قامت مصالح ولاية الجزائر، أمس، في إطار المرحلة الثانية للعملية الــ 24 للترحيل و إعادة الإسكان لفائدة حوالي 2000 عائلة، من ترحيل أصحاب قاطني الأحياء القصديرية المحاذية للأودية و البنايات القصديرية و الهشة و المهددة بالانهيار، و قاطني الأقبية و الأسطح و العمارات التي هي في طور التهيئة، و مست مرحلة أمس 1300 عائلة موزعة على 07 مقاطعات إدارية هي براقي، بوزريعة، الشراقة، الرويبة، باب الوادي، سيدي امحمد، و بئر مراد رايس.
أما فيما يخص المواقع التي كانت معنية بعملية الترحيل فهي 03 تابعة للمقاطعة الإدارية للرويبة تشمل 552 عائلة ينحدرون من المواقع القصديرية التالية: ” الزحلوقة”، “بلقوراري”، “جكان” التابعة لبلدية الرغاية، 345 عائلة موزعة على 3 مواقع تابعة للمقاطعة الإدارية لبراقي و تشمل الأحياء القصديرية “بيقا-2″و”لغوازي” المحاذيان للطريق السريع، و الحي القصديري “ساليبا”. في حين أن المقاطعة الإدارية لبوزريعة عرفت ترحيل 178 عائلة موزعة على موقعين هما “طريق الشيوخ”المحاذي لوادي بوفريزي، و كذا موقع العائلات القاطنة بمحلات “مجمع الرياض سابقا” ببلدية بوزريعة، و امتدت عملية الترحيل إلى المقاطعة الإدارية لسيدي امحمد أين رحلت 72 عائلة قاطنة بأسطح و أقبية عمارات في طور التهيئة بكل من بلديات الجزائر الوسطى و المرادية، كما عرفت العملية أيضا ترحيل 65 عائلة موزعة على 03 عمارات على مستوى رواق “ملاكوف” بالقصبة، و 38 عمارة مهددة بالانهيار بنفس البلدية في إطار تهيئة و ترميم القصبة، عمارة مهددة بالانهيار إضافة إلى 07 نقاط سوداء ببلدية باب الوادي، و عمارتين ببولوغين و كذا العائلات القاطنة بحظيرة بئر خادم، مع ترحيل 21 عائلة تابعة للمقاطعة الإدارية للشراقة و هي عائلات تقطن على ضفاف البحر و مهددة بخطر انزلاق الأتربة ببلدية الحمامات و كذا العائلات التي تسكن الحي القصديري بغابة “بوديكار” ببلدية دالي إبراهيم
تحويل 2000 ملف على العدالة
صرح والي ولاية العاصمة، عبد القادر زوخ، أمس خلال إشرافه على إطلاق المرحلة الثانية من العملية 24 للترحيل وإعادة الإسكان، أنه تم تحويل 2000 ملف على العدالة،حيث كشف زوخ، أن الملفات المودعة تضمنت وثائق مزورة من أجل الاستفادة من سكن، مشيرا إلى أن أصحاب الملفات مثلوا أمام العدالة و تم إصدار أحكام قضائية ضدهم، و هذا ما يدل على أن عمليات التحقيق التي تباشرها مصالح الولاية بالتنسيق مع مصالح الإسكان تقوم على الشفافية و الصرامة في دراسة ملفات طالبي السكن، و أوضح على أن شروط الإستفادة موضحة منذ انطلاق عملية إيداع الطلبات و من يتحايل على القانون و يستعمل طرق احتيالية فإن القانون يردع الجميع و أجهزة العدالة مسخرة من أجل صد هؤلاء.
استرجاع 530 هكتارا من عملية الترحيل
في نفس العملية، صرح الوالي على أنه تم استرجاع مساحة عقارية مقدرة بحوالي 530 هكتارا من بعد عملية الترحيل التي شهدتها الولاية أمس، و ستوجه هذه الأوعية العقارية من أجل إنجاز باقي المشاريع التي ستدعم الولاية و منها مساحات ستوجه لإنجاز حصص سكنية إضافية بمختلف الصيغ و أخرى ستوجه لإنجاز مشاريع تنموية وخلق فضاءات و مساحات خضراء. في حين أن المساحة الكبيرة ستخصص لإنجاز مشاريع قطاع التربية و الذي يشمل عديد الهياكل التربوية خاصة و أن الولاية تعرف ظاهرة الإكتظاظ على مستوى كامل بلديات العاصمة ، و كان قد أبرز الوالي مؤخرا أن هناك 16 مجمع مدرسي يجري تجهيزه من أجل تدعيم هياكل قطاع التربية ، مؤكدا في نفس الوقت ان أن الأمطار الأخيرة لم تسبب خسائر في بعض الأقسام التحضيرية كما يروج لها الكثير، مقارنة بما حدث في فرنسا التي أدت إلى وفيات.
المصالح الولائية استقبلت حوالي 17 ألف طعن
ولم تتوانى عملية الترحيل التي شهدته العاصمة أمس بالعاصمة عن وجود حالة من الاحتجاج بعد إقصاء بعض العائلات و التي لم يتم ترحيلها، و تواجدت العائلات في الحي الجديد الذي استقبل السكان الجدد في موقع “حوش ميهوب” ببلدية براقي، أين أبدوا امتعاضهم حول عدم استفادتهم من سكنات مطالبين شخص الوالي للتدخل و النظر في حالهم، في حين كان رد عبد القادر زوخ هو التوجه إلى إيداع ملفاتهم على مستوى لجنة الطعون التابعة لديوان السكن و ذلك للطعن في قرار عدم الإستفادة من سكنات حتى تدرس ملفاتهم و تعاد عملية التحقيق و الدراسة، و النظر في الملفات.
