قال مدير تنظيم الأسواق والنشاطات والمهن المقننة بوزارة التجارة، أحمد مقراني إن وزارة التجارة وبالتنسيق مع وزارة الفلاحة والدواوين التابعة لها وضعت كل الإجراءات الضرورية لضمان تموين مختلف الأسواق بمختلف المنتجات خلال شهر رمضان. وأكد أن المواد الاستهلاكية متوفرة وبكميات كافية إلى غاية شهر جويلية، كما أكد أنه تم إلغاء العطل الأسبوعية لأسواق الجملة خلال رمضان لتمكين تجار التجزئة من التموين.
وأوضح مقراني، خلال تنشيطه ندوة صحفية مناصفة مع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين، بمقر هذه الأخيرة بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، أن الوزارة شرعت مبكرا في التحضير لشهر رمضان، وكان أول اجتماع قد عقد في شهر ديسمبر2021، أين كانت لجنة قطاعية مشتركة مكلفة بعملية التموين قد عقدت عدة اجتماعات خصصت لكل الشعب سواء شعبة اللحوم، والخضر والفواكه والحليب الحبوب، ودرست بالتنسيق مع الدواوين عمليات التوزيع وتموين السوق، وأكد في هذا الصدد أن نتائج هذه الاجتماعات أظهرت توفر مخزون كافي لمختلف المواد، سواء المواد الأولية الموجهة لصناعة المواد الغذائية من قمح صلب ولين زيت خام ومسحوق الحليب، أو خضر وفواكه ولحوم و غيرها، وهي كميات تكفي إلى غاية شهر جويلية، وهذا ما سيسمح –حسبه- بالتكفل بكل احتياجات المواطنين بكل أرياحية.
وذكر المسؤول بوزارة التجارة بالبرنامج المعدّ والمتكون من 5 محاور الأول يتعلق بضمان تموين السوق والمحور الثاني يتعلق بإنشاء أسواق جوارية، الثالث بتدعيم عمليات الرقابة الاقتصادية وقمع الغش بمناسبة شهر رمضان، والمحور الرابع يتعلق ببرامج تحسيسية وتوعية بالتنسيق مع الجمعيات المهنية و جمعيات حماية المستهلك، و التوعية بضرورة محاربة التبذير والاقتناء المفرط للمنتجات والتقليل من استهلاك السكر والملح والمواد الدسمة، أما المحور الخامس والأخير ويتعلق ببرنامج المداومة الخاصة بعيد الفطر.
وقال المتحدث بخصوص تموين السوق وفتح أسواق جوارية إن “الوزارة شرعت بالتنسيق مع الولاة على إنشاء العديد من الأسواق الجوارية وعددها حوالي 1151 سوقا بعضها شرعت في نشاطها في عدد من الولايات، إضافة إلى عمليات البيع بالتخفيض والبيع الترويجي”.
وأضاف مقراني أنه تم تسخير أكثر من 8 آلاف عون لضمان رقابة دائمة للشاحنات التي يتدخل على المواني و المطارات بالنسبة للمواد المستوردة ، و كذا مراقبة أسواق التجزئة و الجملة، و تسخيرهم للعمل في الفترات الليلية .
وبالنسبة للمحور الرابع المتعلق بالعمليات التحسيسية، فقال إن السلطات العمومية تعول كثيرا على الجمعيات المهنية وجمعيات حماية المستهلك لتدعيم هذه العمليات، “خاصة وأنه لاحظنا مؤخرا بعض التذبذب في مادة السميد رغم الكميات الكبيرة التي تضخ يوميا”، وأشار إلى أنه على مستوى 155 مطحنة سميد، فالديوان الوطني المهني للحبوب يسلم يوميا 11 ألف طن يوميا من القمح الصلب أي ما يعادل 110 آلاف قنطار من القمح الصلب لصناعة السميد، ويسلم يوميا 317 ألف قنطار من القمح اللين أي ما يعادل 31700طن من القمح اللين أي ما يعادل حمولة باخرة يوميا، لتحويله إلى فرينة ، لكن و رغم هذا-يضيف- نلاحظ ظاهرة الإشاعات على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي و التي تحث المواطنين بصفة غير مباشرة على تخزين المواد الغذائية، ولذلك الوزارة اتخذت إجراءات أولا بالتنسيق مع وزارة الفلاحة لتدعيم التموين بالسميد، ووجه المتحدث ذاته نداء للمواطنين لعدم التخزين و تجنب التهافت اقتناء كميات كبيرة تفوق حاجة الاستهلاك.
