حركت صور جثث مئات الحرقة المنتشرة على سواحل الوطن، السلطات العليا في البلاد التي أعلنت أمس عن إجراءات جديدة لمحاربة ظاهرة منها تخصيص 40 بالمائة من السكن الاجتماعي للشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة هذا وسيتم إطلاق حملة وطنية تحسيسية لتركيز على خطورة الظاهرة.
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أن تنامي ظاهرة الحرقة في بلادنا أدى لاعتماد سياسة توافق الشباب لدخول عالم الشغل وذلك من خلال دعم المشاريع الاستثمارية التي سمحت لعديد من الشباب من تحقيق أهدافهم.
وقال بدوي، أمس خلال افتتاحه أشغال المنتدى الوطني حول ظاهرة “الحرقة” أنه تم اتخاذ جملة من الحملات التحسيسية لتركيز على خطورة الظاهرة، وأكد أن هذه الإجراءات تحفيزية ووقائية سطرت لمواجهة الظاهرة منها إنشاء مناطق صناعية للشاب من أجل إدماجهم في الحياة الاقتصادية وكذا الاستفادة من برامج السكن كتخصيص 40 بالمائة من السكن الاجتماعي للشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة وتوفير مناخ ملائم لتوفير فرص العمل وتخفيف من معدل القروض الذي تطبقه البنوك والمؤسسات الخاصة بخصوص الشباب ذوي المشاريع وتخفيض نسبة الفوائد بنسبة 100 بالمائة.
هذا وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أن شبكات التواصل الاجتماعي تساهم في ظاهرة “الحرقة” وأوضح الوزير أن هذه الوسائط تلعب في الترويج وتغليط الشباب بأكاذيب وقصص منسوجة، مما تدفعهم لهذا المصير المجهول، وما زاد الأمر تعقيدا تلك الأغاني التي يتم تداولها بين الشباب المحرض، يضيف الوزير، واعتبر بدوي أن الفن بكل صوره رسالة للحياة ورسالة للأمل، ليس كما يروج لتلك الأغاني التي تساهم في هذه الظاهرة مضيف ” الأغاني التي يؤديها بعض شبابنا تجدها مليئة بالإحباط لا يدرك أصحابها خطورتها، وكم روح تفقد بسببها لذلك ندعوهم للتعقل.”
هذا وكشف الوزير أنه تم إجراء دراسات من طرف وزارة الداخلية، وأكدت أن الهدف من تفشي ظاهرة الحرقة في الجزائر لا يتعلق بظروف اقتصادية فقط.
وبلغة الأرقام، كشف وزير الداخلية عن تقديم 344 شخص أمام القضاء سنة العام الماضي 24 منهم أدينوا بالسجن النافذ، بتهمة تهريب البشر، كما أعلن عن فقدان 96 جزائريا، خلال رحلات الهجرة غير الشرعية، المنظمة عبر البحر، خلال نفس السنة وكشف عن إحصاء أزيد من 51 صفحة عبر مواقع التواصل، تحرض على الحرقة، وتستغل هذا الفضاء لنشر البؤس والإحباط وأكد في هذا الخصوص، أنه تم إعداد ملفات قضائية، لمتابعة أصحاب هذه الصفحات أمام العدالة.
انتشال 119 جثة “حراق” خلال سنة 2018
هذا وكشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، عن تسجيل 119 حالة انتشال لجثث أشخاص حاولوا الهجرة غير الشرعية وأكد أن هؤلاء الضحايا أغلبهم لم ينطلقوا من الجزائر العاصمة، وأوضح الوزير أن الجزائر منذ بداية الألفية عملت على التكفل بظاهرة “الحرقة” وهذا من خلال سلسلة من الإجراءات، حتى يكون هناك ضمان أحسن للتحكم في هذه الظاهرة السلبية غير أن هناك عوامل متجددة يؤكد بدوي ومتشابكة جعلتها تتفاقم سنة بعد سنة، تجعل الأهداف المرسومة لمعالجتها أكثر تعقيدا وطالب بدوي ببذل المزيد من الجهود لأن السلطات لوحدها لا تكفي، وعلى الجميع تضافر الجهود والتكاتف معا من أجل وضع حد لها بمقاربة شاملة يكون لكل طرف دوره.
رزاقي.جميلة