أبدت الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” عدم تأييدها لطلب رئاسة المنظمة إجراء مشاورات طارئة بشأن تهاوي أسعار النفط.
وقال مندوب في “أوبك” إن الجزائر، التي تشغل الرئاسة الدورية للمنظمة في الوقت الحالي، إن الأمانة العامة لأوبك دعت إلى عقد اجتماع للجنة المعنية بتقييم أحوال السوق في الوقت الذي تدهورت فيه الأسعار بسبب جائحة كورونا، وحرب الأسعار، وفقا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن بلومبيرغ.
ولم تحظ الدعوة بموافقة الأغلبية اللازمة لعقد الاجتماع، بحسب المندوب الذي طلب عدم الكشف عن هويته، حيث إن المناقشات سرية، والذي أوضح أن الرياض ضمن عواصم أوبك التي تعارض فكرة الاجتماع.
وهوت أسعار النفط 5% يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، مواصلة خسائرها للأسبوع الخامس على التوالي مع طغيان تحطم الطلب الناتج عن فيروس كورونا على جهود التحفيز من صناع السياسات في أنحاء العالم.
وكلا عقدي الخام منخفض نحو الثلثين هذا العام في حين يجبر تهاوي النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود جراء فيروس كورونا شركات النفط والطاقة على تقليص استثماراتها.
وانخفض خام برنت 1.41 دولار بما يعادل 5.35% ليتحدد سعر التسوية عند 24.93 دولار للبرميل. والعقد منخفض نحو ثمانية في المائة هذا الأسبوع. وأغلق الخام الأميركي منخفضا 1.09 دولار أو 4.82% على 21.51 دولار. ونزل الخام الأميركي أكثر من 3% على مدار الأسبوع.
وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية، إنه في ظل لزوم ثلاثة مليارات شخص منازلهم، فإن الطلب العالمي على النفط قد يهبط 20% ، داعيا كبار المنتجين مثل السعودية إلى تقديم يد العون لجلب الاستقرار إلى أسواق الخام. لكن هذه الدعوات قد لا تكفي لإعادة ضبط السوق.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء «بلومبرغ»، أن خام النفط الثقيل الكندي أصبح رخيصا للغاية، حيث إن تكلفة شحنه إلى مصافي التكرير تتجاوز قيمة النفط نفسه، وهو وضع قد يتسبب في أن يوقف المزيد من منتجي الرمال النفطية عمليات إنتاجه.
وتراجع خام نفط غرب كندا في ألبرتا إلى رقم قياسي بلغ 5.3 دولار للبرميل يوم الجمعة، وفقا لبيانات «بلومبرغ» تعود إلى عام 2008، وهو أرخص من سعر كوب من مشروب «لاتيه بنكهة اليقطين» بمقاهي ستارباكس الأميركية.
ويعتبر الخام التركيبي (الصناعي) ، المنتج من ترسبات البيتومين المعروفة بالرمال النفطية، في وضع أكثر سوءا، إذ هوى السعر بنسبة 10% إلى 9.78 دولار للبرميل وهو الأدنى على الإطلاق.
وأصبح خام النفط الكندي الثقيل الآن يكلف أقل من السعر المدفوع من جانب شركة لها تعاقدات بعيدة الأمد لشحنه عبر نظامي نقل «إنبردج مينلاين» و«فلاناجان ساوث» إلى تكساس.
ويمثل هذا مشكلة بالنسبة لمنتجي الرمال النفطية مثل شركة «سينوفس إنرجي» التي لها التزامات لشحن 75 ألف برميل في اليوم عبر هذا النظام.
كما أن شركة «ميج إنرجي كورب» وهي منتج آخر للنفط الثقيل، لها تعاقدات لشحن 50 ألف برميل في اليوم، مع خطط للتوسع إلى 100 ألف برميل في اليوم في النصف الثاني من هذه السنة.
ق.إ