تجتمع أحزاب الموالاة بحر هذا الأسبوع وفقا لما أعلن عنه الوزير الأول احمد اويحيى خلال اللقاء الأخير الذي جمعه بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس.
وسيكون هذا اللقاء حسب ما وصفه الوزير الأول طبيعيا وتشاوريا مع أحزاب الموالاة، حيث ينتظر أن يناقش الوزير الأول مع شركاء الحكومة المستجدات على الساحة السياسية وظروف الدخول الاجتماعي إضافة إلى التدابير الجديدة التي ينتظر أن يتضمنها قانون المالية لعام 2019 لاسيما مراجعة سياسة الدعم الاجتماعي كما ينتظر أن يتطرق إلى المسائل السياسية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية المقبلة من منطلق أن التكتل يتجاوز طابعه الحكومي إلى تحالف رئاسي استراتيجي لاسيما بين حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. . وتتزامن برمجة هذا اللقاء مع التحركات المكثفة للأحزاب الموالية التي عقدت سلسلة من اللقاءات لتنسيق المواقف، وهذا تحضيراً لتجمّع جماهيري مقرر في سبتمبر لدعوة الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة، وهي محاولة لتجاوز مبادرات سياسية متعلقة بهذا الصدد أطلقتها المعارضة.
وفي هذا السياق يحضر 17 حزبا من الموالاة أبرزها حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية و10 تنظيمات عمالية ونقابية لتنظيم تجمع ضخم في العاصمة الجزائرية في 28 سبتمبر المقبل والذي يتزامن مع الذكرى الـ13 لإطلاق بوتفليقة مبادرة قانون السلم والمصالحة الوطنية في عام 2005، باعتباره أبرز منجز سياسي حققه بوتفليقة خلال عهداته الرئاسية الأربع منذ عام 1999، وهذا للإعلان عن ترشيحها الرسمي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة في الانتخابات المقررة ربيع 2019، قبل خمسة أشهر من موعد الانتخابات.
للإشارة فقد كان هناك لقاء مماثل العام الماضي وكان هو الأول من نوعه، تزامن مع عشية عرض مخطط الحكومة على البرلمان، اين عقد الوزير الأول لقاء مغلقا بمقر الوزارة الأولى، مع كل من الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب، والأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، ورئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس.
ولم يعرف عن فحوى اللقاء سوى انه ارتبط بموضوع مشروع قانون المالية، حتى أن تصريحات قادة الأحزاب الأربعة لم تخرج عن هذا السياق، عقب ختام اللقاء.
ومنه يجوز التساؤل حول المغزى الفعلي المرتقب من خلال خطوة أويحيى، والأيام المقبلة، وقادم المناسبات هي التي من شأنها توضيح الفحوى الفعلي لهذه اللقاءات، وما إن سيتبين أنها ستؤول إلى مسار ما، من غير ما يسوق لها حتى الآن.
نسرين محفوف