راسلت الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة كافة المتعاملين الاقتصاديين لتعلمهم عن تنظيم منتدى الأعمال الجزائري الألماني، بالتنسيق مع الغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة، يوم 17 سبتمبر 2018 بفندق الأوراسي.
ويتألف الوفد الألماني الذي سيزور الجزائر من 80 رجل أعمال ناشطا في الشركات المتخصصة في مجالات الأدوية، المياه، الطاقة، الهندسة البحرية، البناء والتصميم، الطاقة والبتروكيماويات والمعدات الطبية.
وتهدف زيارة هذا الوفد لمناقشة الفرص المتاحة في الجزائر لإقامة شراكة رابحة بين الطرفين .
وينتظر رجال الأعمال الألمان أن يتم التفاوض لتوقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع ديزرتيك خلال المرحلة المقبلة .
وحسب الجانب الألماني فإن ملف ديزارتيك يرتبط بالتكنولوجيا والمشاكل التقنية لكن المفاوضات لا تزال مستمرة .
وعلى الرغم من مرور 10 سنوات من تجميد المشروع الذي كان يرتقب أن يموّن كافة القارة الأوروبية بالكهرباء انطلاقا من الصحراء الجزائرية، وبشراكة ألمانية، إثر إنجاز مشروع مشابه بالمغرب، إلا أن الشركاء الألمان لا يزالون يطمحون في تجسيد المشروع بالجزائر .
ومنتظر أن يقترح رجال أعمال ألمان من إحدى أهم وأكبر المؤسسات الطاقوية ببرلين، مشاريع جديدة تشابه مشروع “ديزرتك” مع بعض التعديلات، وذلك في صيغة جديدة سيتم طرحها خلال مجلس الأعمال المنتظر عقده.
ولا يريد المستثمرون الألمان تضييع فرصة المشروع، إذ تعد الجزائر من بين أحسن ثلاثة حقول شمسية في العالم، حيث صُنفت الجزائر وإيران ومنطقة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، أكبر وأحسن حقول الطاقة الشمسية، ما يجعل الجزائر بمثابة العملاق النائم للطاقة الشمسية.
كما ستدخل الشركة الألمانية العملاقة في مجال الصناعة الصيدلانية “روملاغ” في مجال الشراكة لإنجاز مصنع ضخم لصناعة المصل الطبي في الجزائر،في منطقة واد الكرمة جنوب العاصمة، حيث سينتج هذا المصنع قرابة 20 مليون وحدة مصل طبي سنويا بداية من سنة 2019.
ووقعت الشركة الألمانية اتفاقية شراكة مع الشركة الجزائرية “ميديكومب احدى فروع مجمع “معزوز ، بتكلفة إنجاز قدرت بقرابة 20 مليون أورو، حيث سينفق مجمع معزوز ما مقداره 14.5 مليون أورو، أي 72.5 بالمائة من تكلفة المشروع .
وتشترك الجزائر مع المانيا في عدة مشايع متعلقة بصناعة السيارات منها مصنع فولكسفاغن بالشراكة مع سوفاك والذي تصل طاقته الإنتاجية السنوية 100 ألف مركبة، وينتج 4 أصناف من السيارات وهي غولف 7 وكادي وإيبزا وسكودا أكتافيا إضافة إلى الصنف الجديد المتمثل في سيارة بولو، كما أثبتت مصانع مرسيدس بنز للصناعة العسكرية الموقع عليها سنة 2012 بإنشاء 3 شركات رأسمال مختلط، بين الجزائر وألمانيا والإمارات العربية المتحدة، نجاح الصناعة الميكانيكية الجزائرية الألمانية.
وانتقدت عديد من الشركات الألمانية من قبل تطبيق القاعدة الاستثمارية بالجزائر 49 _51 ،وفي مقدمتها الشركة الألمانية الرائدة عالميا في صناعة السيارات والدراجات النارية “بي ام دوبل في “
التي أعلنت عن قرار “التراجع عن إنشاء مصنع لها لتركيب السيارات في الجزائر”، مبررة قرارها “بالقاعدة الاستثمارية 51/49، وبتماطل الجزائر في منح كوادر الشركة تأشيرة الدخول إلى الجزائر “”.
واستبعد مندوب منتدى رؤساء المؤسسات في ألمانيا، “زين ارتيباس”، مجيئ صانع السيارات الألماني”بي أم دابليو” إلى السوق الجزائرية، وقال إنه عكس العلامات الألمانية الأخرى. فإن العملاق “بي أم دابليو” لا يقبل عادة أي شراكة ولا يرضى بأقل من 100 بالمائة .
ومن الصعوبات الأخرى التي تجعل المستثمرين الألمان لا يتسابقون على السوق الجزائرية، هي تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الملكية العائلية في المانيا منذ عقود طويلة وهي شركات لا يمكنها أن تدخل في شراكة وفق قاعدة 49 مقابل 51 في المائة .
إضافة إلى صعوبة الحصول على التأشيرة الجزائرية، على الرغم من تحسن الأوضاع في الفترة الأخيرة إلا أنه لا يزال يشكل عائقا أمام المستثمرين الألمان .
رفيقة معريش