يرى الخبير الاقتصادي، محمد حميدوش أن أسعار النفط “ستواصل منحناها التصاعدي إلى غاية 22 فيفري“، مرجحا وصولها إلى 100 دولار للبرميل، كما توقع أن تتجاوز هذا السعر بعد أوت القادم، وقد تصل في السنوات القادمة إلى 200 دولار للبرميل، وهذا راجع إلى توقعات بارتفاع النمو العالمي ورواج النشاطات الاقتصادية.
وهو الأمر الذي سيعزز الطلب على “الذهب الأسود” في الوقت الذي لم تتجه فيه بعض الدول المنتجة والمصدرة لمشاريع استكشاف جديدة من شأنها تعزيز الإنتاج في ظل الطلب الذي سيشهد ارتفاعا.
وقال حميدوش أمس، في حديث مع “الجزائر” أن “أسعار النفط خلال الأسابيع القادمة سوف تبقى مرتفعة، وصحيح قد تنخفض من جلسة لجلسة لكن انخفاض طفيف جدا ليبقى منحناها في الأخير مرتفع إلى غاية 22 فيفري القادم”.
وأوضح الأسباب قائلا بأن الوضع الحالي في شهر جانفي، استثنائي مع موجة البرد القارس التي تضرب القارة الأمريكية الشمالية، إضافة إلى انخفاض مخزونات البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير متوقع، إضافة إلى عامل آخر يتعلق بارتفاع الطلب على الوقود من قبل الصين وهو عكس ما كان متوقعا من قبل الكثيرين خصوصا وأن الصين تخضع حاليا لفترة حجر صحي بسبب عودة انتشار كوفيد-19 في عدد من المقاطعات في هذا البلد، وكلها عوامل أدت إلى ارتفاع الطلب والذي بطبيعة الحال وفي ظل قلة المعروض أثر على الأسعار وارتفعت هي بدورها.
وأضاف الخبير الاقتصادي أنه “بالنسبة إلى ما تم تحليل الوضع من حيث العرض-أي المعروض من النفط-فرغم أن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها أو ما يعرف بمجموعة “أوبك+”، قررت زيادة نسبة الإنتاج، إلا أن آلية الإنتاج لم ترتفع وذلك لأسباب تقنية تتعلق بعدم قدرة بعض الدول بالمجموعة الاستجابة للزيادة المطلوبة، وهذا يجعل المعروض غير كاف لتلبية الطلب المتزايدة في هذه الفترة، وزادتها الأزمة جيوسياسية بكل من كازاخستان وليبيا، وهذا ما جعل الطلب أعلى من العرض وفتح الفرصة أمام المضاربين وأدى إلى ارتفاع الأسعار.
وبخصوص توقعات الأسعار مستقبلا، قال حميدوش إنه “يمكن أن تصل إلى 200 دولار للبرميل، في السنة القادمة”، وأوضح أن هذه التوقعات “مبنية على الطلب العالمي وهذا الأخير مبني على النمو العالمي والذي يقدر حاليا بـ3 بالمائة، وسيكون معه رواج للطلب يقابله تحفيز للنشاطات الاقتصادية التي تعتمد كلها على النفط”.
واعتبر المحلل الاقتصادي أن هذه التوقعات في حال كانت الظروف كما هي حاليا دون بروز مشاكل جديدة جيوسياسية أخرى أو تعطل منشآت نفطية أخرى- إذ يشير إلى أنه في حال ظهرت مشاكل أخرى كالمذكورة سابقا سوف ترتفع الأسعار أكثر.
ويرى الخبير حميدوش أن “الأسعار سوف تعرف ارتفاعا خلال السنوات الثلاثة القادمة، وهذا راجع إلى ضعف الإنتاج خلال هذه السنوات في مقابل ارتفاع الطلب، وضعف الإنتاج الذي سببه أن الدول المصدرة والمنتجة للنفط، لم تتجه نحو مشاريع استكشافية جديدة، واكتفت بصيانة الآبار والحقول، وهذا غير كافي لتلبية الطلب العالمي المتزايد في ظل النمو والحركة الاقتصادية العالمية” التي حسب حميدوش لم تعد تتأثر بفيروس كوفيد-19 إضافة إلى اعتماد منتجي النفط الصخري على منهج خاص بهم في الإنتاج، إذ لا يعتمد على كمية الطلب، إنما ينظرون إلى “المردودية” وليس إلى “رقم الأعمال”، وأوضح هنا أن منتجي النفط الصخري يبحثون عن مردودية الإنتاج ولا يسعون إلى توسيع رقم أعمالهم بإنتاج كميات كبيرة قد تجعلهم في الكثير من الأحيان تحت “المديونية”.
العقود الآجلة لمزيج “برنت” تنهي الأسبوع بسعر فوق 86 دولارا للبرميل
وجدير بالذكر أن العقود الآجلة للنفط استقرت على ارتفاع أول أمس الجمعة، مدعومة بقيود العرض والمخاوف من هجوم روسي على أوكرانيا المجاورة مما دفع الأسعار نحو مكاسب للأسبوع الرابع على الرغم من أن مصادر تقول إن الصين تستعد للسحب من احتياطيات الخام قرب السنة القمرية الجديدة، حيث أنهت العقود الآجلة لمزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 1.59 دولار أو 1.9% لتسجل عند التسوية 86.06 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر، مرتفعة بـ 5.4% في الأسبوع، وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.70 دولار أو 2.1 % إلى 83.82 دولارا للبرميل مسجلة ارتفاعا 6.3% في الأسبوع.
توقعات بزيادة حادة لأسعار النفط في 2022
توقع تقرير للبنك الأمريكي “جى بي مورغان” أن يقفز سعر برميل النفط بشكل حاد سنة 2022 وسط الشكوك التي تحوم حول الطلب في المدى القريب مع ارتفاع الإصابات بسلالة “أوميكرون” في أنحاء العالم.
وأفاد البنك “جي بي مورغان” الواقع مقره الرئيسي بمدينة مانهاتن بالولايات المتحدة، أنه يتوقع تراجع الطاقة الإنتاجية على مستوى البلدان المنتجة للنفط على مدار 2022 وأن ذلك سيؤدي إلى زيادة حادة في أسعار الخام، ومن الممكن أن تصل أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل، بحسب التقرير.
من جهته، يتوقع بنك الاستثمار الأمريكي أن ترتفع أسعار النفط لتصل إلى 125 دولارا للبرميل هذا العام و150 دولارا للبرميل في 2023.
رزيقة. خ