قال رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، أمس، إن وزارة التربية “جمعت المنظمة في لقاء لاستعجالي مطول للبحث في سبل الوصول إلى الحلول التي لم ترى النور”، حيث عزم معلمو الطور الابتدائي تصعيد الإضراب لمدة ثلاثة أيام ابتداءا من اليوم.
فسر رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن قرار تصعيد الإضراب الذي دعت إليه تنسيقية الأساتذة عشوائي، موضحا أن التلاميذ “أضحوا آلية يستخدمها المعلمون المحتجون للدفاع عن حقوقهم، وقرار التنسيقية الابتدائية مراسلة الوزير الأول نور الدين بدوي لمطالبته بالتدخل بشكل مستعجل لتفادي تأزم أوضاع القطاع، خاصة في ظل تهديدات الأساتذة بالتصعيد في حال رفض الحكومة الاستجابة للمطالب المرفوعة التي اعترف الجميع بشرعيتها” على حد تعبيرهم.
وقال علي بن زينة أن مخاوف أولياء التلاميذ على أبنائهم مبنية على سبر الآراء الذي أطلقته التنسيقية، فقد تقرر مواصلة إضراب الثلاثة أيام متجددة أسبوعيا ابتداء من كل يوم اثنين، مع مقاطعة اختبارات الفصل الأول حتى الفصل في المطالب المرفوعة، كما قررت التنسيقية مراسلة السلطات العليا ممثلة في الوزير الأول ومطالبته بالتدخل وإيجاد حل للازمة التي يعيشها القطاع وإذا لم تلب المطالب ستتخذ آليات أخرى للتصعيد.
تنسيقية الابتدائي تعزم تصعيد الإضراب وعدم اجتياز الاختبارات
وبذات الصدد، دعت تنسيقية الابتدائي كل الأساتذة عبر الولايات، إلى “التجند والتكتل بقوة لإنجاح إضراب الثلاثة أيام ووقفة الكرامة اليوم، ردا على اللقاء الذي جمعها مع الوزير”، حيث أكدت التنسيقية أنه وبعد اجتماع دام أكثر من 13 ساعة، الخميس الفارط بملحقة وزارة التربية بالرويسو، قدمت مصالح بلعابد وعودا شفوية وغير ملموسة، مبررة ذلك بأن المطالب مرتبطة بقطاعات أخرى ويتعذر عليها معالجتها بمفردها، بعدما طالبت التنسيقية الوزير الأول في مراسلة وجهته له بضرورة التدخل بشكل مستعجل لإنهاء الأزمة التي يعيشها القطاع والتي ستعصف بامتحانات الفصل الأول في حال بقاء الأوضاع على حاله، خاصة أن الوزارة رفضت تلبية أهم مطالب المحتجين وعلى رأسها توحيد التصنيف والتطبيق الفوري للمرسوم 14 266 وبأثر رجعي.
الإضراب نتيجة حتمية للتوظيف العشوائي في قطاع التربية
من جهته، قال علي بن زينة، أن ما وصل إليه قطاع التربية ليومنا هذا نتيجة حتمية “بسبب التوظيف العشوائي”، معتبرا آن الوزارة الوصية “رفضت مطلب توحيد التصنيف لأنه من غير المنطقي وغير ممكن توحيد أستاذ خريج المدرسة العليا للأساتذة درس مدة خمس سنوات كامل مع خرجي جامعات التي تدرس ثلاث سنوات، كما أن تطبيق المرسوم الرئاسي 14/266 في لمساته الأخيرة لا يمكن تطبيقه إلا بعد صدور مرسوم تنفيذي وأن الأثر الرجعي يحدده هذا المرسوم”.
وأضاف بن زينة أن المتضرر الأكبر من قرار تنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي مواصلة الإضراب لثلاثة أيام متجددة كل أسبوع، ومقاطعة اختبارات الفصل الأول إلى غاية تجسيد مطالبهم، بعدما فشلت الوزارة في إقناع شريكها الاجتماعي بالعدول عن الاحتجاج هو التلميذ الذي أصبح محطم ناهيك عن التحسرات والشكاوي التي تصل المنظمة من قبل أولياء التلاميذ والقلق حول المصير المجهول الذي يحيط بالتلميذ”.
