الخميس , سبتمبر 19 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / رغم الترويج المغربي للدعوة إلى الحوار مع الجزائر:
أويحيى لم يلتق محمد السادس بباريس

رغم الترويج المغربي للدعوة إلى الحوار مع الجزائر:
أويحيى لم يلتق محمد السادس بباريس

جلبت زيارة الوزير الأول احمد أويحيى إلى باريس ومشاركته في إحياء مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى انتباه الرأي العام الوطني من خلال الجدل الذي أثاره ما ورد في كلمته من استبدال كلمة الشهداء بالقتلى في وصف ضحايا حرب التحرير الجزائرية.

لكن هذه الحادثة أعمت أبصار الملاحظين حول السلوك البروتوكولي لوفدي الجزائر والمغرب خلال فترة الزيارة ولاسيما الوقفة التذكارية أمام قوس النصر بباريس.

فعلى عكس مؤتمر فرنسا وإفريقيا بأبيجان الذي شهد مصافحة مفاجئة من احمد أويحيى للملك المغربي محمد السادس أمام مرأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يشهد لقاء باريس أي احتكاك بين الجانبين الجزائري والمغربي ولم يبادر أحد منهما بأي عملية اتصال ولو كانت بروتوكولية اتجاه الآخر بالرغم من قرب موقعهما من بعض.

الأمر قد يكون عاديا ولا يلفت الانتباه لو لم تأت احتفائية باريس عقب خطاب “اليد الممدودة” للعاهل المغربي تجاه الجزائر وما أعقب ذلك الخطاب من محاولات حشد الدعم الدولي لهذه الدعوة المغربية التي واجهتها الجزائر بالصمت.

يبدو أن الأمر “جاد” هذه المرة ويتجاوز الجوانب البروتوكولية أو تلك المقتصرة على تبليغ تحيات نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إذ أن أي مبادرة من أويحيى لتحية الملك المغربي قد تكون محل تأويل بأنها بداية رد رسمي على دعوة الملك المغربي وقد يقوم الإعلام المغربي بالتسويق لها على أنها التفاتة رسمية من السلطات العليا الجزائرية تجاه دعوة المغرب التي اعتبرتها الجزائر في وقت قريب وعلى لسان مصدر ديبلوماسي أنها لا حدث.

ومن جانب آخر لم ترتب مصالح القصر الملكي المغربي أي لقاء مع ممثل الرئيس بوتفليقة في احتفائية باريس كتأكيد حسن النية والرغبة في فتح جسور الحوار بين البلدين لاسيما وأن المناسبة مؤاتية لأن تكون المبادرة أمام مرأى ومسمع كبار الرؤساء في العالم مثل دونلد ترامب وفلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل.

فهل فوت الملك محمد السادس على نفسه فرصة إظهار حسن النية والرغبة في تفعيل الحوار في مناسبة ثمينة مثل مناسبة باريس؟ أم أن للمخزن أجندة ومنافذ أخرى للذهاب بخطته إلى مداها.

وليس أدل على ذلك من العمل الذي يقوم به على جميع المستويات لإظهار الجزائر بمظهر الرافض ل”الحوار المباشر والصريح حول جميع المسائل” ومن الجهود الذي يبذلها الإعلام والديبلوماسية المغربيان للضغط على السلطات الجزائرية من أجل الخروج من دائرة الصمت. وآخر هذه التحركات ما أعلنه حزب العدالة والتنمية المغربي من أنه عازم للتحرك للقاء الأحزاب الجزائرية من أجل “تفعيل ما جاء في خطاب الملك”.

وتعد الجزائر السباقة إلى الدعوة منذ أكثر من عقدين إلى الدخول في حوار مباشر بينها وبين المغرب لحل القضايا الثنائية العالقة قبل اتخاذ القرار بفتح الحدود البرية بين البلدين مع ترك ملف الصرحاء الغربية في مكانه الطبيعي بين أيدي الأمم المتحدة لترتيب استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وكان المغرب في كل مرة يواجه الدعوات الجزائرية بالرفض.

خلاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super