض الأسباب التي عجلت بقرار تنحية الوزير الأول تبون، مؤكدا على أن ” الجبهات التي فتحها عبد المجيد تبون، ودخوله في صراعات محتدمة مع أطراف عديدة وعلى رأسهم رجال الأعمال، وبالأخص رئيس منتدى رؤساء المؤسسات على حداد، جاءت على نقيض ما تريده السلطات العليا في البلاد “، وشدد صديق شهاب على أن ” خيار الدخول في صراعات مع بعض الأطراف لم تأت بتعليمات من الرئيس بوتفليقة ولا بطلب منه “.
ويبدوا من كلام القيادي في ثاني أكبر أحزاب السلطة الصديق شهاب أن السلطة تخلت نهائيا عن عبد المجيد تبون ورمت به بعيدا بعد كل هذه الإنتقادات التي أتى بها شهاب في هذا الحوار، ويتبين أن عبد المجيد تبون لم يكن على توافق مع الرئيس بوتفليقة بالنظر إلى خطته في ” فصل المال عن السياسة ” بالرغم من أن برنامجه صادق عليه نواب البرلمان بما فيهم حزب ” الأرندي ” الشريك الرئيسي لـ “الأفالان” في دعم الرئيس بوتفليقة، وحسب مجمل ما أفاد به شهاب في حواره فإن تبون أصبح وحيدا في الآونة الأخيرة من دون دعم سياسي قوي خاصة أن ” الأرندي ” وأويحيى لم يكونوا يشاطرون الوزير الأول الأسبق في سياساته التي انطلق في تطبيقها وعلى رأسها محاربة تغلغل رجال الأعمال والمال في السياسة.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / ورقة الوزير الأول الأسبق تطوى نهائيا:
أسباب إقالة عبد المجيد تبون تظهر للرأي العام
أسباب إقالة عبد المجيد تبون تظهر للرأي العام