ضحى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، برأس الناخب الوطني لوكاس ألكاراز، من رأس العارضة الفنية لـ”الخضر” بعد فشله في تسيير المنتخب الوطني الذي خيب معه أمال الجزائريين في التأهل لمونديال روسيا 2018، وكدا إقصاء منتخب المحليين من “شان” كينيا أمام المنتخب الليبي، وجاءت إقالة الاسباني بعد عقد اجتماع بين زطشي وأعضاء المكتب الفيدرالي أمس، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، الأول من نوعه منذ إعتلاء زطشي أعلى هيئة كروية في الجزائر، لأنها خارج رزنامة الإجتماعات الدورية للهيئة التنفيذية، حيث قرر الأخير على عقد جلسة تشاورية رفقة أعضاء المكتب، بغية مناقشة قضية الناخب الوطني، والتي كان من المقرر أن يتم دراسة اقالة المدرب السابق لنادي غرناطة الاسباني بعد مواجهة المنتخب الوطني أمام نظيره النيجيري شهر نوفمبر القادم، في المباراة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا، كما أشار رئيس “الفاف” سابقا، غير أن الضغط الذي فرضه أعضاء المكتب الفيدرالي بالإجماع على زطشي، بضرورة رحيل ألكاراز عن المنتخب الوطني قبل مواجهة نيجيريا، عجل بالإطاحة برأس الاسباني، جدير بالذكر أن ألكاراز كان على علم بما يخطط له رئيس الاتحادية حيث حزم أمتعته بمركز سيدي موسى أين كان يشرف على تربص المحليين، وغادر إلى إسبانيا بعدما ودع لاعبيه عقب انتهاء التربص.
هل تمت بالتراضي أم زطشي دفع مليون أورو؟
ويبقى السؤال الذي يدور في أدهان الشارع الرياضي الجزائري، هو هل فعلا فك رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، ارتباطه بالناخب الوطني لوكاس ألكاراز بالتراضي، كما صرح في مرات عديدة، أم أنه دفع لهذا الأخير المبلغ المتبقي في عقده رفقة “الخضر” حيث سيكون على “الفاف” دفع مبلغ كبير يصل الى مليون يورو لألكاراز، مقابل تنحيته من منصبه، حيث كان الاتفاق مع التقني الإسباني والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، على تولي مدرب غرناطة سابقا العارضة الفنية لـ”الخضر” وفق عقد يمتد لسنتين، وسطر معه هدف الوصول الى نصف نهائي كان 2019، حيث لم يشمل العقد اتفاق قيادة رفقاء عيسى ماندي إلى التأهل لمونديال روسيا.
65 ألف أورو شهريا.. ثلاث هزائم.. وإقصاء من تصفيات المونديال
اكتفي الناخب الوطني لوكاس ألكاراز، بفوزين فقط خلال فترة إشرافه على العارضة الفنية لـ”الخضر” واحد منه كان وديا أمام منتخب غينيا، والثاني في تصفيات كأس إفريقيا 2019، أمام المنتخب الطوغولي، محققا بعدها سلسلة هزائم مع “الخضر” في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا، حيث خسر أمام كل زامبيا ذهابا وايابا، والكاميرون في اخر لقاء له مع المنتخب، والغريب في الأمر هو المبلغ الكبير الذي تقاضاه ألكاراز في فترة تدريبه للمنتخب، والذي كان في حدود 65 ألف أورو شهريا أي حوالي 800 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي يساوي راتب حوالي 15 عاملا بسيطا في الجزائر في عام واحد، لكنه لم يكن كافيا لألكاراز سوى لحصد نقطة يتيمة في تصفيات المونديال في خمس مواجهات.
الشجرة التي تغطي الغابة …
من الواضح أن قرار إقالة الناخب الوطني لوكاس ألكاراز، يعتبر بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، حيث أراد الرئيس السابق لنادي بارادو، تحويل أنظار الشارع الكروي الجزائري الذي أجمع على سوء التسيير الذي عرفه قصر دالي ابراهيم، منذ اعتلائه كرسي “الفاف” منذ ستة لأشهر، حيث سجلت نتائج المنتخب الوطني تراجعا رهيبا جعلته يحتل المربة السادسة بعد المئة، في تصنيف “الفيفا” للمنتخبات، وكدا انخفاض مستوى البطولة الوطنية في عهدته، إلى تنحية التقني الاسباني رغم إجماع التقنيون والعارفين بالشأن الكروي على ضرورة منحه الوقت الكافي للخروج بـ”الخضر” من الوضعية الصعبة التي يعيشها، خصوصا بعد الإقصاء المبكر من سباق التأهل لكأس العالم بروسيا 2018.
الإسباني كان على علم بالقرار أثناء تربص المحليين
ويبدو أن الناخب الوطني لوكاس ألكاراز، كان يعلم بأن رحلته رفقة “الخضر” تعرفه يومه الأخير، حيث بدى شارد الدهن في التربص الخاص باللاعبين المحليين، الذي يشرف عليه بمركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، حيث ظهر التقني الاسباني وهو شارد الذهن كليا منذ بدايته الأحد المنصرم، ولفت صاحب الـ51 عاما الأنظار بوضع يديه في جيبه خلال كل تمرين لرفقاء حارس شباب بلوزداد صالحي، وهو ما تفطن له حتى اللاعبون وترك ألكاراز الإنطباع بأنه متواجد مع المحليين مكرها، حيث لم يركن ولا يوم راحة بعد سفرية الكاميرون، عالما بمصيره بتنحيته من رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وكان من المتوقع حدوث الأمر، حسب تصريحات رئيس الاتحادية خير الدين زطشي الذي أشار لإمكانية فك الارتباط بين الطرفين بالتراضي عقب نهاية مباراة “الخضر” أمام ضيفه النيجيري في آخر مباراة من تصفيات المونديال، خصوصا بعد اعترافه لأول مرة بأن التعاقد مع التقني الاسباني كان قرارا خاطئا، غير أن زطشي لم ينتظر لغاية نوفمبر، وأقاله أمس.
بلماضي قد يقود “الخضر” مستقبلا
بعد صدور قرار تنحية ألكاراز من العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بدء الحديث عن خليفته والذي سيكون بنسبة كبيرة الدولي الجزائري السابق، جمال بلماضي الذي يعد المرشح الأبرز لقيادة رفقاء الحارس وهاب مبولحي في قادم الاستحقاقات، حيث ينتظر أن يتصل رئيس “الفاف” خير الدين زطشي ببلماضي مساء اليوم، ليقترح عليه الفكرة، ويتواجد مدرب المنتخب القطري سابقا تحت أنظار عديد من أعضاء المكتب الفيدرالي منذ حوالي شهر، أين اقترحوا اسمه في حديث جانبي جمع بعضهم على هامش اجتماع المكتب الفدرالي ما قبل الماضي.
عبد النور صحراوي