ثمن خبراء مختصون في السلامة المرورية قرار مشروع مرسوم تنفيذي يحدّد كيفيات تعليم القواعد الخاصة بحركة المرور والأمن في الطرق داخل المؤسسات التربوية، معتبرين ذلك بأنه “خطوة إيجابية” لحل ظاهرة حوادث المرور.
وجاءت هذه الخطوة بعد تسجيل حوادث مرور مأساوية وقياسية عبر كل مناطق الوطن في الأشهر الأخيرة، بالإستناد إلى الأرقام والإحصائيات الصادرة عن الحماية المدنية وكذا مصالح الشرطة والدرك الوطني.
وتهدف الخطوة إلى نشر الوعي داخل الأوساط التربوية حول القيادة السليمة التي تبدأ من الطفل الصغير، حيث بات لزاما دق ناقوس الخطر ورفع درجة اليقظة بين المواطنين بما في ذلك التلاميذ في المدارس كبيئة تربوية، لاسيما بعد ارتفاع ملحوظ في نسبة الحوادث على الصعيد الوطني.
وفي هذا السياق، ثمنت جمعية الممرّنين المحترفين في السياقة مشروع مرسوم تنفيذي الذي يحدّد كيفيات تعليم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في الطرق بالمؤسسات المدرسية، قدّمه وزير النقل في مجلس الحكومة، مؤكدا أن مشروع هذا المرسوم يهدف إلى تعميم التربية وثقافة الطرقات لدى الأطفال من خلال إدراج مادة تربوية مخصصة لأمن الطرقات على مستوى كافة الأطوار التعليمية.
واعتبرت رئيسة الجمعية الممرّنين المحترفين في السياقة، نبيلة فرحات، أن “التربية المرورية هي نهج تربوي لتكوين الوعي المروري من خلال تزويد الفرد بالمعارف والمهارات والإتجاهات المرورية وتمكنه من التقيد بالأنظمة والتقاليد المرورية لحماية نفسه والآخرين من الأخطار والحوادث المميتة”.
وأوضحت فرحات في تصريح لـ”الجزائر” أن إدراج التربية المرورية في المؤسسات التعليمة سيساهم في انتشار الوعي المروري المتمثلة في تعريف المجتمع المدني بقواعد وتعليمات المرور من المركبة والطريق وإشارات وأنظمة وقوانين وغيرها مما ينعكس إيجابيا سلوك السائق.
وأشارت فرحات أن جل الشركاء في السلامة المروية من جمعيات وخبراء رحبوا بفكرة إدماج مادة التربية المرورية لنجاعتها في تخفيض معدلات حوادث المرور، والتي أودت بحياة الكثيرين حيث يُعوّل اليوم على قطاع التربية والتعليم من أجل رفع مستوى الوعي والثقافة المرورية لدى التلاميذ بالمدارس وذلك من خلال تفعيل مادة التربية المرورية، إلى جانب المرافقة التحسيسية والتوعية للممرنين والمترشحين في مؤسسات تعليم السياقة من أجل تنمية الوعي في مجال السلامة المرورية، مؤكدة على ضرورة تضافر جهود كل المؤسسات المجتمعية في هذا الشأن.
وبخصوص كيفية تدريس هذه المادة في الأطوار التعليمة، قالت فرحات إنه “تم التحضير كتبا للأطوار الثلاثة ودروسا سمعية بصرية في متناول جميع التلاميذ حيث اقترحنا أن يكون الطور الأول على شكل رسمات ألوان وأشكال والإشارات حتى يتسنى للطفل معرفة المحيط وكيفية احترام القانون منذ الخطوات الأولى وكذا تجسيد انشودات لإشارات المرور مشيرة إلى أن “هذا الاقتراح ثمنته الوزارة”.