وفي سياق متصل، قال المتحدث ذاته أن ما عزمت عليه تنسيقية معلمي التعليم الابتدائي على إثر هذه الردود حول الانشغالات المهنية والاجتماعية للأساتذة، ومواصلة الإضراب لثلاثة أيام متجددة، ومقاطعة اختبارات الفصل الأول إلى غاية تحقيق مطالبهم، داعية كل أساتذة الطور الابتدائي عبر كل ولايات الوطن للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية يوم الاثنين أمام مقر ملحقة وزارة التربية بالرويسو، لا ترذخ الحكومة لقبول مطالبها رغم أن بعض المطالب استعطفت الشعب، مبرزا أنه يتوجب على الحكومة أن تأخذ آليات كيف تقوم القطاعات الحساسة على المطالبة بحقوقهم دون اللجوء إلى الإضراب ولا تضر مصلحة التلميذ وأوليائهم.
مطالب على طاولة الحكومة
وفي سياق متصل، فيما يخص مطلب إعفاء الأساتذة من كتابة المذكرات، فأعلنت الوزارة عن تكليف مؤسسة مختصة لإعداد مذكرة نموذجية ستوضع في الأرضية الرقمية للوزارة، تتضمن ثلاث نسخ لكل درس، مع حرية التعديل، على أن يقوم الأستاذ بالتعديل حسب خصوصيات المتعلم، كما لا يفرض كتابة المذكرة بخط اليد، تاركة الحرية للأستاذ.
وفيما يخص الأساتذة الذين تلقوا تكوينا بعد تاريخ 03 جوان 2012، فأكدت الوزارة أن وضعيتهم ستسوى قريبا، وبالنسبة للأساتذة الآيلين للزوال على المستوى الوطني فسيخضعون لتكوين مدته 10 أشهر بدءا من هذه السنة، وسيستفيدون من الترقية إلى رتب أعلى، أما الأستاذ المكون فسيبقى على وضعه.
وأوضحت الوزارة بخصوص إكمال النصاب خارج المدرسة بمؤسسات أخرى، فهو تابع لتكملة النصاب، وستعمل الجهة الوصية على تحديد زمن عدم التنقل من مدرسة لأخرى، وعن مطالب تحسين القدرة الشرائية والتقاعد النسبي والسكن الاجتماعي، وأنها ليست من صلاحياتها، كما رفضت الوزارة إلحاق تسيير المدارس الابتدائية بقطاعها، كما أوضحت أن القدرة الشرائية للأستاذ والتقاعد النسبي، بالإضافة إلى السكن الاجتماعي ليس من صلاحيتها ولا يمكنها الفصل في هذه المطالب، وفيما يتعلق بحراسة التلاميذ ومرافقتهم إلى المطاعم فهي ترى أنه يتعين على الأستاذ القيام بها باعتباره عمل يندرج ضمن النشاطات التربوية، مؤكدة استحالة تعيين أساتذة متخصصين.
ووعدت وزارة التربية بتكليف مؤسسة مخصصة لإعداد مذكرة نموذجية بثلاث نسخ لكل درس مع ترك حرية التغيير للأستاذ على أن يقوم بذلك حسب خصوصيات المتعلم. كما أنها أعفتهم من كتابتها بخط اليد، واعدة بنشرها على الأرضية الرقمية لوزارة التربية قريبا.
معلمو الطور الابتدائي يتجاوبون مع بيان التنسيقية
من جهة أخرى، أشار بيان التنسيقية إلى أنه يتعين على الأستاذ التبليغ عن أي تجاوز يقوم به المفتش في حقه، مشيرة إلى أن الوزارة ستصدر تعليمات فيما يخص تعسف المديرين والمفتشين، كل حسب منصبه، مؤكدة على ضرورة توفير الجو الملائم للأستاذ حتى يتمكن من خدمة التلاميذ، لا سيما استحالة تعيين أساتذة مختصين كأساتذة المواد العلمية وأساتذة المواد الأدبية وأساتذة التربية البدنية، مضيفة أن الحراسة والمطعم يعتبران ضمن النشاطات التربوية، وفيما يخص ساعات الدعم فاعتبرتها الوزارة اختيارية، أما النشاطات اللاصفية فهي ليست إجبارية، وفيما يخص حق التعويض لساعات الدعم، فأكدت الوزارة أن الوزير سيراسل المديريات لجميع الأطوار من أجل تقسيم حصص مالية بين أقسام الامتحانات النهائية للأطوار الثلاثة.
أميرة أمكيدش