خرج الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي احمد أويحي أمس عن صمته ووضع حدا لجملة التأويلات التي أعطيت لصمته حيث لم ينطق ولا بكلمة لاعن تعيين عبد المجيد تبون وزيرا أولا ولا عن التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية بعده بيوم واحد ليعلن أمس دعمه لتبون وطاقمه الحكومي ويحيي سلفه عبد المالك سلال مؤكدا في الوقت نفسه أن الجزائر بحاجة لأكثر من أي وقت مضى إلى العمل من أجل تقهقر الديماغوجبة والشعبوية.
واعتبر أويحيى في كلمته الافتتاحية خلال انعقاد الدورة العادية الثالثة للمجلس الوطني أن التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية جاء ليعطي نفسا جديدا لتسيير شؤون البلاد وذكر:”نعتقد أن التعديل الحكومي الأخير الذي قام به رئيس الجمهورية جاء ليعطي نفسا جديدا لتسيير شؤون الدولة والبلاد ونتوجه باسمكم وباسم مناضلي الحزب بخالص التحية والشكر للطاقم الحكومي المغادر ونهنئ الأخ الوزير الأول الجديد عبد المجيد تبون وطاقمه الحكومي متمنيا لهم النجاح الكامل ومعلنا لهم مسبقا على دعم حزب التجمع الوطني الديمقراطي لها .
تشريعيات الرابع ماي نزيهة
وعاد أويحيي للحديث عن تشريعيات الرابع ماي الفارط ليؤكد أنها نظمت على ضوء الإجراءات والأحكام الدستورية الجديدة سيما منها تأسيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الإنتخابات مبرزا في السياق ذاته أنها مرت في ظروف محترمة وهو الأمر الذي أكدته – على حد تعبيره – الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات وأقرّ به المراقبون الدوليون الذين قدموا للجزائر لمتابعة العملية و أضاف أن التجمع الوطني والنتائج التي حققها تعد انتصارا بعد أن استطاع حصد 50 بالمائة من المقاعد والظفر بالمرتبة الأولى في 25 ولاية والمرتبة الثانية في 17 ولاية وتعهد بالموازاة مع ذلك أن يجسد الحزب برنامجه الإنتخابي.
نسبة المشاركة الضعيفة لا تطعن في شرعية البرلمان
كما عرج أويحيى على نسبة المشاركة التي شهدتها تشريعيات الرابع ماي الفارط ليدرجها هو الأخر في خانة الضعيفة غير أنها لا تمس بشرعية البرلمان كما ذهب إليه أحزاب المعارضة مبررا قوله هذا بأن عديد البرلمانات الأوروبية وعلى رأسها البرلمان الأوروبي الذي انتخب بأقل من 40 بالمائة غير أنه و لا واحد طعن في شرعيته كما يحدث عندنا – على حد تعبيره – و ذكر:” يبقى أن نسبة المشاركة للناخبين كانت ضعيفة وهذا أمر يستوقف الجميع وخاصة التيار الوطني نقول أن هذه النسبة الضعيفة للمشاركة لا تطعن في شرعية المجلس الشعبي الوطني المنتخب كما يحاول زرعه م بعض الأطراف هنا وهناك وإذا نحتاج دليلا نذكر في أوربا عددا كبيرا من البرلمانات وعلى رأسها البرلمان الأوروبي انتخبوا بأقل من 40 بالمائة من نسبة المشاركة وفي نفس الوقت نقول إن ضعف مشاركة الناخبين تعود إلى إنشغالات مواطنينا وتعود أيضا للآثار الأولية للأزمة الاقتصادية “غير أن تبريرات أويحيى لم تتوقف عند البرلمان الأوربي وتجاوزها لربط الأمر بتذمر المواطنين أمام مشاكلهم اليومية منها البيروقراطية وانحرافات اجتماعية أخرى والصورة السلبية التي رسمها المواطن عن النائب.
ندعم الرئيس وكفانا تشكيكا في إنجازاته
وجدد الرجل الأول في الأرندي دعمه لرئيس الجمهورية عبد العزبز بوتفليقة مشيدا بإنجازاته و التنمية التي عرفتها البلاد في عهده منتقدا المعارضة التي لازالت تشكك في ذلك و تحاول الاستثمار في الأزمة و قال:” التجمع الوطني الديمقراطي يجدد دعمه المطلق لرئيس الجمهورية عبد العزبز بوتفليقة عرفت الجزائر قطع خطوات هامة في كل مجالات التنمية من ملايين السكنات الموزعة وملايين مناصب الشغل المنجزة إلى آلاف الهياكل التي دشنت في جميع الميادين هذه كلها إنجازات إجتماعية لشعبنا لقد عرفت الجزائر كيف تصل إليها في عشريتين وفي ظل السلم والسلام بفضل المصالحة الوطنية”وأضاف :” هذه الإنجازات كلها التي سجلتها الجزائر خلال 10 سنوات هي أدلة ووقائع لكل الأصوات المشككة وتريد استغلال الأزمة الحالية بخلق بلبلة في البلاد وتجعل من هذه المشاكل حجج سياسوية. ”
الجزائر لن تتخلى عن سياساتها الاجتماعية
وفي الشق الاقتصادي أكد أويحي أن الجزائر تتخبط في أزمة مالية صعبة تقتضي تظافر جهود الساسة والنقابات وأرباب مع السلطات العمومية للخروج بإجماع إجماع وطني واقتصادي واجتماعي وطمأن على أن الجزائر ورغم الأزمة سوف لن تتخلي عن سياساتها الاجتماعية والتي خصصت لها ميزانية 18 مليار دولار في قانون المالية 2017 وهو ما اعتبره بالدليل على ثبات الدولة في خط بيان أول نوفمبر 1954 و الذي نجد فيه جذور السياسية الاجتماعية والتضامن الوطني وحذر بالموازاة من ذلك من التحديات الأمنية التي تواجهها الجزائر بالقول :”حدودنا حزام من النار من جراء الأزمات التي لا تزال قائمة في بعض الدول”.
زينب بن عزوز