وبخصوص محور المداومة خلال العيد، قال مقراني إن “الوزارة شرعت بالتنسيق مع الجمعيات المهنية في مختلف الولايات، كما تمت مراسلة 58 مدير ولائي للشروع في إعداد قوائم التجار والوحدات الإنتاجية التي سوف تسخر، خصوصا وأن أيام العيد لهذه السنة ستتوافق مع أيام نهاية الأسبوع، وسيتم اتخاذ كافة التدابير لتوفير الخدمات و تموين السوق بالمواد الأساسية خاصة الخبز والحليب والخضر والفواكه، كما قامت الوزارة بمراسلة الولاة قصد توجيه مسيري أسواق الجملة للخضر والفواكه وإلغاء العطلة الأسبوعية خلال رمضان لتمكين تجار التجزئة من التموين.
الحاج الطاهر بولنوار:
“تسويق أزيد من 15 مليون قنطار من الخضر والفواكه في رمضان”
من جانبه، كشف رئيس جمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار في تدخله عن تسويق أزيد من 15 مليون قنطار من الخضر والفواكه خلال رمضان، وأزيد من 10 ملايين قنطار من الحبوب ومشتقاته، و120 ألف طن من اللحوم الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى تسويق 125 ألف طن من الزيت، ومثلها من السكر-أي 125 ألف طن- وأكد أن هذه الأرقام وحسب الخبراء والمختصين كافية جدا لتلبية الطلب.
ونفى بولنوار وجود أي ندرة في المواد الاستهلاكية عامة والغذائية بالخصوص، حيث أكد أن مخزون مختلف المواد كبير، إضافة إلى أن وزارة التجارة وكذا الفلاحة اتخذتا إجراءات من شانها ضمان توفر المنتجات، بالإضافة إلى دخول بعض المنتجات الموسمية السوق في الفترة الحالية و بعضها في الفترة المقبلة.
وتوقع رئيس الجمعية انخفاض أسعار مادة البطاطا في الأيام القليلة القادمة، وأضاف أن البطاطا الموسمية سوف تدخل للسوق من عدة مناطق من الوطن وهذا سيساهم في استقرار الأسعار، وأوضح أنه بانخفاض أسعار البطاطا ستتأثر أسعار باقي المنتجات من خضر وفواكه وسوف تعرف هي الأخرى انخفاضا قريبا، غير أنه أشار إلى أن النشاط التجاري يتغير خلال رمضان نتيجة تغيير النمط الاستهلاكي للمواطنين في هذا الشهر.
ووجه بولنوار نداء للمواطنين بالتحلي بالثقافة الاستهلاكية و”لا داعي للهلع والاستجابة للإشاعات” التي تتحدث عن وجود أزمة مواد غذائية أو ندرة أخرى، وقال إن “هذه الإشاعات أحيانا يطلقها المحتكرون والمضاربون لخلق ندرة مفتعلة وإيجاد مبرر لرفع الأسعار وتسويق سلعهم”.
من جانب آخر، دعا بولنوار المواطنين إلى ترشيد استهلاكهم خاصة لبعض المواد ومنها الملح والسكر حفاظا على صحتهم، حيث أشار إلى أن المواطن الجزائري يستهلك ما يقارب 40 كيلوغرام من مادة السكر سنويا، في حين أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه “لا يجب أن يتجاوز استهلاك الفرد الواحد لهذه المادة طيلة السنة 25 كيلوغرام”.
رزيقة. خ