يبدو أن التشتت الذي يطبع الأحزاب الإسلامية في الداخل وحالة التيهان التي تتخبط فيها والتي عجزت في عديد المرات عن توحيد صفوفها وجهدها وتأسيس غطاء يلمها وينهي حالة التشرذم التي أضعفت موقفها وأفقدتها المصداقية، دفع العديد من قياداتها لإدارة ظهرها لواقعها في الجزائر والبحث عن صيت لها في الخارج.
فشل الإسلاميين في الداخل وبحثهم عن العالمية للظهوروالبروز جسدته خرجة الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني لتأسيس المنتدى العالمي للوسطية والذي ضم عديد الوجوه الجزائرية من إطارات ووزراء سابقين، منتدى حمل إسم العالمية غير أن رئيسه أبو جرة سلطاني أكد في آخر خرجة له أنه لا وجود لأجانب فيه وأنه جزائري بإمتياز. خرجة أبو جرة تلاها إنتخاب القيادي في حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة رئيسا للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين خلال انعقاد المؤتمر الثالث لهذا المنتدى والذي إحتضنته تركيا يومي 4 و 5 نوفمبر الفارطين في وقت أن هذا الأخير نائب عن العاصمة في المجلس الشعبي الوطني لعهدة 2017 -2022 ولم تطأ قدماه قبة البرلمان منذ إنتخابه، ما يطرح علامات إستفهام عن السر الكامن وراء سعي”إسلاميي” الجزائر لتغطية فشلهم في الداخل بنجاحات على مستوى الخارجي.
وفي هذا الخصوص كشف الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن نجاح الأحزاب أو النواب أو القيادات “الإسلامية” في رئاسة المنتديات العالمية ما هو إلا دليل أن البيئة والظروف في الخارج مساعدة إذا ما تمت مقارنتها بداخل الوطن، ما يسمح لها بإبراز كفاءاتها .
وقال في تصريح لـ “الجزائر”، أمس: “هناك تضييق منتهج من قبل السلطة الحالية على الأحزاب الإسلامية في وقت أنها تتمتع بكفاءة، فمناصرة ليس الأول الذي يقود المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين بل سبقه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي يرأس منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة وكذا أبو جرة سلطاني الذي يرأس المنتدى العالمي للوسطية”، وتابع: “المروجون لفشل الإسلاميين عليهم التأكد أن الإسلاميين ليسوا فاشلين بل جهات تعمل على تشويههم، بدليل أن نجاحتهم تبرز للسطح في الخارج في مناصب مهمة تقابلها سياسة تضييق على المستوى المحلي”.
هذا وتم إنتخاب عبد المجيد مناصرة رئيسا للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين هذا الأخير الذي تميز بمشاركة دولية فاعلة للبرلمانيين من مختلف الدول العربية والإسلامية الذين تدارسوا وناقشوا الوضع الدولي القائم وتحدياته على الأمة ودولها وشعوبها ودور البرلمانيين بصفتهم التمثيلية لشعوبهم في الإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي والحوار الحضاري وفي تطوير العمل البرلماني وربطه بالمقاصد الكلية المتمثلة في الحرية والسلم والعدالة والعمران والتنمية وحقوق الإنسان.
وخلص المنتدى في بيان له حازت “الجزائر” على نسخة منه لتوسيع عضوية المنتدى نحو بقية دول إفريقيا واسيا واستيعاب كل البرلمانيين الذين يؤمنون بأهداف الملتقى من كافة الأقطار مع الدعوة إلى تعزيز العمل البرلماني ودعم قدرات البرلمانيين وتطوير خبراتهم وتحسين أدائهم وحمايتهم من التعسفات والتجاوزات من أجل القيام بالأدوار المنوطة بهم من طرف شعوبهم وتثمين الجهود المبذولة والإرادات الصادقة والمبادرات القائمة في بعض التجارب من أجل إنجاح مشاريع الإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي والتوافق الوطني والسلم الاجتماعي والتنمية المستدامة مع ضرورة دعم الشعوب في خيراتها والدفاع عن وحماية مبادئها وقيمها وثوابتها وترسيخ دولة الحق والقانون .
كما أدان المنتدى بشدة كل ممارسات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي أصبحت تمارسها بعض الحكومات العربية بتبجج فاضح واستفزاز صارخ لمشاعر الأمة والمطالبة بالاعتذار عنها والتوقف التام عن كل أشكال التطبيع الرسمية والغير الرسمية و أعلنت بالموازاة مع ذلك رفضها للقرارات التي أقدمت عليها بعض الدول بتحويل سفراتها الى القدس والتأكيد على أن القدس الشريف ستظل هي العاصمة الأبدية لفلسطين.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / بعد إنتخاب مناصرة رئيسا للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين:
“إسلاميو” الجزائر مشتتون في الداخل وعلى رأس البرلمانات في الخارج
“إسلاميو” الجزائر مشتتون في الداخل وعلى رأس البرلمانات في الخارج
بعد إنتخاب مناصرة رئيسا للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين:
الوسومmain_post