انتهت الثلاثية “الموازية” التي عقدها جبهة التحرير الوطني بردا وسلاما على الوزير الأول أحمد أويحيى الذي قيل أنه هو المعني والمهدد بهذه الثلاثية ” المقلدّة ” بما أن جمال ولد عباس عبر في النهاية عن دعمه لأويحيى وأن “الأفالان” لا يرى اللقاء قد أضر بمصالح البلاد الاقتصادية الإستراتيجية. ما دفع البعض للتساؤل عن دوافع ولد عباس لمهاجمة أويحيى بعد تنظيمه للثلاثية إذا كانت ستنتهي ثلاثيته ببيان مساندة لقرارات الحكومة التي أمضاها الوزير الأول مع المركزية النقابية ومنظمة منتدى رؤساء المؤسسات ؟.
قيل الكثير عن الجدل الدائر بين ” الأفالان ” و”الأرندي” حول الثلاثية المنعقدة مؤخرا، بين الحكومة، الإتحاد العام للعمال الجزائريين، ومنتدى رؤساء المؤسسات إضافة إلى ” الثلاثية ” التي استدعاها جمال ولد عباس إلى مقر حزبه، حيث انتهت ببيان يدعم ميثاق الإتفاق والشراكة بين القطاع العام والخاص الذي انتهت إليه الثلاثية “الرسمية”. أمر جعل البعض يصفون خطوة ولد عباس بالمثل العربي الشهير ” تمخض الجبل فولد فأرا ” ما يدحض كل القراءات السابقة التي أكدت وجود نية من طرف جمال ولد عباس ومن وراءه حزبه ” الأفالان ” صاحب الأغلبية البرلمانية ومن وراءهم كذلك جهات في السلطة تريد “سحب البساط” من الوزير الأول أويحيى وإعادته لجبهة التحرير الوطني، وربما لشخصية أخرى من خارج أحزاب الموالاة التقليدية كوزير الطاقة الأسبق شكيب خليل الذي يظل متنقلا بين الولايات عارضا أفكاره وتحاليله الاقتصادية المناقضة لتوجهات الوزير الأول أحمد أويحيى، للظهور بمظهر المسؤول المتقرب من هموم الشعب الذي ضاق ذرعا بإجراءات قانون المالية 2018 التي حتمت على المواطن البسيط زيادات معتبرة في العديد من المواد الأساسية في ظل أزمة مالية حادة تعيشها البلاد، ما جعل أويحيى كالعادة في مواجهة صورته النمطية أمام الجزائريين.
وهناك بعض النقاط تشير إلى تفاهم تام بين جمال ولد عباس وأحمد أويحيى تجسيدا لما يسميه الأخير ” العلاقة الإستراتيجية ” التي تربط الجهازين السياسيين للدولة “الأفالان” و”الأرندي”، في الوقت الذي يظهر للكثيرين أن الرجلين في حرب مفتوحة بخصوص موعد الرئاسيات المقبلة سنة 2019. ولكن لا يخفى على أحد أن كل من ولد عباس وأويحيى قد كشفا عن دعمهما لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، وأن ” الأفالان ” و”الأرندي” مجندان لإنجاح العهدة الخامسة في حال إطلاق صافرة انطلاق العرس. حيث أن هناك نائب من جبهة التحرير الوطني وهو بهاء الدين طليبة أعلن توجهه نحو تشكيل لجان مساندة شعبية للعهدة الخامسة، في الوقت ذاته قال شهاب صديق الناطق باسم ” الأرندي ” أن الحزب ” سيدعم الرئيس بوتفليقة في حال قرر الترشح لعهدة جديدة لأن المساندة ليست موضوع مساومة ” ما يبين التوجه المشترك للحزبين بخصوص معركة 2019. من جهة أخرى، خرج الحزبان اللذان يقودان الجهاز التنفيذي إلى إعلان في وقت واحد تقريبا أن الحكومة الحالية سيتم المحافظة عليها ولن تشهد تعديلا جزئيا كما يتم الترويج إليه.
وبخصوص ” الثلاثية المقلدة ” التي جمعت سيدي السعيد وعلي حداد في مقر “الأفالان” فإن “الأرندي” قرأ نهايتها بـ ” المهمة ” بما أنها خرجت ببيان رسمي مدعم لإجراءات حكومة الوزير الأول أحمد أويحيى، وبالتالي ما الفائدة من ذهاب ولد عباس لتنظيم هذه ” الثلاثية ” إذا كانت ستنتهي ببيان ينوه بأويحيى وبالرئيس بوتفليقة، اللهم إلا إذا كانت في إطار تجديد الولاء تحسبا واستعداد لاستحقاقات سياسية مقبلة. ولكن حسبما هو ظاهر من ” النيران ” التي طالما أرسلها ” الأفالان ” اتجاه أويحيى منذ أن كان عمار سعداني على رأس الحزب هي في الأساس ذات هدفين أولا إضعاف أويحيى سياسيا وكبح طموحه الرئاسي وثانيا دعوة الرئيس بوتفليقة إلى منح قيادة الحكومة لجبهة التحرير الوطني الأمر الذي دفع الوزير الأول السابق عبد الملك سلال للدخول في الصف وطلب بطاقة انخراط في الجبهة.. لكن ما يمكن قوله أن أويحيى بالرغم من كل الانتقادات التي ظل يتعرض إليها من طرف سعداني أو ولد عباس تعامل مع الأمر ببرودة تامة ورفض الدخول في ” حرب ” مع الشريك السياسي الأول لـ “الأرندي”، واصفا الأمر بأنه أصبح كالتمساح الذي لا يحس بأي شيء يمر على جلده منذ أن تقلد أعلى المناصب في الدولة.
إسلام كعبش
وجهان لعملة واحدة في دعم برنامجه:
الوسومmain_post