سيؤدي توقف أنشطة الحكومة الأميركية، إلى تجميد العقود الجديدة في وزارة الدفاع، وهو ما يزيد تكلفة الأسلحة، ويخلق المزيد من الأزمات في الميزانية، حيث يواجه المشرعون أزمة تمويل حكومي.
وعبرت شركات أسلحة ومسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن أسفهم بشأن أزمة تمويل الحكومة الاتحادية، وقالوا إنها ستضر صغار الموردين الذين يساهمون في إنتاج الأسلحة وستضر الشركات الأكبر، عندما يجري تعليق عملية التعاقد.وظل الكونغرس يحاول على مدى شهور الاتفاق على مستويات تمويل حكومي طويلة الأمد قد تشمل أيضا حماية من الترحيل لنحو 700 ألف من المهاجرين صغار السن الذين لا يحملون وثائق. وتطبق الحكومة الاتحادية ثالث إجراء تمويل مؤقت منذ السنة المالية الجديدة التي بدأت في أكتوبر. وبينما يؤثر وقف أنشطة حكومية على الحكومة بالكامل، إلا أن وزارة الدفاع لها النصيب الأكبر في الميزانية الاتحادية وتخضع لمراقبة وثيقة نظرا لدورها في الأمن القومي. وقالت شركة لوكهيد مارتن أكبر مورد أسلحة للبنتاغون لرويترز في بيان إن “وقف أنشطة حكومية أميركية قد يؤدي إلى تأجيل مكلف للمواعيد المحددة وفترات توقف في الإنتاج وهو ما سيزيد تكاليف البرنامج الكلية ويعرقل تسليم معدات حيوية لعملائنا”. ووفقا لمكتب إدارة الموازنة بالبيت الأبيض شهدت فترة توقف لأنشطة حكومية استمرت 16 يوما في عام 2013 تراجع نسبة العقود الموقعة مع وزارة الدفاع بنحو الثلث بينما انخفض الإنفاق 40 بالمئة. وقال فرانك كيندال كبير المسؤولين عن شراء الأسلحة في البنتاغون إن “القطاع قد يتحمل بعض هذه التكاليف لكنه سيمرر أكبر قدر ممكن من التكاليف إلى دافعي الضرائب”.
بدأ توقف نشاط الحكومة الفيدرالية الأميركية، عند منتصف الليل بتوقيت الولايات المتحدة، ليتزامن مع ذكرى مرور عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة. وقال مدير الميزانية بالبيت الأبيض ميك مولفاني إن نشاط الحكومة توقف عند منتصف الليل، لكنها ستعاود نشاطها في مرحلة ما خلال مطلع الأسبوع، متوقعا التوصل لاتفاق بين hلجمهوريين والديمقراطيين بشأن الميزانية، خلال الـ24 ساعة المقبلة. ولم تسبب عمليات إغلاق الحكومة في الماضي ضررا دائما على نحو يذكر بالاقتصاد الأميركي، لكنها أجبرت مئات الآلاف من الموظفين الاتحاديين “غير الأساسيين” على إجازة مؤقتة غير مدفوعة الأجر. وسيواصل الموظفون “الأساسيون” الذين يتعاملون مع الأمور المتعلقة بالسلامة العامة والأمن العام العمل، في ظل توقف أنشطة الحكومة.
الميزانية والجيش
وربما يؤثر توقف أنشطة الحكومة على فعالية الجيش الأميركي لكن وزارة الدفاع قالت، الجمعة، إنه لن يؤثر على حربها في أفغانستان أو عملياتها ضد المسلحين المتشددين في العراق وسوريا. وسيبقى جميع الجنود العسكريين العاملين في الخدمة الفعلية، وعددهم 1.3 مليون شخص، في مناصبهم الطبيعية. وقال وزير الدفاع جيمس ماتيس إن مأزق التمويل المستمر سيتسبب في عدم صيانة السفن والطائرات الحربية.
الميزانية والعدل
وقالت وزارة العدل إن لديها العديد من العمال الأساسيين. وبموجب خطة الإغلاق الخاصة بحالات الطوارئ، سيواصل حوالى 95 ألف موظف من أفراد الوزارة، وعددهم 115 ألف موظف أعمالهم.
الأسواق المالية
ويمكن أن تؤدي عمليات إغلاق الحكومة إلى توتر بالأسواق المالية، لكن هيئة الأوراق المالية والبورصات قالت إنها ستمول نفسها من خلال جمع الرسوم. وكانت هيئة الأسواق المالية قالت سابقا إنها ستكون قادرة على مواصلة عملياتها مؤقتا في ظل توقف أنشطة الحكومة. ولكن يتعين على عمالها غير الأساسيين الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر إذا تأخر الكونغرس في إقرار الميزانية. وفي الوقت نفسه، سيتعين على 95 في المائة من موظفي لجنة تداول السلع الآجلة الحصول على إجازة فورا، لكن يمكن استدعاؤهم في حالة حدوث طارئ في الأسواق المالية.
البيت الأبيض
قالت إدارة ترامب، الجمعة، إن أكثر من ألف موظف، من أصل 1715، في البيت الأبيض، سيجبرون على إجازة غير مدفوعة الأجر. وأكد مسؤولون بالإدارة إن ترامب سيزود بما يكفي من الدعم للاضطلاع بواجباته الدستورية، بما في ذلك الموظفين اللازمين لسفره لحضور اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
الضمان الاجتماعي
لم يتأثر نظام الضمان الاجتماعي بآخر توقف كبير لأنشطة الحكومة في 2013، إذ استمر صرف شيكات الضمان الاجتماعي والإعاقة دون تغيير في تواريخ الدفع، وظلت المكاتب الميدانية مفتوحة، ولكنها قدمت خدمات محدودة. وبرز التأثير الوحيد في تأخير عملية استعراض المقدمين الجدد لطالبي الإعانة.
الطاقة
قالت وزارة الطاقة، الجمعة، إن موظفيها سيواظبون على واجباتهم كالمعتاد، نظرا لاعتماد الوزارة على خطط طويلة الأجل تمتد لسنوات عديدة. لكن إذا أثر تمديد عدم إقرار الميزانية على حياة “عدد محدود” من العاملين بالوزارة، يمكن حينها إجبارهم على إجازة غير مدفوعة الأجر.
التفتيش على الأغذية
سيواظب مفتشو اللحوم التابعون لوزارة الزراعة عملهم الطبيعي، بينما ستوقف الوزارة نشر تقاريرها الإحصائية الزراعية، بحسب رويترز.
الرعاية الصحية
بآخر توقف كبير لأنشطة الحكومة في 2013، استمر عمل برنامج التأمين الصحي لكبار السن، إلى حد كبير، دون انقطاع، لكن لم يتمكن المئات من المرضى من الانخراط في التجارب السريرية الممولة من المعاهد الوطنية للصحة. كما توقف مؤقتا برنامجا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لتتبع تفشي الأنفلونزا. بينما سيواصل مركز مكافحة الأمراض والوقاية عمله لتتبع تفشي مرض الإنفلونزا، غير متأثر بالإخفاق في إقرار ميزانية 2018.
المصدر: سكاي نيوز