أفاد وزير الطاقة محمد عرقاب، أن هناك “اتفاقا مبدئيا” مع الجانب الألماني للانطلاق في مشروع “ديزارتيك” للطاقة الشمسية، كما أنه “سيتم التوقيع عليه خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة”، كاشفا في السياق ذاته، على وجود اتصالات بين الجانبين عبر تقنية الفيديو” بسبب الوقاية من فيروس “كورونا”.
في البداية، كشف وزير الطاقة محمد عرقاب، أن مداخيل الجزائر لن تتأثر جراء تخفيض إنتاج البترول بـ 23 بالمائة، مدرجا الأمر في خانة الأمر الحتمي والوضعية الصعبة للسوق النفطية، مؤكدا أن هذا التخفيض كان مدروسا ولن يدخل البلاد في المجهول، كما أشار في الوقت نفسه أن الخبراء يتوقعون انتعاش اقتصادات العالم والسوق النفطية بداية من السداسي الثاني من 2020.
وذكر عرقاب لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” للقناة الأولى للإذاعة الوطنية “هذا التخفيض كان لا بد منه نحن في حالة جد صعبة فالتقرير الأخير للأوبك أعطانا في هذه الفترة 15 مليون بيرميل يومي إضافي في السوق و كنا لا بد من إيجاد حل لإمتصاص هذه الكمية و المخزون العالمي بدأ يصل لمسويات عليا لو لم نتفق على هذا التخفيض كل دول العالم سترى مبيعاتها ستنخفض و التخفيض كان حتميا و مستواه مدروس و لسنا ذاهبين للمجهول ” خفضنا الإنتاج ب 23 بالمائة مثل كل البلدان و الآن فرصة سانحة لإستقرار السوق البترولية و مداخيل الجزائر سوف لن تتأثر من هذا التخفيض و هذا الأخير يقابله سعر مناسب و مداخيل الجزائر ستجد توازنا “و تابع :” إجتماع أوبك + و مخرجاته هوإتفاق تاريخي و غير مسبوق وهو تحدي كبير بالنسبة لكيفية إسترجاع السوق لعافيتها لكل دول الأوبك و الغير الأوبك لمواصلة التعاون”.
شرعنا في تفعيل مشاريع الطاقات البديلة
وما تعلق بتفعيل مشاريع الطاقات البديلة، في ظل التراجع المستمر لأسعار للبترول وانعكاساته السلبية على الاقتصاد الوطني، ذكر: “في برنامج رئيس الجمهورية استباق لهذه الأمور وأن الجزائر لن تبق في تبعية دائمة لمداخيلها من البترول لأن البترول مع التغيرات الواقعة في العالم وهي كبيرة من بلدان كانت مستهلكة للبترول أضحت اليوم منتجة وأصبحت تنافسنا في السوق وهي كثيرة وعلينا الخروج من دائرة القول إنه لدينا بترول ونحن ننافس في السوق فلابد من تغير هذه المفاهيم ونكون واقعيين”، وتابع “من برنامج رئيس الجمهورية المتضمن لـ 54 التزاما وتعهدا خطط لهذه الأمور نقاط تتعلق بقطاع الطاقة وأعطانا تعليمات صارمة في هذا الخصوص و معها مراحل من المرحلة القصيرة والتي نحن مطالبون فيها بتفعيل ميدانيا كل ما هو اقتصاد الطاقة واستعمال الطاقات البديلة أما المرحلة المتوسطة فهي خاصة بالتحولات الصناعية بحيث لا نبقي على تصدير البترول و الغاز كمادة خام و إنما بإضافة القيمة المضافة لهما أما المرحلة الأخيرة الطويلة المدى فتتمثل في التنويع الشامل للإقتصاد الجزائري في كل الميادين وهذا التنويع يتطلب مراحل طويلة من تشييد مصانع التحويل، وهذا كله متضمن في برنامج رئيس الجمهورية، وتابع: “نحن شرعنا في المرحلة الأولى والخاصة بإستعمال الطاقات البديلة بالتعاون مع وزارة البيئة سوف نجسد إستعمال أكثر من 16 ألف ميغاواط من الطاقات الكهربائية ننتجها من الطاقات البديلة وأكثرها الكهروضوئية لكوننا متمكنين منها تكنولوجيا و تكلفتها إنخفضت كثيرا.
مشروع “ديزارتيك” سيوقع خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة
وفي سياق منفصل، كشف عرقاب أنه “سيتم التوقيع على مشروع “ديزارتيك” خلال أيام أو الأسابيع المقبلة كاشفا على الإتصالات بين الجانبين لا تزال متواصلة عبر تقنية الفيديو”، وذكر في هذا الصدد: “مشروع ديزارتيك شهد خطوات كبيرة ولولا هذه الجائحة لكان خبراء ديزارتيك في الجزائر ووقعنا الإتفاق الذي كان مبرمجا بداية أفريل، غير أننا اليوم في اتصال معهم عبر تقنية الفيديو والرئيس المدير العام لشركة سونلغاز هو المكلف شخصيا بهذه العملية و في اتصال دائم معهم وسيتم التوقيع بين الجانبين هذه الأيام أو الأسابيع و قد يتم التوقيع عن بعد لما لا”، وأضاف: “الإتفاق الأول سيكون تقنيا بإحصاء المؤهلات الجزائرية المتوفرة لدينا من الطاقات الشمسية الموجودة وسيكون في الوقت نفسه تبادل في التكوين مع البحث على كيفية وضع إستراتيجية شاملة للطاقات البديلة”.
وأبرز عرقاب أن “ديزارتيك ما هو إلا مشروع واحد من ضمن مشاريع كبيرة على أن تكون هناك مشاريع أكير في مجال الطاقات المتجددة بالشراكة وحتى من دون ذلك”، كاشفا في السياق ذاته، أنه بعد تعليمة من الوزير الأول تم تكوين مجموعة مكونة من وزارة الطاقة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة البيئة لوضع إستراتيجية وإيجاد نموذج وطني لاستهلاك الطاقة بالتوجه للطاقات البديلة وترك الطاقات الأحفورية لاستعمالات أخرى من صناعات تحويلية والعمل على توسيع التصدير فيما يتعلق بالطاقات الأحفورية”.
ذروة استهلاك الكهرباء هذا الصيف تقدر بـ 17 ألف ميغاواط
في سياق آخر، شدد المسؤول الأول على قطاع الطاقة ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة لاسيما ونحن مقبلون على فصل الصيف، مشيرا إلى أن الاستهلاك الجزائر تجاوز المعايير المعمول بها عالميا، وأكد أنه على الرغم القدرة الإنتاجية عالية وكافية لتغطية الاحتياجات المحلية غير أن الترشيد يظل أفضل حل لضمان بقاء المواد الطاقوية، وأضاف: “قدراتنا ‘الإنتاجية من الطاقة الكهربائية فاقت 21 ألف ميغاواط، الذروة خلال هذه الصائفة ستكون في حدود 17 ألف ميغاواط بعدما كانت 15 ألف ميغاواط السنة الماضية و الجزائر تضمن أمنها الطاقوي من الوقود رغم ارتفاع الطلب، حيث سجلت قدرات إنتاجية بحجم 16 ألف طن هذه السنة قدراتنا لترتفع عن العام الماضي بعدما كانت 14.6 ألف طن”.
زينب بن عزوز