جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
انتقدت شخصيات جزائرية محسوبة على التيار الإسلامي التجاوزات التي ارتكبها نظام السيسي في حق المرشد العام السابق في تنظيم الإخوان المصريين مهدي عاكف، واعتبرت وفاته وظروف دفنه تجاوزا للخطوط الحمراء.
نددت عدة شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي في الجزائر بالظلم الذي مارسه النظام المصري في حق المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، وفي مقدمتهم عبد الرزاق مقري وحسن عريبي وعبد المجيد مناصرة وبوجمعة عياد وسعيد مرسي.
واستنكر المتحدثون أوامر السلطات المصرية بمنع دفن المتوفي في جنازة عامة يحضرها المصريون، كما منع النظام دفنه نهارا.
وندد إسلاميو الجزائر الذين تربطهم علاقات وطيدة مع المرشد العام السابق، بالاضطهاد الذي تعرض له الشيخ إلى حين وفاته التي كانت مساء يوم الجمعة المنقضي. وكانت قد ألقت الجهات الأمنية عليه القبض في جوان 2013، عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وخلال السنوات الأربع التالية للقبض عليه تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية تحدثت عن إصابته بانسداد في القنوات المرارية والسرطان، ولم تستجب هيئة المحكمة لعشرات الطلبات من هيئة الدفاع بالإفراج الصحي عنه.
وكانت عائلة الشيخ قد تحصلت بصعوبة على ترخيص لإخراجه من السجن لغرض العلاج، وتوفي خلالها بعد تفاقم حالته الصحية.
بوجمعة عياد:
ليست المرة الأولى والأخيرة التي تنتهك فيها مصر حقوق الدعاة
كشف بوجمعة عياد، أحد أبرز القياديين والدعاة الإسلاميين في الجزائر، أن النظام المصري تجاوز الخطوط الحمراء، وليست هي المرة الأولى والأخيرة التي يعتدي فيها على حرمة الناشطين والدعاة، وانتقد المتحدث بشدة إقدام السلطات المصرية على دفنه ليلا دون حضور أحد لمنع أي تعاطف أو انتفاضة شعبية قد تنجر عن ذلك.
وأضاف عياد أن المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين قد قضى سنوات طويلة من عمره في سجون النظام المصري تقدر ب 27 عاما إلى أن توفي في آخر قضية بالسجن.
وهنأ عياد المرشد العام السابق بالشهادة، التي تحسب على النظام المصري الجائر.
وكشف المتحدث أن سلوك هذا النظام يدل على ضعفه وتخوفه من الدعوة التي كان الشيخ يجهر بها. ودافع عياد عن شخصية مهدي عاكف الذي كان صامدا ومتحديا لظلم نظام السيسي، وأضاف أن مثل هذا الرجل خسارة للعالم الإسلامي وأنه كان يتطلع لزيارة الجزائر قبل أحداث الثورة التي عرفتها مصر لكن اعتقاله وسجنه حالا دون ذلك.
سعيد مرسي:
ظروف وفاة الشيخ مهدي عاكف شكلت صدمة كبيرة
كشف سعيد مرسي أحد القياديين الإسلاميين البارزين في الجزائر أن ظروف وفاة المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف بالسجون المصرية ومنع دفنه نهارا بحضور المواطنين شكل صدمة كبيرة للرأي العام .
وأضاف مرسي أن المحامين والأطباء قد ناشدوا السلطات في عديد المرات للإفراج عنه لكن الداخلية المصرية لم تستجب لهم إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية.
وقال المتحدث إن النظام المصري فريد في جبروته وظلمه، وقارن مرسي بين النظامين الجزائري والمصري واصفا معاملة الجزائر للإرهابيين بالرحيمة في تدابير المصالحة والرحمة، مقارنة بمعاملة النظام المصري لدعاة من طينة مهدي عاكف الذي لقي الموت على يد النظام في السجون.
وانتقد ذات المتحدث بشدة قرار منع دفنه في مقبرة عائلته والترخيص له في إحدى مدافن الأقارب في جنح الظلام دون حضور أحد وبمرافقة رجال من الأمن.
وكشف سعيد مرسي أن النظام المصري بهذا قد أثبت أنه يمنع الحوار وهو ما سيولد مستقبلا مزيدا من المخاطر على استمراره.
عبد الرزاق مقري:
النظام المصري استبدادي وفاقد للشرعية
من جهته انتقد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري استبداد النظام المصري واعتبره جائرا حتى في الترخيس بالجنائز.
وكشف مقري أن هذا النظام قد ارتأى هذا الحل حتى يمنع أية حركة احتجاجية قد تندلع خلال الجنازة.
وهاجم المتحدث نظام السيسي ووصفه بالفاقد للمصداقية والشرعية وأنه نظام يستفيد من معونات أجنبية معارضة لتنظيم الإخوان.
المتحدث الإعلامي باسم الإخوان أحمد سيف الدين:
جماعة الإخوان تحمل نظام السيسي المسؤولية
استنكر المتحدث الإعلامي باسم الإخوان أحمد سيف الدين “منع أجهزة الأمن من تنظيم صلاة الجنازة، وإجبار أسرته على دفنه ليلا بدون جنازة، وهو ما تعتبره الجماعة إمعانا في التنكيل بالشهيد المجاهد”.
وحملّت الجماعة -في بيان- السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن وفاة مرشدها السابق، لإصرارها على “حبسه والتنكيل به رغم مرضه وتقدم عمره فتعمدت قتله”.
واعتبر المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي أن “وفاة عاكف قتل ممنهج وجريمة مكتملة الأركان”، مؤكدا أن جماعته لن تلجأ للعنف انتقاما له.
ودعت الجماعة “أبناء الحركة الإسلامية وجميع الأحرار داخل مصر وخارجها لصلاة الغائب على مرشدها السابق”، كما وجهت مكاتبها في الداخل والخارج إلى تنظيم صلاة الغائب على عاكف، الذي قالت إنه استشهد مُصارعا للمرض في السجن.
من جانبه، قال إبراهيم منير نائب المرشد العام في في بيان آخر إن جماعة الإخوان ستقيم عزاء لعاكف الأحد المقبل في أحد الفنادق الكبرى بإسطنبول.
وودع عاكف الحياة وهو محبوس بسبب قضية واحدة، وهي المعروفة باسم “أحداث مكتب الإرشاد”، وحصل على حكم بالمؤبد (25 عاما)، وألغته محكمة النقض في جانفي الماضي، وتعاد محاكمته من جديد.
وكانت الأجهزة الأمنية بمصر ألقت القبض على عاكف في جوان 2013، عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
رفيقة معريش