جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أكد القيادي والمكلف بالإعلام في “جبهة المستقبل”، رؤوف معمري أن حزبه “ليس غائبا عن الساحة بل حاضر ولكن بعيدا نوعا ما عن النشاط السياسي المعتاد لكون الوضعية التي تعيشه البلاد تقتضي من الجميع الانخراط في العمل التضامني والتوعوي، وهو ما يعكف عليه الحزب في الوقت الراهن والذي يتواجد العشرات من قياديه وإطاراته من الأطباء في الميدان”.
وقال معمري في تصريح لـ”الجزائر”: “ما تعيشه البلاد وما يعيشه العالم جراء تفشي وباء كورونا جعل كل مركبات المجتمع من أحزاب سياسية ومجتمع مدني وحتى الكثير من المؤسسات تتجه الى العمل التضامني والتوعوي لأن الحالة الاستثنائية التي نعيشها وما خلفته من تداعيات على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والصحي تستدعي تظافر كل الجهود والوقوف معا للتصدي لهذا الفيروس القاتل”، مشيرا إلى أن جبهة المستقبل “كرست كافة جهودها في العمل التضامني تماشيا ووضعية البلاد الراهنة بحيث قامت بأكثر من عمل تضامني وتوعوي على مستوى القيادة الوطنية من المكتب الوطني والكتلة البرلمانية للحزب بالإضافة إلى كل مكاتبنا على مستوى كل الولايات مع متابعة كل التطورات عن طريق التحاضر، وذكر: “أعطينا تعليمات لكل مكاتبنا ومناضلين بالقيام بعمل تضامني وتوعوي وهذا ما قامت به كل مكاتبنا، وأيضا قمنا بحث مناضلينا من أطباء على وضعهم تحت تصرف وزارة الصحة مع العلم أن جبهة المستقبل بها عدد كبير من الأطباء ليس لدي العدد بالضبط ولكن يمكن القول العشرات من الأطباء في مختلف التخصصات موجودون في الميدان بصفة تطوعية وحتى من كان في الإدارات أو أعمال حرة ويمكن إعطاء مثال من المنسقة الولائية لولاية سطيف التي تعمل في الصندوق الوطني للنشاط الاجتماعي كناس وهي طبيبة وضعت نفسها تحت تصرف مديرية الصحة لولادة سطيف والبروفيسور زيان بن عتو رئيس مصلحة بمستشفى تلمسان”.
وثمن معمري طريقة تسيير السلطات العليا للأزمة الصحية التي تمر بها البلاد جراء فيروس “كورونا” بالتأكيد أن القرارات الإستباقية التي اتخذتها الدولة لمواجهة هذا الوباء العالمي جنبت البلاد الوقوع في السيناريو الذي تعيشه بعض البلدان، كما أشاد بالموازاة مع ذلك بجملة القرارات التي اتخذها الرئيس مؤخرا خلال زيارته للمستشفيات على مستوى العاصمة والتي أعطت – على حد تعبيره- شحنة إيجابية ودفع معنوي للأطباء، وذكر: “نرى ان الدولة تقوم بواجبها على أكمل وجه في تسيير هذه الأزمة خاصة القرارات الصائبة والحكيمة التي أخذت من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منذ الوهلة الأولى وهذا ما ساعد بشكل كبير على التحكم في الوضع، بالإضافة إلى زيارته الأخيرة الى المستشفيات التي أعطت دفعا معنويا قويا للجيش الابيض الذي يقوم بمجهود جبار وهذا ما يجعلنا نثمن القرارات الاخيرة للرئيس والتي تقضي بتحسين الحالة الاجتماعية لعمال قطاع الصحة ومراجعة سلم الأجور الخاص بهم”.
وأبرز المتحدث ذاته، أن الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر اليوم “أبانت عن طينة الجزائريين المعروفين بهباتهم التضامنية وتكاثف الجهود وقت الأزمات وهي من الأمور الإيجابية التي عودنا عليها الشعب الجزائري”، مضيفا أن هذه الأخيرة أيضا “جعلتنا نقف على وضعية المنظومة الصحية والتي هي بحاجة لمراجعة وهو الأمر الذي كان رئيس الجمهورية قد شدد عليه”.
وإن غابت السياسية في الوقت الراهن بسبب الأزمة الصحية غير أن النقاش حول مشروع تعديل الدستور سيعود للواجهة بعد تجاوز هذا الوباء، وستوزع على الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية بعد أن قام رئيس اللجنة المكلفة بصياغة مقترات تعديل الدستور أحمد لعرابة، قد سلّم رئيس الجمهورية المشروع التمهيدي المتضمن لجملة مقترحاتها شهر مارس الفارط، بحيث أكد معمري في هذا الخصوص أن جبهة المستقبل “كانت السباقة لتسليم مقترحاتها الخاصة بتعديل الدستور وذلك خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحزب برئيس الجمهورية في إطار سلسلة المشاورات واللقاءات التي أطلقتها الرئاسة وذكر: “نحن كتشكيلة سياسية قدمنا مقترحات الحزب في ما يخص تعديل الدستور عند لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد رئيس الحزب أين أعطاه أهم مقترحات الحزب ونظرته للدستور الجديد، وذكر من بين المقترحات إنشاء دار للفتوى ومنصب مفتي الجمهورية والعمل على تعزيز الاستقلالية بين السلطات الثلاثة استقلالا تاما سيما السلطة القضائية والإبقاء على مجلس الأمة ولكن مع إعادة النظر في تشكيلته واختصاصاته مع إعطاء استقلالية كاملة لمجلس القضاء وتعويض المجلس الدستوري بمحكمة دستورية عليا”، وتابع: “ومن بين المقترحات أيضا مواصلة تبني النظام الشبه الرئاسي”.
هذا وعقدت جبهة المستقبل أمس، اجتماعا للمكتب الوطني بتقنية التحاضر عن بعد، تمت من خلاله مناقشة الوضع العام للبلاد وأهم القرارات الاخيرة المتخذة من طرف الدولة مع متابعة وتقييم عمل المكاتب الولائية بالتوصيات الأخيرة المكتب الوطني.
زينب بن عزوز