الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / توفر المواد ذات الإستهلاك الواسع مباشرة للمستهلك من دون وسطاء:
أسواق جوارية أمام رهان كبح ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان

توفر المواد ذات الإستهلاك الواسع مباشرة للمستهلك من دون وسطاء:
أسواق جوارية أمام رهان كبح ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان

تعتزم الحكومة قبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان وضع كل الإجراءات والتدابير التي من شأنها ضبط السوق وضمان تموينه بمختلف المنتجات والسلع خاصة منها واسعة الاستهلاك مع تأكيد استقرار الأسعار، وتتمثل هذه الإجراءات في فتح أسواق جوارية “مؤقتة” والتوجه نحو استيراد بعض المنتجات لدعم السوق الداخلية، غير أن هناك تخوفات من استمرار موجة ارتفاع الأسعار لأسباب تتعلق بالمضاربة ونمط استهلاك المواطن.
يفصلنا ما يقارب الأسبوعين عن حلول شهر رمضان، ومع اقترابه يبدأ التخوف من موجة الارتفاع “الجنوني” لأسعار مختلف المنتجات ذات الاستهلاك الواسع، وهي الظاهرة التي تعود عليها المواطن مع كل بداية لهذا الشهر الفضيل، رغم تطمينات الجهات الوصية في كل مرة بضمان توفير المنتجات واستقرار أسعارها.
وقد يكون رمضان هذه السنة “استثنائي” كون الأسعار الحالية لمختلف المنتجات من خضر وفواكه ولحوم بيضاء بالخصوص، تعرف ارتفاعا رهيبا منذ عدة أيام، وحتى قبل دخول الشهر الكريم، وهو ما زاد من تخوف المواطنين ومنظمات حماية المستهلك، من عدم قدرة المواطن على تحمل أي زيادات أخرى في الأسعار مع دخول شهر رمضان، لاسيما مع تراجع القدرة الشرائية.
هذا الوضع دفع الحكومة للإعلان على لسان العديد من مسؤولي القطاعات المختلفة أن المنتوجات ستكون متوفرة وبأسعار تنافسية، وأنه سيتم تنظيم أسواق خاصة برمضان لضمان استقرار الأسعار، واللجوء إلى استيراد بعض المنتجات لدعم السوق الداخلية أمام تحدي كبير لضمان استقرار الأسعار وكبح أي تلاعب بها.
ولتفادي هذه الأمور سارعت الحكومة ممثلة في وزارة التجارة بتنظيم لقاءات مع المدراء الجهويين ومختلف الفاعلين للسهر على ضمان تنظيم وتموين السوق، حيث كان وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، قد عقد مع بداية الشهر الجاري، اجتماعا تنسيقيا بحضور إطارات الإدارة المركزية مع مدراء التجارة الجهويين والولائيين للوقوف على مدى تطبيق التعليمات الخاصة بفتح الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان حيث أسدى الوزير توجيهات تقضي بضرورة التنسيق مع السلطات المحلية وإشراك المنتجين، التجار، والشركاء المهنيين للقطاع لإنجاح العملية قصد ضمان تموين السوق بالمواد ذات الاستهلاك الواسع بأسعار تنافسية، كما دعا الوزير المدراء إلى المتابعة الميدانية لعملية تسويق وتوزيع بعض المنتجات انطلاقا من مكان جنيها وذلك لقطع الطريق أمام بعض المحاولات لعمليات الاحتكار أو المضاربة.
من جانبهم أكد تجار استعدادهم التام للمساهمة في إنجاح مخططات الحكومة لضمان تموين السوق واستقرار الأسعار، غير أنهم أشاروا إلى أنه يجب على السلطات المحلية من ولاية ورؤساء بلديات أن يساهموا بدورهم في هذه العملية من خلال توفير أماكن للتجار وتسهيل فتح هذه الأسواق.

الحاج الطاهر بولنوار:
“الأسواق الجوارية الخاصة برمضان هدفها ضمان الوفرة واستقرار الأسعار”
وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعيّة الوطنيّة للتجّار والمستثمرين والحرفيّين، الحاج الطاهر بولنوار، إن التجار مستعدون للعمل بالأسواق الجوارية المؤقتة الخاصة بشهر رمضان التي أعلنت عنها وزارة التجارة.
وأضاف بولنوار في حديثه مع “الجزائر” أن “الهدف من هذه الأسواق وكذا البيع بالتخفيض الذي أقرته الوزارة هو ضمان الوفرة والتموين بالمنتجات الاستهلاكية والغذائية بالخصوص، لاسيما أنه خلال شهر رمضان يكون هناك زيادة في الاستهلاك وبالتالي زيادة في الطلب”، أما الهدف الثاني حسب بولنوار يتمثل في “الحفاظ على استقرار الأسعار”.
وتابع بولنوار أن “الإجراءات التي اتخذتها وزارة التجارة كانت بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، كون الولاة ورؤساء البلديات تقع عليهم مسؤولية تحديد الأماكن التي تخصص لهذه الأسواق الخاصة بهذا الشهر”.
وأشار المتحدث هنا إلى أن بعض البلديات أنهت عملية تخصيص هذه الأماكن في حين أن بعضها الأخر لم يمنح بعد الأماكن للتجار وعليه حث بولنوار على الإسراع في العملية لتمكين التجار من تحضير أنفسهم خصوصا وأن هذه الأسواق سوف تفتح أبوابها قبل دخول الشهر الكريم.
وقال بولنوار إنه يجب تنظيم حملات تحسيسية للتجار لتجنب المضاربة، وللمواطن للحفاظ على النمط الاستهلاكي وتجنب اللهفة والتخزين، لتفادي الوقوع في أزمات قد تكون السبب في رفع البعض لأسعار بعض المنتجات.
وأكد رئيس الجمعية ذاتها أن مخزون مختلف المنتجات والسلع الغذائية خاصة منها واسعة الاستهلاك يكفي لعدة أشهر، بتأكيد من الجهات الوصية من دواوين الحبوب والحليب والخضر والفواكه و اللحوم، وأسواق الجملة وشركات التوزيع والمنتجين وحتى الفلاحين الذين استبشروا خيرا بالأمطار التي تساقطت في اليومين الأخيرين والتي من المرتقب أن تتساقط خلال الأيام القادمة وما لها من أثر ايجابي على المنتوج الفلاحي.