وفي هذا السياق كشفت مصالح الولاية ، |أنها استقبلت حوالي 17 ألف طعن و عن العدد الهائل للطعون، حيت نوه زوخ أنه شخص واحد يكون قد أودع عدة ملفات طعن و لجنة الطعون تعد كامل الملفات ثم تبدأ دراستها ملفا تلو الآخر، و أخر ما تم دراسته من قبل اللجنة حوالي 1200 طعن و الذي تم قبوله، و أكد نفس المتحدث في إشرافه على عملية الترحيل أن اللجنة تعمل باستمرار و بصورة دائمة و دقيقة من أجل أن يأخذ كل ذي حق حقه.
الدراسة في الشاليهات لتفادي الإكتظاظ في الأقسام
و ضمن زيارته إلى مدرسة ابتدائية مشيدة بالبناء الجاهز، أكدا زوخ أن اللجؤ إلى المدارس الجاهزة في الأحياء الجديدة، من أجل ضمان تمدرس التلاميذ بصفة عادية، وهناك هناك متوسطات وثانويات في طريق الإنجاز في الموسم القادم،مشيرا أن الشغل الشاغل هو ضمان التمدرس في هذه الأحياء الجديدة و أبرز زوخ، أنه سيتم استلام أواخر أكتوبر الجاري 45 مجمعا مدرسيا و 98 مدرسة مع بداية عام 2019 و ذلك لتوفير ظروف التمدرس بالأحياء الجديدة والقضاء على مشكل الاكتظاظ.
في المقابل فإن المدارس و المؤسسات التربوية على مستوى حي “حوش ميهوب” لم تكتمل بعد، ما جعل الوافدون الجدد على التجمع السكني الجديد يطرحون انشغالاتهم و تساؤلهم حول مستقبل أبنائهم و ما سيحول عن تأخر البناء و كيفية إكمالهم للسنة الدراسية دون وجود مرافق، في هذا الصدد، طمأن والي الجزائر حول الوضعية و أكد أنه في انتظار اكتمال الأشغال سيتم وضع عين المكان عدد من الشاليهات كإجراء مؤقت و التي ستضمن استمرارية التلاميذ في مزاولة دراستهم في حالة عادية في انتظار استكمال المشاريع التربوية المسطرة و التي أعطر من أجلها الوالي تعليمة خاصة، إذ تشمل المشاريع مجمع مدرسي و متوسطة هم على قيد الإنجاز.
سكان القصدير يحتجون ويطالبون بالترحيل
هذا احتجت بعض العائلات التي لم تلمسها عملية الترحيل أمس ومن ابزرها عائلات تقطن ببلدية بوزريعة بالعاصمة، التي احتجت أول أمس على خلفية عدم ترحليهم في المرحلة الثانية للعملية 24 ، بعد تسرب قائمة الأحياء المعينة بالترحيل ، مطالبين بمقابلة رئيس البلدية والاستفسار عن المشكل القائم ويأتي هذا الاحتجاج.
وقالت العائلات إن وضعها المجهول سيجبرها على ملازمة الدائرة إلى حين إيجاد حلول لها والرد على طعونها في أقرب الآجال خاصة أن احتجاجها صادف تساقطا هائلا للأمطار ما سيزيد من مضاعفة آلامها، بالإضافة إلى العواقب السلبية التي يمكن أن تلاحق أبناءها المتمدرسين الذين سيجدون أنفسهم مخيرين بين الشارع والدراسة .
سكان حي 450 مسكان ببيطافي مستاؤون من التهميش
وعلى غرار العائلات التي لم تمسها عملية الترحيل أمس، فإن سكان حي 450 مسكن بصيغة “أبي سي- كناب” ببئر خادم قد أعربوا عن استيائهم من تهميشهم من السلطات المحلية على مستوى البلدية و الولاية و التي أصرفت النظر على ملفهم و الذي يعاني منذ سنوات لكن دون جدوى و لا جديد يشملهم، كونهم يقطنون في عمارات غير مكتملة و يعانون من نقص ضروريات الحياة و انقطاع الماء،الكهرباء و الغاز، و زادت الأوضاع سوءا في نفوس الساكنين بعدما أعلن رئيس بلدية بئر خادم عن قائمة المرحلين في عملية أمس و التي شهدت عديد العائلات خاصة تلك التي تقطن حظيرة البلدية، و ينتظر قاطنوا الحي أن تشملهم عملية الترحيل القادمة و التي برمجتها مصالح الولاية في الفاتح من نوفمبر تزامنا مع احتفالية اندلاع الثورة التحريرية، في ظل عدم صدور أي قرار يخصهم سواء بالترحيل أو تهيئة سكناتهم.
التحضير للعملية الثالثة من الترحيل خلال الأشهر القادمة
في هذا السياق أكد والي العاصمة، عبد القادر زوخ، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أنه يوجد 8000 وحدة سكنية جاهزة منها 2000 وحدة صيغة اجتماعي تساهمي و 6000 وحدة عمومي إيجاري، مضيفا أن الأولوية للعائلات الساكنة بالبيوت القصديرية وعلى ضفاف الأودية.
كما أكد أنه يتم التحضير للعملية الثالثة من الترحيل و إعادة الإسكان و التي ستمس أكثر من 3000 وحدة سكنية بين الاجتماعي التساهمي والعمومي الايجاري خلال الأشهر القادمة.
فلة سلطاني – ياسين سوداني