استفادت تونس من مساعدات بأسلحة حربية عسكرية في ايطار التعاون العسكري بين البلدين. ووصلت قيمة بعض هده المقتنيات العسكرية ب 150 مليون دولار.
منحت الجزائر خلال بداية شهر أفريل الجاري كمية جديدة من الأسلحة إلى تونس وذلك في إطار المساعدات العسكرية التي شرعت الجزائر في تقديمها إلى تونس منذ سنة 2014 من أجل مكافحة الإرهاب وملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتمركز خاصة في منطقة جبل الشعانبي بالحدود بين البلدين .
وقال موقع أنباء تونس أمس، أن وزارة الدفاع الجزائرية وبأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قدمت دفعة جديدة من المساعدات العسكرية إلى الجيش التونسي شملت 5 طائرات حربية و20 صاروخ أرض- جو وطائرتي استطلاع وعدد من الرشاشات و 30 دبابة مضادة للألغام و أجهزة مراقبة حرارية عسكرية دقيقة و مركبات و آليات عسكرية و أسلحة أخرى ثقيلة و نصف ثقيلة تقدر قيمتها المالية بــــــ150 مليون دولار.
و أشار ذات المصدر أن كل هذه الأسلحة تم أخذها من المخزون الاستراتيجي لأسلحة الجيش الجزائري و قد تمت عملية نقلها من الجزائر نحو تونس تحت حراسة أمنية وعسكرية مشددة عبر ممر بري بولاية تبسة الحدودية و قد استلمها الجيش التونسي بنجاح استنادا إلى نفس المصدر
وكان وفدً عسكري تونسي رفيع المستوى يضم ضباطاً سامين من الجيش التونسي قد حلّ بالجزائر، أواخر شهر فيفري الماضي، لبحث التنسيق الأمني والعسكري وطلب إعانة عسكرية استعجالية من الجزائر، كما طلب الوفد العسكري التونسي من السلطات الجزائرية مساعدة تونس على حماية ومراقبة حدودها مع الجزائر بسبب صعوبات مالية وبشرية تواجهها تونس في محاربة الجماعات الإرهابية منذ ثورة 17 جانفي 2011 التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي .
وكانت تونس قد تسلّمت عدة دفعات من الأسلحة الجزائرية في إطار مكافحته للإرهاب وتأتي هذه الدفعة الجديدة من الأسلحة بعد طلب الجيش التونسي مساعدة عسكرية عاجلة تتمثل خاصة في الطائرات الحربية والدبابات المضادة للألغام وهو ما وافقت عليه الجزائر على الفور.
هذا وقد تم خلال الأشهر الماضية عقد اتفاق أمني عسكري يتم بموجبه تزويد الجزائر تونس بمعدات عسكرية إضافة إلى تدريب عدد من قوات النخبة على مكافحة الإرهاب وهي المساعدات التي تأتي ضمن خطة تعاون أمني وعسكري يعزّز التعاون في مكافحة الإرهاب بين البلدين الجارين.
وقال الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي خليفة الشيباني، في تصريحات لوسائل الإعلام التونسية أن الوحدات الأمنية التونسية والجزائرية تقوم باجتماعات شبه يومية للتنسيق للتصدي للإرهاب التعاون الأمني التونسي الجزائري مميز،وأشار الشيباني خلال تدخله أن العمليات الأمنية ،تكاد تكون يوميًا لتفكيك الخلايا الإرهابية مع المداهمات المتواصلة لتفكيك خلايا الإسناد والدعم .
وقال الشيباني إن متساكني المناطق الحدودية يعيشون الفقر لكنهم لم ينجروا مع الإرهابيين.
وتجدر الإشارة إلى أن كتابة الدولة الأمريكية اقترحت منحة عسكرية بقيمة 140 مليون دولار لصالح تونس منها 55 مليون عسكرية.
وقالت كتابة الدولة الأمريكية إن تونس تواجه تهديدات خارجية وداخلية، ومنها تلك التي تمثلها الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة في تونس وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي يسعى للتمدد والتموقع في الشمال والساحل الإفريقيين، وبررت كتابة الدولة رفع حجم الدعم بالحاجة لرفع قدرات المصالح الأمنية وخصوصًا في مجال تعزيز الأمن، وتجديد معداتها العسكرية الهرمة.
وتنفق تونس على التسلح أقل مما يُنفقه جيرانها على غرار الجزائر والمغرب وليبيا في عهد العقيد الراحل معمر القذافي وأعزا ذلك لسببين رئيسيين، أولهما أن تونس ليست بلدًا غنيًا بالموارد الطبيعية مثل جارتيه ليبيا والجزائر، وثانيهما أنها اختارت منذ الاستقلال حصر القوات المسلحة في دور دفاعي بحت وليس هجوميا، مع الاعتماد على تحالفات مع القوى الغربية الكبرى لدرء أي خطر قد يأتي من الجيران ولكن ومع ذلك طورت تونس تعاونها العسكري مع إيطاليا، إحدى مُزوديها الرئيسيين بالسلاح، كما تُزود كل من فرنسا والولايات المتحدة تونس بأسلحة دفاعية.
كشف نفس المصدر العسكري أن الجزائر أرسلت، مباشرة بعد الحادث الإرهابي المأساوي بمدينة بن قردان التونسية، عددا من الخبراء العسكريين والأمنيين مختصين في مكافحة الإرهاب إلى مدينة بن قردان التونسية لمساعدة القوات الأمنية والعسكرية التونسية في جهودها في مكافحة الإرهاب وذلك في إطار التعاون الأمني والعسكري بين البلدين وأن إرسال هؤلاء الخبراء تم بطلب من السلطات التونسية.
وقال المصدر إن الخبراء العسكريين الجزائريين قد شاركوا في فحص عينات من المتفجرات التقليدية والعبوات الناسفة التي اكتشفها الجيش التونسي في مدينة بن قردان، سابقًا، وأضاف المصدر، أن العينات التي يتم فحصها قد تم نقلها، آنذاك، إلى مخبر خاص بالدرك الجزائري متخصص في المتفجرات والأسلحة بالجزائر العاصمة .
وسبق لوزير الداخلية التونسي السابق الهادي مجدوب أن نفى وجود قوات أجنبية في تونس على غرار ما كشفت عنه صحيفة “ميرور” البريطانية.
وكذّب الوزير ما ادعته الصحيفة حول استعداد بريطانيا لإرسال قوات عسكرية إلى بن قردان للمساعدة في جهود القوات الأمنية والعسكرية في مكافحة الإرهاب .
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / في إطار التعاون والاتفاق المبرم عام 2014:
أسلحة حربية جزائرية لمكافحة الإرهاب في تونس
أسلحة حربية جزائرية لمكافحة الإرهاب في تونس