لم تمر إلا أيام قليلة بعض وصول المنتخبين المحليين الجدد إلى كراسي رئاسة البلديات و المجالس الشعبية الولائية، حتى أظهر بعضهم وجهه الآخر و تنصل عن جميع وعوده الإنتخابية و التي كان أولها قطع الاتصال مع المواطنين الذين صوتوا عليه، في ظاهرة مؤسفة تتكرر في كل انتخابات.
جد عدد من المواطنين الذين اختاروا ممثليهم في المجالس البلدية في محليات 23 نوفمبر الفارط، بالعاصمة أنفسهم ضحية وعود بعض الأميار الذين هجروا الأحياء الشعبية والأماكن العمومية، حيث أصبح لقاء “المير” لمن استطاع إليه سبيلا، ومطلبا صعبا، وعلى العكس فضّل آخرون النزول شخصيا إلى الشارع للوقوف على عمليات التنظيف، وكذا الاستماع إلى مشاكل المواطنين وتخصيص أوقات في الليل والنهار لانشغالاتهم.
حيث عمد بعض الأميار لتحويل عملية استقبال المواطنين إلى نوابهم لسماع انشغالاتهم ومطالبهم التي تتركز غالبيتها في السكن الاجتماعي والشغل وحتى السكن الريفي، كما عرف الأسبوع الأول لتنصيب المجالس البلدية انقطاع الأغلبية منهم عن الاحتكاك بالمواطنين في المقاهي والتجمعات التي تعودوا عليها، بينما فضّل آخرون تغيير أرقام هواتفهم النقالة مبكرا وصاروا محل تعليقات، خاصة وأن الأغلبية منهم لا يزال يدفع ديون حملته الانتخابية، فيما فضّل آخرون الفرار من تسويتها.
من جانب آخر فضل أميار آخرون الغياب عن الخدمة نهائيا، حيث لم تسجل لهؤلاء خرجات ميدانية للتواصل مع المواطنين لتحقيق وتجسيد ما كانوا يتغنون به من شعارات ويتعهدون به لخدمة السكان وتطوير التنمية المحلية، حيث اختار العديد منهم البقاء في المكاتب وبعيدا عن الواقع لحد الآن من دون الانطلاق في تنفيذ مخططات بلدياتهم ومشاريعهم التنموية، رغم توفر كل الظروف حسب سكان المنطقة، الذين يتطلعون إلى حراك حقيقي تنمية حقيقية يقودها هؤلاء المنتخبون الجدد.
فلة سلطاني
لم يظهر لهم أي خبر بعد التنصيب:
الوسومmain_post