جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
لم يتمكن الوزير الأول نور الدين إلى حد اليوم وبعد مرور ما يقارب الأسبوعين منذ تعيينه في منصبه الجديد، من تشكيل الحكومة الجديدة التي وعد بالإعلان عنها هو ونائبه رمطان لعمارة بحر الأسبوع الماضي، ويبدو أن بدوي لم يكن مدركا لمدى صعوبة مهمته هذه، إلا بعد رفض كل الأطراف التي دعاها إلى الحوار، تلبية دعوته، وهو الرفض الذي قد يطيل من عمر هذا الوضع الذي جعل البلاد بلا حكومة، والذي وجد بدوي نفسه فيه وحيدا يصارع من أجل إيجاد مخرج منه. لا يزال الوزير الأول نور الدين بدوي مستمرا في مشاوراته من أجل تشكيل الحكومة الجديدة تشاور يطبعه التكتم الشديد، ويبدو أن مهمته لن تكون بالسهولة التي كان يتوقعها خلال تعيينه في منصبه الجديد كوزير الأول ، والذي أعلن في ندوة صحفية عقب هذا التعيين أن تشكيل الحكومة الجديدة لن يأخذ أكثر من أسبوع، ووعد بالإعلان عن تشكيلتها التي قال إنها ستكون من التكنوقراطيين والكفاءات، الأسبوع الماضي، ولكن مر الأسبوع والجميع يترقب من هم أعضاء هذه الحكومة التي من شأنها امتصاص غضب الشعب، خصوصا وأن الحراك مستمر ويطالب بإبعاد جميع الوجوه التي كانت ضمن الحكومة السابقة أو الوجوه التي كان يعتمد عليها النظام سواء من أحزاب أو من شخصيات من خارج هذه الأحزاب، لكن بدوي لم يتمكن من تشكيلها، وما زاد من صعوبة مهمته هو الرفض الذي قوبل به من جميع الأطراف التي دعاها للحوار والتشاور معه، وهو الوضع الذي يضع الوزير الأول في “مازق”، فالشعب يطالب بأشخاص يثق فيهم، غير أنهم لن يكونوا بالأشخاص الذين قد تثق فيهم السلطة، ما يجعل تحقيق هذه المعادلة شبه مستحيل امام بدوي، و في الوقت ذاته فهو مضطر لتشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن لتسيير شؤون البلاد التي تعيش منذ أزيد من 10 أيام بلا حكومة، ولا وزراء على رأس القطاعات لتصريف الأعمال، ما يعني تعطيل مصالح البلاد و المواطنين. ويرى العديد من الخبراء و المراقبين، أن الوزير الأول إن لم يتمكن في غضون الأيام القليلة القادمة من تشكيلة الحكومة الجديدة، فقد يضطر من أجل تصريف الأعمال بالإبقاء على الوزراء السابقين لتسيير هذه الفترة الى غاية تعيين الوزراء الجدد، غير أن هذا الحل قد لا يكون الأنسب حسب البعض الأخر، خصوصا وأن الشارع رافض تماما لأعضاء الحكومة السابقة، و التي يعتبرها أحد أوجه النظام الفاشل و الذي يحارب الشعب لإسقاطه.
رزيقة.خ