صدر مؤخراً كتاب يحمل عنوان “قصيدة للأمير عبد القادر” وهو مؤلَّفٌ مستلهمٌ من شعر مدح كتبه المفكر البولوني الكبير سيبريان كاميل نورويد يثني فيه على الأمير عبد القادر لإنقاذه الآلاف من المسيحيين من موت محقق خلال القرن 19، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد هذا الشاعر في إطار التبادل الثقافي بين الجزائر وبولونيا.
واستلهم هذا الكتاب الصادر عن دار النشر “داليمان” والذي كتبت توطئته وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، من نص شعري لسيبريان كاميل نورويد يحمل عنوان “إلى الأمير عبد القادر بدمشق” الذي يشيد فيه بالروح الكونية والإنسانية لأب الأمة الجزائرية الذي تصدى عام 1860 لمقتلة الدروز التي استهدفت مسيحيي دمشق والذين آواهم لديه ووفر لهم الحماية.
ويسلط هذا الكتاب الضوء على ذكاء شخصيتين على قدر كبير من التسامح إذ أنهما لم يلتقيا أبدا إلا أن تبادلا صحفيا قد جرى بينهما بحيث نجحا في تجاوز اختلافهما الديني والحضاري والثقافي ليسمحا بذلك بالتقاء عالَمين توحيديين مختلفين وتتفق رؤيتهما حول الإنسان والحق في الحياة.