واصلت أسعار النفط، أمس، التراجع لليوم الثاني على التوالي بعد المكاسب القوية التي حققتها في نهاية تداولات الأسبوع الماضي. وزادت الضغوط على أسعار النفط مع بداية الأسبوع الجاري، بعد صدور عدد من التقارير عن البنوك الاستثمارية والمؤسسات تحذر من تراجع النمو الاقتصادي العالمي خلال العام الجاري والعام المقبل، الأمر الذي سيؤثر سلبا على الطلب العالمي على النفط الخام.
وخلال تداولات أمس، تراجعت العقود الفورية للخام الأمريكي بنسبة 0.55% حتى وصلت إلى مستويات 83.28 دولار للبرميل منتصف نهار أمس، فيما خسرت العقود الفورية لخام برنت حوالي 0.34% من قيمتها حتى انخفضت منصف نهار أمس نحو مستويات 85.66 دولار للبرميل.
أما عن العقود الآجلة للنفط، فقد طالت العقود الآجلة للخام الأمريكي تلك الخسائر، حيث انخفضت نحو مستويات 83.44 دولار للبرميل متراجعة بحوالي 0.42% خلال أمس. أما عن خام برنت، فقد انخفضت عقوده الآجلة بحوالي 0.27% حتى وصلت إلى مستويات 84.94 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد وجدت دعما قويا على مدار الأسابيع الماضية حتى استطاعت الوصول إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014 خلال الأسبوع الأخير بفضل تزايد معدلات الطلب على النفط في مختلف دول العالم، مع عودة النشاط الاقتصادي للتعافي في عدد من الدول في مقدمتهم دول أوروبا والولايات المتحدة والصين.
وساعد على صعود أسعار النفط بقوة خلال الأسابيع الماضية أزمة الطاقة التي تشهدها الدول الأوروبية والصين والهند ودول العالم المختلفة. ومع اقتراب فصل الشتاء، زادت التوقعات حول ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي ومنتجات الطاقة من أجل التدفئة مع تراجع درجات الحرارة في دول أوروبا واقتراب موجات البرد القارس.
وفي ظل ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي والفحم مقارنة بالمعروض منهما، اتجهت الشركات والمصنعين إلى منتجات النفط لتعويض هذا النقص، مما زاد الطلب على أسعار النفط خلال الفترة الماضية.
ولكن، صدرت خلال أمس وأول أمس، عدد من التقارير عن بنوك استثمارية وشركات تصنيف ائتماني عملاقة تظهر تراجع توقعات النمو الاقتصادي العالمي خلال العام الجاري والعام المقبل، وانعكست تلك التقارير بصورة سلبية على تحركات أسعار النفط على مدار يوم أمس. وكان أحدث تلك التقارير هو ما صدر عن سيتي بنك حول خفض توقعات النمو الاقتصادي من 4.4% إلى 4.2% بسبب تداعيات كورونا وأزمة إيفرجراند على الأسواق.
ورأى الخبراء أن ترقب محادثات الاتفاق النووي قد زاد من الضغوط على أسعار النفط على مدار أمس، حيث يأمل المستثمرون في الوصول إلى توضيحا بشأن نتائج المحادثات بين إيران والقوى الغربية بعد أن قالت الولايات المتحدة إن الجهود تمر بمرحلة حاسمة لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015، وهو ما قد يفتح الطريق أمام صادراتها من النفط
وقال محللون آخرون إن “التوقعات بالنسبة لنوفمبر الأكثر برودة تجعل المتعاملين في الطاقة يستعدون لسوق شحيحة للغاية مع طلب لم يسبق له مثيل هذا الشتاء”، فيما توقع بنك جولدمان ساكس أن انتعاشا قويا للطلب العالمي على النفط قد يدفع أسعار خام برنت القياسي العالمي لتتجاوز توقعاته لنهاية العام البالغة 90 دولارا للبرميل.
من جانبه، قال لاري فينك الرئيس التنفيذي لبلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، أمس، إن احتمالات وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل مرتفعة، كما دعا فينك، الذي كان يتحدث في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، إلى مزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات عالمية مثل تغير المناخ.
رزيقة.خ/ وكالات