وحول من يدرس هذه المادة، أكدت المتحدثة قائلة “اقتراحنا كان طبعا الممرن هو أولى بهذه المادة لأنه مختص في هذا المجال أي مادة التربية المرورية بما أنه فيه كثير من الممرنين متحصلين على شهادة الكفاءة المهنية لتعليم السياقة لكنهم دون توظيف”.
وتابعت رئيسة الجمعية “كما اقترحنا أن يكون التدريس يوم عطلة بمعنى الثلاثاء الفترة المسائية ويوم السبت التطبيقي”.
ودعت فرحات إلى ضرورة تجسيد شارع السلامة المرورية في مساحات المدارس الابتدائية من أجل تطبيق فيها النظري الذي تم اكتسابه من خلال الدروس، كما سيساعد التلميذ في تعلم كيفية التقيد بقانون المرور هو ما يجعل التربية المرورية تكون بدروس نظرية سمعية بصرية ترفيهية.
كما أكدت نبيلة فرحات أن من أهم أهداف الجمعية أيضا الوصول إلى تمكين طفل التوحد من ثقافة مرورية تساعده على الاندماج في المجتمع والحفاظ على نفسه عند خروجه إلى الشارع.
سقوط أزيد من 12 ألف ضحية في حوادث المرور خلال 11 شهرا الأولى من 2022
من جهته، كشف مسؤول مركزي في القيادة العامة للدرك الوطني، رائد سمير بوشحيط، أنه تمّ دراسة مشروع مرسوم تنفيذي يحدّد كيفيات تعليم القواعد الخاصة بحركة المرور والأمن في الطرق داخل المؤسسات التربوية، معتبرًا أنّ الهدف يكمن في تعليم وتعميم الثقافة المرورية من أجل تكوين سائقين نموذجيين.
وأكد الرائد سمير بوشحيط عن سقوط أزيد من 12 ألف ضحية في حوادث المرور خلال الـ 11 شهرًا الأولى من عام 2022.
وفي تصريحات للإذاعة الجزائرية، أفاد الرائد سمير بوشحيط من مركز الإعلام والتنسيق المروري بقيادة الدرك، أنه تمّ تسجيل 5822 حادث مرور في الفترة المذكورة عبر مختلف ولايات الوطن.
وتابع: “أسفرت تلك الحوادث عن هلاك 2512 شخصًا وإصابة 9662 شخصًا بجروح مختلفة”، وأبرز بوشحيط أنّ تورط المارة خلال الفترة ذاتها، نال حصة الأسد بـ 458 حادث مرور.
وأشار المسؤول ذاته، إلى أنّ ولاية برج باجي مختار تصدّرت قائمة الحوادث الأكثر مأساوية بحادث أودى بحياة 13 شخصًا وجرح 4 آخرين، متبوعة بولاية الجلفة التي شهدت حادثًا نجم عن هلاك 11 شخصًا وإصابة 11 آخرين بجروح مختلفة.
ونوّه الرائد بوشحيط إلى أنّ ولايتي الجزائر العاصمة وعين الدفلى لا تزالان دائمًا في المراتب الأولى لحوادث المرور.
للإشارة، درست الحكومة، مؤخرا خلال اجتماعها برئاسة الوزير الأول, أيمن بن عبد الرحمان, مشروع مرسوم تنفيذي يحدد كيفيات تعليم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في الطرق بالمؤسسات المدرسية, قدمه وزير النقل, كمال بلجود, وفق بيان لمصالح الوزير الأول.
ويهدف مشروع هذا المرسوم -يوضح البيان- “إلى تعميم التربية وثقافة الطرقات لدى الأطفال من خلال إدراج مادة تربوية مخصصة لأمن الطرقات على مستوى كافة الأطوار التعليمية”.
وجدير بالإشارة أن الحكومة, في إطار مكافحة اللاأمن عبر الطرق, تضع التربية المرورية كأحد الروافد الأساسية في سياق الأعمال الرامية إلى الحد من ضحايا حوادث المرور, لاسيما عند الأطفال, تؤكد مصالح الوزير الأول.
فلة سلطاني