حزاب بن شهرة:
“الاتحاد وجه نداء للتجار لمراعاة القدرة الشرائية للمواطنين خلال رمضان”
من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، حزاب بن شهرة أن الاتحاد يعمل على إنجاح التظاهرات الخاصة برمضان، ومنها الأسواق الجوارية التي أعلنت عنها السلطات، كما أكد أن الاتحاد وجه نداء للتجار لأجل مواصلة نشاطهم خلال شهر رمضان بالطريقة نفسها التي يعملون بها خارج شهر رمضان بدون زيادات في الأسعار وأن يراعوا القدرة الشرائية للمواطن.
غير أن بن شهرة وفي حديثه لـ”الجزائر”، اعتبر أن فتح أسواق جوارية على طول السنة –إضافية- وليس فقط خاصة بشهر رمضان قد يكون “حلا أفضل”، حيث اعتبر أن “هذه الأسواق المؤقتة صحيح قد تساهم خلال رمضان في تقديم خدمات لمواطن بأسعار أكثر تنافسية، لكنها قد تحدث في بعض الأحيان فوضى مع بعض التجار الذين قد ينشطون إلا في هذه الفترة، إذ يجدون أنفسهم من دون نشاط بعد تزول هذه الأسواق”.
وفي رده على سؤال حول توقعاته لأسعار المنتجات خلال رمضان، قال بن شهرة إن “الأمر مرتبط بالعرض والطلب”، غير أنه أشار إلى أن “الجفاف إضافة إلى ارتفاع أسعار بعض المنتجات التي تستوردها الجزائر في السوق العالمية قد يؤثر على أسعارها في السوق الوطنية”.

مصطفى زبدي:
“نترقب إجراءات للحد من موجة ارتفاع الأسعار مع بداية الشهر الفضيل”
من جانبها، تترقب جمعيات حماية المستهلك إجراءات الجهات الوصية لضمان استقرار الأسعار، حيث قال رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي في تصريح لـ”الجزائر” إن “ظاهرة ارتفاع الأسعار مع بداية رمضان تتكرر سنويا”.
وأضاف زبدي أن هناك إجراءات تتخذ في كل مرة لمحاربة هذه الظاهرة لكنها لا تأتي أكلها، وتستمر الأسعار في الارتفاع، وأكد أنه “خلال هذه السنة هناك إجراءات وضعتها الجهات الوصية من أجل عدم تكرار هذا السيناريو خلال رمضان هذه السنة والجميع يتوجس ويترقب إن كانت هذه الإجراءات المتخذة لهذه السنة سوف تمنع حدوث السيناريوهات السابقة. والتوجس بحسب رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك راجع إلى “التذبذب المسجل حاليا في المنتجات والأسعار خاصة تلك المتعلقة بالخضر والفواكه”.

زكي حريز:
“على التاجر الابتعاد عن الانتهازية وعلى المواطن التحلي بثقافة استهلاكية متزنة”
أما رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، فقال إن “الأسواق الجوارية التي تفتح خصيصا لشهر رمضان من المفروض أن تكون أسعار المنتجات المعروضة بها منخفضة مقارنة بالأماكن الأخرى كونها سلع تستقدم مباشرة من المنتجين للمستهلكين دون وسائط”، واعتبر المتحدث ذاته أن “التحضير لشهر رمضان يتطلب عدة أشهر وليس شهرين قبل دخوله”.
وأكد حريز في حديثه مع “الجزائر” أن “شهر رمضان من المفروض أن يكون فيه الاستهلاك أقل من الأيام العادية بالنظر إلى عدد الوجبات اليومية، غير أن سلوك المستهلك جعل منه شهرا استهلاك قياسي بدلا من أن يكون شهر عبادات ورقي بالنفس”.
وأضاف رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين أن “هذا السلوك الاستهلاكي المبالغ فيه يحدث اختلالا في العرض وبالتالي قد يتسبب في ارتفاع الأسعار”، ودعا المواطنين إلى إتباع ثقافة استهلاكية متزنة وعدم التأثر بالإشاعات حول ندرة بعض المواد. كما دعا التجار إلى التعامل مع شهر رمضان مثل باقي أشهر السنة والابتعاد عن السلوكات الإنتهازية.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super