دعت الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان أميناتو حيدار يوم امس الأربعاء بالجزائر العاصمة إلى ضرورة توفير الحماية العاجلة للصحراويين من خلال التعجيل في إجراء الاستفتاء الذي يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية.
و في لقاء خصت به وكالة الانباء الجزائرية، أكدت الناشطة الصحراوية ان الانتهاكات المغربية لحقوق الصحراويين من طرف المحتل المغربي “تترسخ يوميا و تظل مستمرة على كافة المستويات ما لم تتم تسوية القضية الصحراوية من خلال ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.
و أوضحت المناضلة الحقوقية ان “كل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام المغربي في حق الصحراويين و مازال يمعن في ارتكابها، مرتبطة أساسا بعدم احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، و تؤطرها الخلفية السياسية إضافة إلى التمييز البين، و هي انتهاكات لا يمكن حصرها و لكن تتجسد أساسا في مصادرة الحقوق السياسية المدنية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية”.
النظام المغربي يمنع أبسط الحقوق للصحراويين
و لفتت حيدار، إلى أن النظام المغربي”يمنع أبسط الحقوق للصحراويين كتأسيس الجمعيات و مصادرة حرية التنقل و التضييق على الصحراويين لا سيما الناشطين في مجال حقوق الإنسان”، مستشهدة بما تعرض له أعضاء الوفد الصحراوي المشارك في فعاليات الجامعية الصيفية ببومرداس/الجزائر/ مؤخرا من مضايقة و تعنيف و مصادرة مستلزماتهم و اعتقال احدهم مؤخرا في مطاري الدار البيضاء و العيون”.
في هذا الصدد قالت الناشطة الصحراوية ان “الاعتقالات أصبحت ممارسة يومية، حيث تتم محاكمة النشطاء الصحراويين المعتقلين بناء على محاضر مطبوخة من طرف الشرطة المغربية و بتهم ملفقة، في ظل غياب تام لشروط المحاكمة العادلة في ظل غياب استقلالية القضاء المغربي”.
و في مجال حرية التعبير، فان كل الوقفات و التجمعات السلمية المطالبة بـ”تعجيل إجراء الاستفتاء و تمتيع الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير و اطلاق سراح المعتقلين، ووقف نهب الخيرات و احترام الحق في الشغل و حتى تخليد بعض المناسبات كاليوم العالمي للمرأة محظورة من طرف السلطات”، تضيف حيدار.
إقامة مخيم “اكديم ازيك” بضواحي “العيون” تعبير عن رفض تهميش الصحراويين
و في هذا الصدد اشارت إلى ان اقامة مخيم “اكديم ازيك” بضواحي مدينة “العيون” عام 2010 ، جاء “تعبيرا عن الرفض لحالة التهميش الكلي للانسان الصحراوي في ارضه و كرسالة واضحة للمجتمع الدولي”ي مذكرة بما تبع ذلك من “اعتقال لمجموعة من الصحراويين الذين شاركوا في المخيم وصدرت في حقهم مؤخرا احكاما تتراوح ما بين المؤبد و 20 و 25 و 30 عاما سجنا”.
و اوضحت المناضلة الصحراوية ان المحتل المغربي الذي يهدف إلى “تغيير الخارطة الديمغرافية للاراضي الصحراوية، يكرس سياسة التجويع و قطع الارزاق واتلاف الممتلكاتي كما ينتهج سياسة الترهيب و الطرد والتهجير القصري إلى مدن نائية، في الوقت الذي يغرق فيه المنطقة بمستوطنيه الذين يستغلون خيرات البلاد على حساب الصحراويين”.
و لم يفلت قطاع التربية من “الحصار و تكريس الرداءة في التعليم بشكل ممنهج ومقصود، حيث يتعرض الاطفال الصحراويين في المدارس إلى التضييق و الاستفزاز من طرف الاساتذة، ناهيك عن تفشي المخدرات لا سيما في الاونة الاخيرة في صفوف التلاميذ و سياسة الميز التي يعيشها الطلبة في الجامعات المغربية”.
و اكدت حيدار، ان المغرب الذي “يتبجح بحقوق الانسان ووقع على اتفاقية مناهضة التعذيب، يتعنت في سياسته الاحتلالية الرامية إلى مداهمة منازل الصحراويين و اتلاف ممتلكاتهم ،والقاء القبض على قاصرين و تعريضهم للتعذيب، و مصادرة الحقوق الثقافية بهدف طمس الهوية الصحراوية ،وذلك في “تحدي صارخ” لكل القرارات الاممية والمواثيق الدولية ذات الصلة.
و ذكرت في نفس السياق بوجود بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية /مينورسو/، مطالبة بتوسيع مهمتها لتشمل مراقبة حقوق الانسان.
تعيين هورست مولري “مؤشر جديد” في اتجاه تحريك القضية الصحراوية
و بخصوص التطورات الاخيرة بالمنطقة مع تعيين الممثل الخاص للامين العام الأممي بالصحراء الغربية الرئيس الالماني السابق هورست مولري اعتبرت حيدار بانه “مؤشر جديد” في اتجاه تحريك القضية الصحراوية و التقدم في المفاوضات المتعثرةي معربة عن أملها في”ان يلعب دوار ايجابيا و أن يمارس ضغوطا على فرنسا الحليف الأساسي للمغرب والتي تشكل عائقا كبيرا لأي تسوية ، بالنظر لحنكة كوهلر الدبلوماسية، و ثقل بلاده السياسي في القارة الأوروبية و تقاربها مع فرنسا.
نستنكر غياب الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي لحلحلة القضية الصحراوية
من جهة أخرى، استنكرت الناشطة الصحراوية غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى المجتمع الدولي لحلحلة القضية الصحراوية، لان هذا كما قالت “لا يخدم إلا مصالح الاحتلال المغربي”ي داعية إلى ممارسة ضغوطات على المغرب لإرغامه على احترام الحقوق الأساسية للمواطن الصحراوي المتواجد تحت الاحتلال، لا سيما و انها تتجه نحو العزلة بفضل دور الدبلوماسية الصحراوية و الجبهة الداخلية، و دعم بعض الدول الشقيقة”.
و اشارت إلى انها شخصيا ترصد الانتهاكات ب”الارقام و بكل مصداقية، من اجل حماية حقوق المدنيين الصحراويين بشكل آني و مستعجل، ريثما يتم التوصل إلى حل نهائي للقضية الصحراوية”.
وأشادت الناشطة الصحراوية التي ترأس منظمة تجمع الصحراويين المدافعين عن حقوق الانسان (كوديسا)، بدور الجزائر في دعم القضية الصحراوية و لمبادئها الراسخة في دعم كل القضايا العدالة عبر العالم.
نسرين محفوف