ذكرت شبكة «بلومبرغ» الأميركية أن دول منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» تعمل على وضع خطة جديدة لإدارة أسواق النفط، بعد انتهاء مدة العمل باتفاق خفض الإنتاج الكلي، وضمان عدم إغراق الأسواق بالخام من قبل المنتجين، فيما سمته بـ«استراتيجية الخروج».
وقالت الشبكة، إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولية، وهي مكملة لاتفاق خفض الإنتاج، وتستهدف تحسين تأثير الاتفاق عند انتهاء مدته في 2018.
ومن المتوقع أن تتبنى دول المنظمة الإطار العام للخطة الجديدة خلال اجتماعهم في فيينا نهاية شهر نوفمبر المقبل، لكن من غير المرجح أن يتم كشف تفاصيل الخطة كافة قبل نهاية العام المقبل، بحسب المصادر.
وذكرت «بلومبرغ» أن الخطة مماثلة للاستراتيجيات المصممة من قبل الفيدرالي الأميركي، وبعض المصارف المركزية العالمية للتخلص تدريجيًا من السياسة النقدية الفضفاضة، مع طمأنة الأسواق العالمية أنها لن تعاني صدمة مفاجئة.
وقالت الشبكة الأميركية إن «أوبك» وحلفاءها قد تستعيد 1.8 مليون برميل يوميًا بسرعة كبيرة «بين ليلة وضحاها»، وهي كمية مساوية للإمدادات التي تحتاجها دولة مثل فرنسا.
ورغم الإشارات الدالة على تعافي أسواق النفط لا تزال تخوفات المستثمرين قائمة حيال استمرار سياسة «الضخ دون قيد»، التي تسببت في انهيار الأسعار العام 2014.
ولفتت «بلومبرغ» إلى تراجع الخام عندما وافقت «أوبك» على تمديد خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر إضافية لغياب سياسة واضحة للخروج بعد انتهاء مدة الاتفاق.
ورأت «بلومبرغ» أن «العمل على وضع تلك الخطة يسلط الضوء على أن العرض والطلب لا يزالان يعملان وفق توازن دقيق، حتى بعد التنفيذ غير المتوقع لاتفاق خفض الإنتاج العام الماضي، والالتزام به من قبل جميع دول (أوبك) والمنتجين من خارجها».
إشارة قوية
وتبدو دول «أوبك» مصممة هذه المرة على الالتزام باتفاق خفض الإنتاج، وإرسال إشارات قوية حول نواياها لأسواق النفط المهتزة. وحاولت السعودية، أكبر دول «أوبك» إلى جانب روسيا، مرارًا تهدئة مخاوف السوق بالتأكيد على عدم نيتها إغراق الأسواق بالنفط الخام.
وأرسلت المجموعة وحلفاؤها، وهم يسيطرون على نصف إنتاج النفط حول العالم الرسالة الأقوى على الإطلاق، الأسبوع الماضي، أن اتفاقهم لخفض الإنتاج سيتم تمديده بعد انتهاء مدته في مارس 2018.
وأشار وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاشيكو إلى «إجماع بين دول المنظمة على تمديد خفض الإنتاج، وتطبيق مزيد الخفض طالما هناك حاجة لتثبيت السوق. وفي حال تواصل إنتاج النفط الصخري بوتيرته الحالية، من المرجح تمديد الاتفاق». وتتوقع بيانات منظمة «أوبك» انتهاء تخمة المعروض من الخام في الربع الثالث من العام المقبل.
ق.و