الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / توقعات بارتباك في الأسبوع الأول وعودة التنظيم باقي الأسابيع:
أي نفَس للحراك في رمضان؟

توقعات بارتباك في الأسبوع الأول وعودة التنظيم باقي الأسابيع:
أي نفَس للحراك في رمضان؟

يعود شهر رمضان على الجزائريين هذه السنة، والبلاد تعيش ظرفا حساسا ودقيقا، تتسارع فيه التطورات والأحداث، ويزداد معها تمسك الشعب بمسيراته السلمية وبالحراك ومطالبه، غير أن تساؤلات كثيرة تطرح حول مصير هذا الحراك خلال هذا الشهر، هل سيتمر بنفس الوتيرة وأن الشهر الفضيل سيعطيه دفعا أكثرا أم العكس، وهل سيكون الشهر وسهراته فرصة لتحويلها من سهرات رمضانية للفكاهة والترفيه إلى سهرات رمضانية للجد والبحث عن حل لازمة البلاد وفتح فضاءات واسعة للنقاش، أن المسار سوف يتجه فيه إلى التهدئة إلى ما بعد العيد.
رغم الشعارات التي يحملها المتظاهرون خلال الجمعات الماضية التي سبقت قدوم شهر رمضان والمتعلقة بالدعوة للاستمرار في الحراك والتظاهر بنفس الوتيرة خلال الشهر الفضيل، و على اعتبار أن “مشقة” الصوم لن تكون حائلا و عائقا أمام المتظاهرين لمواصلة مسيراتهم السلمية والمطالبة بالتغيير المنشود، غير أن تساؤلات كثيرة تطرح أن كان بالإمكان فعلا الاستمرار بنفس الوثيرة التي عرفتها المسيرات والمظاهرات منذ بداية الحراك في 22 فيفري الماضي، في ظل مشقة الصوم وتغير الجو وارتفاع لدرجة الحرارة، والتخوف من عدم تمكن مواطني الولايات للتنقل إلى العاصمة للانضمام للمتظاهرين بها كما حدث في الجمعات الماضية بسبب التقاليد الرمضانية والرغبة في الإفطار مع الأهل، وقد يكون هذا أحد العوامل التي قد تضعف الحراك في العاصمة بالخصوص، لكن من جهة أخرى قد تعطي قوة للحراك في الولايات الأخرى في حال ما لم يجهد الصيام المواطنين.
غير أن شهر رمضان قد يعد فرصة مواتية لاستغلال سهراته للنقاش والتشاور فيما بين المواطنين حول الأزمة، وتحويل تلك السهرات من الفكاهة والترفيه لسهرات جادة للحوار، وهذا ما يراه الأكاديمي والمختص في علم الاجتماع السياسي ناصر جابي، الذي يرى في مقال نشره على صفحته الرسمية على الفايس بوك، أن المواطنين قرروا خلال الاستمرار في حراكهم بمناسبة سهرات رمضان الطويلة التي سيحولونها إلى فرصة للقاء والحوار والتشاور، في ما بينهم، والتأكيد على مطالبهم السياسية التي لم يحققوا إلا جزءا بسيطا منها لغاية اليوم، تمثل في إفشال العهدة الخامسة وفتح ملفات الفساد التي مست بداية هذا الأسبوع وجوها كبيرة كشقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، ومدير المخابرات الأسبق توفيق مدين، ولا يريد الجزائريون مقايضتها بمطالبهم السياسية التي لا يحيدون عنها. فالجزائريون –يقول جابي-مصرون على استغلال سهرات شهر رمضان للتأكيد على أنهم ما زالوا مصرين على مطالبهم، عكس ما ينتظره منهم من يعول على ضعف تجنيدهم وفتوره في شهر رمضان، للانقضاض على هذا الحراك الشعبي. حراك يصر الجزائريون على إنجاحه خلال شهر رمضان بالعودة إلى قيم التضامن التي غابت عنهم في السنوات الأخيرة، بالإكثار من الإفطار الجماعي والتواجد في الشوارع والساحات العامة، تأكيدا لالتزامهم بمطالبهم التي خرجوا من أجلها في 22 فيفري .
أما أستاذ علم الاجتماع السياسي نور الدين بكيس، فيقول أن أهم شيء نلمسه أننا أمام ظاهرة جديدة وهو الحراك، و بالتالي نحن كأكاديميين وباحثين وحتى كمواطنين نتلقى أشياء جديدة تحدث في المجتمع، ويرى انه”صحيا وطبيعيا” فالحراك متوقع له أن يتراجع في رمضان، نتيجة مشقة الصوم، والترتيبات العائلية والمهنية، وهو ما يجعل الحفاظ على نفس “رثم” الحراك صعبا، رغم انه سيكون هناك محاولات للصمود.
وتوقع بكيس أن يكون هناك ارتباك وفوضى في الحراك في الأسبوع الأول من رمضان ، وهذا أمر طبيعي، نظرا لعدة أسباب أولها انه لما تكون أمام حراك لا عقل محرك له، يبلور فكرة طريقة الاحتجاج برمضان سيكون هناك ارتباك عكس لما يكون هناك قائد له سيتم الفصل في الطريقة، ثانيا أن الجزائريين بطبيعتهم يحتاجون لبعض الوقت للتأقلم مع رمضان، وبالتالي فاعتقد-يقول المتحدث ذاته- فستكون هناك ارتباك، وسوف يكون هناك توجيه حسب طبيعة كل منطقة ولاية، غير أن هذا في الأسبوع الأول، و بعدها سوف يعرف تنظيما وبحثا عن آلية تساعده على التأقلم والصمود وسيتم المحافظة على مسيرات الجمعة، خصوصا وأن الأغلبية من الشعب ترفض المظاهرات الليلية نظرا لخطورتها ولأنها لا تستطيع إيصال الرسالة كما يريد لها أصحابها.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super