خلق منح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وسام بدرجة “عشير” من مصاف الاستحقاق للممثل عثمان عريوات وكذا الفنان الراحل قدور درسوني، ارتياحا واسعا في الوسط الفني والثقافي وحتى في الأوساط الشعبية، والذي ابانته مختلف التعليقات عبر وسائط التواصل الاجتماعي، خاصة وأن عثمان عريوات حجز مكانة كبيرة في قلوب الجزائريين لم تختف منذ مدة طويلة رغم انسحابه من الساحة الفنية بسبب تردي الأوضاع، أما عميد الموسيقى الأندلسية المعروفة باسم “المالوف” قدور درسوني فلطالما أثرى هذا الطابع الفني الذي تعرف به قسنطينة، خاصة بعد استقلال الجزائر.
ويعتبر عثمان عريوات من وجوه الجيل الثاني للسينما الجزائرية حيث أن بروزه كان في بداية التسعينات من القرن الماضي وازدادت شهرته بعد وفاة الفنان عبد الرحمان وحسن الحسني لكونه أراد الاقتراب من نموذجه في التمثيل باختيار الشخصية الريفية وخاصة في فيلم الطاكسي المخفي 1989 لبن عمر بختي وبالرغم من نحافة جسم عريوات فقد استطاع اتقان تشخيص البطل الشيخ بوعمامة على الشاشة وهو زعيم تاريخي تعود إليه زعامة ثورة 1881-1882 الشهيرة في التاريخ الجزائري المعاصر، وكان ذلك من خلال فيلم بوعمامة للمخرج بن عمر بختي والمنتج في عام 1984 وقد تحصل سنة 1985 على ميدالية ذهبية خلال الاسبوع الثقافي بالاتحاد السوفياتي انذاك….
أما قدور درسوني فأظهر ولعه بفن المالوف منذ الصغر وأكد هذا الشغف بعد الاستقلال، بعد أن انضم إلى جوق محمد الطاهر الفرقاني ثم بعدها قام بتأسيس تكوينه الخاص مع جمعية المستقبل الفني بقسنطينة، وفي نهاية الستينات كان قائد اوركاستر بالاشتراك مع فرقة عبد المؤمن بن طوبال. ومن سنة 1970 إلى غاية سنة 1990، عمل مدرسًا في المعهد البلدي لقسنطينة وأثّر في أجيال الموسيقيين الجدد.. وفي التسعينات أصبح عضو إدارة الجمعية الوطنية لحماية الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، ليعين سنة 1999 مديرا تقنيا مكلفا بنشر نوبات المالوف وتسجيلها لدى الديوان الوطني لحقوق التأليف بقيادته للجوق المتكون من عبد المومن بن طوبال، محمد الطاهر الفرقاني و حمدي بناني… الفنان رحل عن الدنيا في أفريل 2020.
وكان قد وقع الرئيس عبد المجيد تبون المرسوم وصدر في العدد الاخير من الجريدة الرسمية، جاء فيه يمنح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يمنح وساما بدرجة عشير للممثل عثمان عريوات، يمنح رئيس الجمهورية يمنح وساما بدرجة عشير للفنان الراحل قدور درسوني
وقد سبق وأن نال وسام عشير في 2017، ثلاثة فنانين وافتهم المنية، وهم مغنية الطبع الشاوي حسينة لعوج “زوليخة”، وفنان الراي حسني شقرون (الشاب حسني)، وكذا مطرب الأغنية الشاوية علي ناصري “كاتشو”…، كما كان قد أسدى الوزير الأول عبد العزيز جراد، مؤخرا باسم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وسام “عشير” بعد الوفاة من مصف الاستحقاق الوطني، لثلاث ضحايا لوباء كورونا من السلك الطبي وهم الأستاذ سي أحمد مهدي والدكتورة بوديسة وفاء وسائق سيارة الاسعاف طالحي جمال، بالإضافة إلى الراحلة عائشة باركي رئيسة جمعية “اقرأ”.
ووسام الاستحقاق بدرجة “عشير” يدخل ضمن مصف الاستحقاق الوطني، وهذا الاخير يعد وسام استحقاق وضع في حيز التطبيق في 2 جانفي 1984، والذي يأتي اعترافا بالخدمات الجليلة المقدمة للوطن… يستهدف أيضا المواطنين الذين ساهموا عن قرب أو بعد في رفع مكانة الوطن وتعزيزه.
صبرينة ك