يقود الوزير الأول أحمد أويحيى، بداية من الفاتح سبتمبر2018، زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، وذلك للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني-الافريقي، الذي ينعقد بالعاصمة بكين، على مدار يومين تحت شعار “الصين وإفريقيا … نحو مجتمع أقوى بمصير مشترك” ،تريد الصين من خلاله تعيير وجه قارة أسيا.
و أسّست الصين رؤيتها على مشروع قديم عمره يزيد على ألفيْ سنة، الذي عرف باسم “طريق الحرير”، الذي كان ممتدا يمتد من الصين عبر آسيا الوسطى إلى شواطئ المتوسط، ومن هناك يمتد بحراً إلى أوروبا ،وسرعان ما أطلق الصينيون اسما جديدا لمشروعهم هو “مبادرة الحزام والطريق “.
وسيكون الوزير الأول، أحمد أويحيى، ممثلا للجزائر بمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، في قمته الثالثة، الذي تسعى الصين من خلاله إلى تعزيز شراكتها والدول الافريقية .
ومن المنتظر أن تسفر هذه القمة عن توقيع اتفاقية بين الطرفين ، تسمح للجزائر بالانضمام إلى الدول الموقعة على مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها بكين سنة 2013 وسمحت لها ببناء شبكات تجارية وبنى تحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا وما حولها، على طول ممرات طريق الحرير التاريخي العريق، من أجل تحقيق التنمية .
فمنذ جويلية 2018 ،وقعت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، ما وسع نطاق المبادرة من أوراسيا إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ومنطقة جنوب الباسيفيك…
ولعبت الممثلية الدبلوماسية الصينية بالجزائر، دورا بالغا في إقناع المسؤولين بالجزائر بجدوى الانضمام إلى مبادرة بكين،وذلك طيلة سنوات عديدة ،حيث تواصل السفير الصيني بالجزائر مع عدة وزراء، بنية توسيع عدد الدول المتعاونة في هدا المسعى التجاري.
ويعتبر انضمام الجزائر إلى مبادرة الحزام والطريق، حدثا هاما بالنسبة للبلدين، حيث ستمكّن الجزائر من نسج شبكة طرقات تربطها بالقارات وستتمكن بكين من توسيع حجم استثماراتها في القارة الإفريقية، وستكون الجزائر بوابتها الرئيسية لدخول القارة السمراء.
وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول للجزائر بحجم مبادلات بلغ خلال السنوات الأخيرة 180 مليار دولار،بعدما كانت لا تتجاوز 20 مليار دولار قبل 20 عاما.
وبلغت تعاملات الصين التجارية والدول الأفريقية نحو 170 مليار دولار خلال سنة 2017 بزيادة تقدر بنسبة 14 في المائة عن العام السابق بينما بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في أفريقيا 3,1 مليار دولار.
و توجد الجزائر ضمن البلدان الأكثر تعاملا مع الصين، التي تشرف شركاتها على مشاريع كبرى تخص السكن، الهياكل القاعدية والبنى التحتية.
وحسب تصريحات مسؤولين صينيين فان الاستثمارات الصينية في إفريقيا قد شهدت ارتفاعا سنويا يقدر بـ 20 بالمائة في السنوات العشرة الماضية ،و أن هناك 10.000 شركة صينية تعمل في المنطقة ثلثها ينشط في التصنيع الى جانب 30 بالمائة في قطاع الخدمات.
واتسمت العلاقات الجزائرية-الصينية بالاستقرار والمتانة عبر مختلف مراحل تاريخ الجزائر ،وعرفت انتعاشا وازدهارا خلال السنوات الأخيرة حيث تسجّل الاستثمارات رقما مرتفعا يقدر بـ6.2 مليار دولار في النفط والغاز والمناجم.
وتريد الصين مزيدا من مشاريع التنمية وفي مقدمتها قطاعات تركيب السيارات والالكترونيات والسياحة، وتراهن بكين على دفع سوق تركيب السيارات،التي تعرف تطورا منذ العام 2015 لمنافسة المتعاملين الفرنسيين والألمان والكوريين، إذ تسير الجزائر يخطى متثاقلة في مجال تركيب السيارات، بفعل نقص تجربتها في الميدان، وتعرض بكين جانبا كبيرا من التعاون لجعلها نقطة انطلاق للتصدير لبلدان أخرى في المنطقة، وهو الذي سيسهله انضمامها إلى مبادرة الحرير.
وستعرف القمة الصينية-الإفريقية، مشاركة قياسية لمختلف الدول الإفريقية وكذا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وأمين عام الاتحاد الأفريقي وممثلين عن 27 منظمة ومؤسسة مالية أفريقية ودولية.
ويهدف المنتدى إلى التوصل الى برنامج عمل مشترك يتم الالتزام به خلال الفترة من 2012 إلى 2019 .
رفيقة معريش
الرئيسية / الاقتصاد / بمناسبة القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي :
أويحيى ببكين للتوقيع على انضمام الجزائر لمبادرة الحزام والطريق
أويحيى ببكين للتوقيع على انضمام الجزائر لمبادرة الحزام والطريق
بمناسبة القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي :
الوسومmain_post